بقلم شريف منصور
منذ أسبوعين وصلت الأستاذة الدكتورة مني مكرم عبيد في جولة لشمال أمريكا لمقابلة السياسيين فيها لتوضيح الوضع الراهن في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013.
مبعوثة من السيد وزير الخارجية الأستاذ نبيل فهمي و قام سيادة سفير مصر في كندا الأستاذ وائل احمد كمال أبو المجد مشكورا بمد الدعوة للأستاذة الدكتورة مني مكرم عبيد لإلقاء بعض المحاضرات في كندا ومقابلة السياسيين الكنديين لنفس الغرض.
الحقيقة أستاذتي الدكتورة مني مكرم عبيد مازالت كما هي لم تتغير نشاط و ذكاء و همه قلما توجد في غالبية البشر.
فهي متحدثة رائعة ولكنها محاورة صعب التفاهم معها. ولا أريد أن يكون هذا مدح أو ذم علي الإطلاق. ولكن أردت أن أقول لها انه في معظم الأحيان يتفوق التلميذ علي أستاذة أن كان الأستاذ متمكن من مادته. لان الأستاذ يعلم التلميذ خبايا يمتلكها أستاذة. فشكرا أستاذتي العزيزة دكتورة مني مكرم عبيد .
فعلا أسعدني الحظ للقاء الدكتورة مني مكرم عبيد بعد سنوات طويلة ، وشكرا للسفارة المصرية و لسيادة السفير الأستاذ وائل احمد كمال أبو المجد و الملحق الإعلامي بسفارتنا في العاصمة الكندية أتاوا لإعطائي بعض الوقت لتسجيل حديث تلفزيوني مع أستاذتي.
كان هدفي من المقابلة فهم العلاقة بين الدكتور سعد الدين إبراهيم و الدكتورة مني مكرم عبيد و البحث عن العلاقة المستترة سابقا المفضوحة حاليا بين الإدارة الأمريكية و الأخوان المسلمين. و التي استثمرتها الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الرأسماليين اليساريين من أستاذة الجامعات الأمريكية عموما و الجامعة الأمريكية بالقاهرة علي وجه الخصوص.
We call them in North America the lefty .
قد يظن البعض إنني اخلط الفهم بين اليسار الشيوعي و بين اليسار الاجتماعي الرأسمالي الأمريكي. ولكن أعزائي هناك ما يسمي باليسار الرأسمالي the lefty في الاقتصاديات الغربية وهو يختلف عن اليسار الشيوعي اختلاف كلي وجزئي.
اليسار الرأسمالي يرقص علي أحبال الرأسمالية مدافعا عن حقوق المواطنين ظاهريا بخلق فقر متعمد لكي يتربح و يتكسب من العمل المظهري من أجلة.
وهو ما يسمي بعلم الاجتماع السياسي هو علم يدرس العلاقة بين السياسة والواقع الاجتماعي الذي يعتبر الحاوي للأحداث السياسية وتأثير الأحداث السياسية على البنية الاجتماعية والعكس، فمثلا عند دراسة ظاهرة سياسية كالحرب أو الثورة، يدرس علم الاجتماع السياسي تأثير على المجتمع، كما يدرس أيضا تأثير البنية الاجتماعية على السياسة فمثلا ظاهرة البطالة والتفكك الاجتماعي واختلال القيم وغياب العدالة الاجتماعية (الظاهرة الاجتماعية) وبين حدوث الثورة أو الحرب (الظاهرة السياسية).
من المتعارف عليه أن المجتمع الرأسمالي يعتمد علي إتاحة الفرصة للأعمال الخاصة للازدهار لكي تخلق فرص العمل للشعوب.
فالتحديث الذي نراه في جميع أنحاء العالم المتقدم اقتصاديا قام به المستحدثين و المبدعين. و الدول تتيح المناخ المناسب لهؤلاء المبدعين لتحديث المجتمع وخلق الطبقة المتوسطة التي تعتبر دينامو الاقتصاد في تلك الدول.
و عندما يتقلد اليسار الرأسمالي مقاليد الحكم يتعمد علي خلق برامج اجتماعية باهظة الثمن لإعانة الفقراء في ظاهرها. ولكن الفقراء صناعته من دونهم لن توجد تلك البرامج التي يتمتع بها اليسار الرأسمالي و عن طريقها يبتز أموال الدولة. و عندما يصل للحكم يقوم بفرض ضرائب اعلي علي الشركات الخاصة و ضرائب اعلي علي أصحاب الدخول المرتفعة و يعتبرهم أعداء للوطن و المواطن. كما فعل الرئيس الحالي للولايات المتحدة الامريكية باراك حسين اوباما . و نحن بصدد تعطل الحكومة الأمريكية بسبب اعتراض اليمين و اليمين الوسطي علي استمرار الإدارة الحالية في قلب النظام الأمريكي من نظام رأسمالي إلي نظام اشتراكي متطرف بالمقاييس الأمريكية . فزيادة العجز في الميزانية للصرف علي برامج اجتماعية ستؤدي الي تغيير سلبي في النظام الرأسمالي في وقت لا تستطيع أن تتحمل نفقتها الخزانة العامة للولايات المتحدة.
اليسار الرأسمالي يتمثل في نوعين في الغرب مسميتهم في أمريكا الديموقراطيين أو الليبراليين. وفي كندا يوجد الليبراليين يساريين وسطيين و اليسار الاجتماعي يتمثل في الحزب الديموقراطي الجديد. و انضم لهم حزب ضئيل الحجم يسمي الحزب الأخضر.
الشرح السابق مهم جدا لكي نفهم كيف يفكر السادة أستاذة الجامعة الأمريكية د.سعد الدين إبراهيم و تلميذته النجيبة الدكتورة مني مكرم عبيد.
في بداية حديثي أردت أن اخذ اعتراف صريح من الدكتورة مني مكرم عبيد أن ما يقوله الأخوان أن ما حدث في مصر كان انقلاب معتمدين علي ما قالته في مركز الشرق الأوسط في أمريكا. فقالت طبعا لم اقصد هذا و لم نناقش ما قالت حتى لا أثبت لها انه عندما قالت ما قالت كانت تنفذ تعليمات الإدارة الأمريكية التي ينفث سمومها د.سعد الدين إبراهيم ، بغرض اعطاء الاخوان سلاح لتحسين صورتهم أمام الرأي العام الأمريكي ولخدمة مخطط الإدارة الأمريكية في اظهار أن ثورة مصر الحقيقية هي انقلاب . ليقولوا قبطية قالت أن هذا كان انقلاب.
اعتقد أنها ود. سعد الدين إبراهيم كانوا ينغمون اوركسترا الانقلاب بمعزوفة من تأليف الإدارة الأمريكية . أن عاد مرسي عادوا معه وان لم يعود ركبوا الموجة مع المحترف د.سعد الدين إبراهيم.
دكتور سعد الدين إبراهيم تخلص من منافسه ألبرادعي ببراعة وعن طريق غير مباشر. كيف فعلها و كيف تسبب سعد الدين في هروب ألبرادعي الرجل الثاني للنظام اليساري الرأسمالي في مصر ! هذا موضوع شرحه بسيط جدا. ألبرادعي ليس بمحترف سياسي ولا يوجد خلفه تنظيم مثل تنظيم الأخوان الذي يدعم د.سعد الدين إبراهيم داخليا ولا يوجد خلفه الإدارة الأمريكية تدعم سعد الدين إبراهيم ماديا.
و نأتي إلي النقطة الهامة في حديثي مع الدكتورة مني مكرم عبيد. سألتها ما رأيك في اعتبار جماعة الأخوان المسلمين جماعة إرهابية ؟
جاء ردها مطابق تماما لرأي الدكتور سعد الدين إبراهيم. وقالت الأخوان المسلمين ليسوا بجماعة إرهابية ! و استدركت ما قالت لأنني استنكرت هذا القول ، وأضافت حقيقي أنهم استخدموا العنف و القتل و الحرق ولكن منهم ناس عقلاء نستطيع التفاهم معهم كانوا زملائي في مجلس الشعب.
إلي هنا عزيزي القارئ أتوقف عن أبداء الرأي في جولة الدكتورة مني مكرم عبيد وما قالته في جولتها في كندا و الولايات المتحدة. المهم أن مركز بن خلدون قرر أن يجعل من الدكتورة مني مكرم عبيد سفيرة فوق العادة.
السؤال دكتورة مني سفيرة فوق العادة لكي تشرح وجه نظر الحكومة الأمريكية التي تستخدم مركز بن خلدون لتنفيذ مخطط تقسيم مصر ام سفيرة لمصر لتشرح وجه نظر الحكومة المصرية الحالية التي تحاول لم شمل المصريين . الموقف الذي وضعت الإدارة الأمريكية الحكومة المصرية الحالية موقف صعب . فهل ما اراد تحقيقة البرادعي وفشل فيه أن تعترف الحكومة الانتقالية أن الأخوان المسلمين ليسوا جماعة إرهابية ولكن جماعة محظورة. أو جماعة ذات أمتيازات خارجية يخشى من إغضاب أسيادها الأمريكان.
في مقالي أطرح تساؤلات لعلني أجد من يستطيع أن يجيب علي هذه عليها.
المقابلة مع الدكتورة مني مكرم عبيد تمت باللغة الإنجليزية و ستذاع قريبا جدا.
في النهاية من 40 سنة قالوا مش حنقدر نحطم خط بارليف و في يوم وليلة أتحطم و أصبح أسطورة الجيش الذي لا يقهر أسطورة كاذبة . و الجيش اللي قالوا انتهي في 1967 هو اللي بقي أسطورة سنة 1973. وبعد 40 سنة شعب مصر و جيش مصر حطموا مخطط اقوي دولة في العالم .
كل سنة و بلدنا بخير و كل سنة وجيشنا العظيم بخير وكل مصر و المصريين في كل مكان في العالم بخير .