بقلم: حمدي رزق | الأحد ٦ اكتوبر ٢٠١٣ -
٤٩:
٠٤ م +02:00 EET
صبحي صالح
جماعة الإخوان ينطبق عليها «القرعة تتباهى بشعر أختها»، الجماعة ترفع فى مظاهرات يوم الزفير الأخير صور نخبة من أبطال العبور، الفريق الجمسى، الفريق سعد الشاذلى، إبراهيم الرفاعى، وينسون عامدين متعمدين واحدا من أعتى الرجال، الشاويش بحرى صبحى صالح، الذى حالت السجون بينه وبين نصر أكتوبر، لا تحزن يا بطل إن نسيتك الجماعة.. لن ننساك، وسنعيش على ذكراك، ذكريات البطولة التى تجلت فى أروع معانيها يوم ٦ أكتوبر الظهر، الساعة اتنين وخمسة بالضبط.
اليوم وفى الثانية نفسها سأقف إجلالا واحتراما لبطولاتك، وتضحياتك، وهبت صيامك يا بطل، لتحيى مصر، وقبلت الجحود من جماعتك، لكن الوطن لن ينساك، الشعب المصرى لا ينسى.. ذاكرته حديدية، وهى دى المصيبة، لا ينسى كلماتك الخالدة فى حضرة «تامر أمين»، على قناة «المحور»، نتذكرها كلما هبت نسائم النصر.
كأنه اليوم، روى البطل ما تيسر من سيرته النضالية بتواضع المقاتل عند النصر، وبأريحية شهيد على قيد الحياة، نجا من الموت بأعجوبة، اللقمة وقفت فى زوره، كادت تطلع روحه ولكن الله سلم وحفظ لمصر كنزها الغالى وبطلها الرمز، صبحى صالح قال نصا وأنقلها حرفيا للتاريخ: «يوم ٦ أكتوبر الظهر، الساعة اتنين وخمسة، كنت باتغدى أنا وصاحبى، وقبل أول لقمة، سمعنا البيان، عبرت قواتنا المسلحة القنال، مصدقتش حتى سمعت الخبر فى مونت كارلو...»!!.
هذا هو البطل الذى يتجاهلون، البطل الذى أفطر عامدا متعمدا فى نهار رمضان، لا نحاسب البطل على الفطار فى رمضان، جل من لا يسهو، معلوم يوم ٦ أكتوبر 1973 الساعة اتنين الظهر كان يوافق العاشر من رمضان الساعة اتنين الظهر، ومفروض أن البطل كان «صايم» مثل بقية المسلمين، أو على الأقل، زى الإخوان المسلمين، وكان قد جاوز الحلم وبلغ مبلغ الرجال ويجب عليه الصيام، كان فى عام ١٩٧٣ فى أولى جامعة!!
ما علينا، وسمعت البيان وأنا بتغدى، سمعته يا بطل وأنت فاطر، سمعته يا بطل وأنت بتتغدى، ومصدقتش الخبر يا بطل وأنت صانعه، ولم تشعر بالنصر وأنت صاحبه، وعبرت يا بطل ولم تبل ملابسك، فعلا خبرة قتالية نادرة، شاويش بحرية قد الدنيا، وصولاتك فى حرب الاستنزاف تدرسها الأكاديميات البحرية، يقال إن الصول صبحى صالح قصف ميناء إيلات بطوربيد واحد فدمره تدميرا، وقاد اللنش الذى أغرق المدمرة إيلات بإيد واحدة كأنه راكب بسكلتة حسن البرنس.
عجبا جماعة تنكر على أبطالها الشرف، أين الجماعة من 6 أكتوبر، لم يخلد لها شهيد واحد، ولم تسجل لها بطولة واحدة، جماعة لا تعرف من الشهادة سوى شهادات رابعة أول، ومن البطولة سوى بطولات نهضة مصر، أين صورة الشاويش صبحى وهو بيتغدى بين صور الأبطال مرفوعة فى مظاهرات الزفير الأخير، ما الفارق بين صبحى صالح وإبراهيم الرفاعى، صبحى صالح أولى بتكريم الجماعة.
جماعة زى القرع بتمد لبره، عملية الغداء فى نهار رمضان كانت خلف خطوط العدو، عبقرية قتالية فذة، كيف ضبط صبحى صالح موعد غدائه على توقيت الضربة الجوية، الخبراء الاستراتيجيون يحارون بين تفسيرين: الأول، أن غداء صبحى صالح وصديقه الساعة اتنين وخمسة كان جزءا من خطة الخداع الاستراتيجى، وأن الرئيس السادات، الله يرحمه، قال لهم خلوا الشاويش صبحى يتغدى هو وصاحبه، فلما جواسيس العدو تبص من خرم الباب تلاقى الصول صبحى بيتغدى، يعنى فاطر، وترجمتها مفيش حرب، الجواسيس ذهبوا وشربوا حتى الثمالة، فاجأهم البطل صبحى صالح بقرار العبور، وصبرنا وعبرنا وربك نصرنا.
صبحى يستحق نوط الشجاعة أن مكث فى بيته وقت القتال، واتغدى هو وصاحبه، صبحى صالح ضحى بيوم من عمره، أفطر ليضرب المثل، وفى هذا اليوم الخالد لازم صبحى صالح ياخد حقه من التكريم، صبحى صالح أكبر من الكلمات، أبقى من كل الكلمات، مناضلا، مقاتلا من أجل الشرف، إلى آخر لقمة فى الغداء.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع