الأحد ٦ اكتوبر ٢٠١٣ -
٥٨:
٠٩ ص +02:00 EET
الدكتور احمد الطيب
شاكر فريد حسن
ماذا وراء الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور أحمد الطيب ..؟! شاكر فريد حسن كان الأزهر وسيظل يمثل أكبر وأعرق مؤسسة دينية وأهم مرجعية للمسلمين في العالم أجمع منذ ألف عام ، في الدفاع عن الاسلام الوسطي الصحيح المعتدل ، ونشر الروح السمحة للدين الاسلامي الحنيف ، وتذويت القيم الأخلاقية العليا وروح
المحبة والوئام والتسامح بين أبناء الأمة بغض النظر عن انتمائهم الديني ، فضلاً عن الوقوف بوجه دعاوى وخطاب التزمت والتطرف والتعصب الديني للجماعات السلفية المتطرفة ، التي تتاجر بالدين وتشوه صورة ديننا الاسلامي الحنيف الحقيقية ، وتسيء له . وقد كان طبيعياً أن ينحاز الأزهر الى جانب الثورات والحراكات والانتفاضات الشعبية والجماهيرية التي اندلعت في العالم العربي ، ضد الظلم والقهر والاستبداد والفساد والديكتاتوريات ، ويتخذ موقفاً واضحاً من ثورة الشعب
المصري لتصحيح المسار ، التي اطاحت بحكم مرسي والاخوان المسلمين ، معتمداً على ثوابته وقناعاته العلمية والسياسية واستجابة لمطالب الشعب المصري ، الذي خرج بملايينه للشوارع والميادين والساحات العامة مطالباً بسقوط الحكم الاخواني . ولكن هذا الموقف السياسي المؤيد والمنحاز لارادة الشعب المصري ، وللجيش المصري ، حامي وحارس مصر ، لاقى هجوماً منفلت العقال ، وتطاولاً سافراً على الأزهر وشيخه الجليل أحمد الطيب من قبل الرئيس التركي طيب
اردوغان ، ويوسف القرضاوي ، شيخ الفتن ، و\"زلمة\" قطر وشيوخ النفط الخليجي ، وصاحب فتاوى القتل والذبح والفتنة والتشتيت وتمزيق وحدة المسلمين . وليس خافياً مغزى ودوافع وأغراض هذا الهجوم الأرعن على مصر وأزهرها وشيخه الجليل ، فالجميع يدرك ويعلم أن هذا الهجوم والتطاول هو تطاول على مصر وشعبها وعلى الأزهر ومكانته الدينية والثقافية ، وانه يخفي وراءه مؤامرة دنيئة لتغيير وجه مصر ورمزها الديني ، وتصفية دور الازهر كمرجع ديني للمسلمين في مجال العلوم الشرعية والمسائل والفتاوى الدينية ، ناهيك عن التحكم بمصير الشعوب العربية واستعادة السلطة العثمانية بويلاتها وكوارثها وتجلياتها بهدف
بسط سيطرتها الاقليمية على مصر وسائر الدول العربية . اننا نرفض وندين الحملة الشعواء على الازهر وشيخه أحمد الطيب ، وهذا التطاول لن يجدي نفعاً ، فمكانة الأزهر لن ينتقص منها أحداً ، ودوره التأصيلي في نشر الاسلام الوسطي يتعمق ويتجذر في العمق الوجداني الشعبي ، وسيبقى بمواقفه الواضحة الجرئية منارة واشعاعاً فكرياً ودينياً وثقافياً ومرجعية عليا لكل المسلمين ، رغم انف المتأمرين والمتامركين والحاقدين ، شامخاً في معركة الحفاظ على هوية وعقيدة وتراث مصر العظيم ، الفكري والثقافي ، وليخسأ اردوغان والقرضاوي .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع