الأقباط متحدون - السيسي بين عبد الناصر والسادات2-2
أخر تحديث ٠١:٠٨ | الاثنين ٧ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٢٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

السيسي بين عبد الناصر والسادات2-2

بقلم : مينا ملاك عازر

تحدثنا المقال الماضي، عن مقارنة البعض الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالزعيم الراحل عبد الناصر، ولهم في ذلك بعض الحق، ورصدنا أوجه الشبه بين الرجلين وأوجه الاختلاف، واتفقنا في نهاية المقال أننا سنرصد اليوم أوجه الشبه والاختلاف بين الفريق أول السيسي والزعيم المُغتال السادات، فإلى المقارنة.
أعرف أيها السادة، أنه لم يسبقني أحد في الربط بين الفريق أول السيسي والسادات فالكل كان منشغل بربط الفريق السيسي بعبد الناصر، من باب المكايدة السياسية مع الإخوان أحياناً أو من باب إيمانهم المفرط بعبد الناصر، وفي أملهم في السيسي ليقُم بدوره، أو من أبواب أخرى، دعك من المبرر أياً كان، ولنا أن نركز في السطور التالية على السادات والسيسي.

صحيح حضرتك يبدو لك أن السادات هو الذي أحيى الإخوان من باب وأد اليساريين والناصريين بعكس السيسي الذي نفذ أمر الشعب له، وأطاح بهم لكن أحد لن ينتبه للأسف إلى أن طبيعة العدو الذي قاتله السادات وهو العدو الصهيوني الفاشي النزعة، إرهابي الطبع، دموي السبيل لتنفيذ الأهداف المتحالف مع الغرب لتحقيق الآمال التي تتفق مع طبيعة العدو الذي يواجهه الفريق أول عبد الفتاح السيسي في كل شيء، فالإخوان -الصهاينة الجدد- أيضاً تقوم أفكارهم على فكر فاشي إقصائي، أسلوبهم دموي، تحالفوا مع الغرب بكافة أجنحته لتحقيق آمالهم وأهدافهم، الفرق بين السيسي والسادات أن السيسي للآن لم يؤمن أن تسعة وتسعين من أوراق اللعبة في أيدي أمريكا، ولم يزل يعاندها، وفي الحقيقة هو كسر عنادها وكبريائها ودفع رئيسها إلى النزول على رغبة المصريين، ويفهم أن مرسي لم يكن رئيسا لكل المصريين. أرض المعركة واحد، فكل عمليات الإرهابيين الجدد تقع على نفس أرض المعركة التي خاض  عليها السادات حرب التحرير مع الإرهابيين القدامى، وهي أرض الفيروز سيناء الحبيبة، حاول السيسي والسادات سلماً مع أعدائهما لكنهما عاندا واستكبرا، ولم يتوقعا في الاثنين الوطنية، والروح القتالية وحب الأرض والوطن، فقادهما عنادهما وغباءهما نحو الهاوية، فانهزمت إسرائيل واندحر الإخوان0
اتجه السيسي لتأمين البلاد، واستعاد، ويستعيد كل شبر احتله إرهابي وعاث فيه فساداً، وهكذا أيضاً فعل السادات مع الإسرائيليين حرباً ثم سلماً حتى استعاد كل حبة رمل، كلاهما كرههه الإخوان في النهاية بعد أن كانا موضع ثقتهما، صحيح تختلف أسباب الكره في الحالتين، لكن الكره واحد. الزعيمين لم يتوقع أحد منهما اتخاذ تلك المواقف الجريئة، في بداية حكم السادات لم يكن الشعب المصري كله ينتظر التحرير على يديه، والسيسي كان يُتهم بأنه إخواني ممالئ للنظام، لكنهما أثبتا من خلال الأيام والأعمال عكس هذا تماماً 0
كلاً من السيسي والسادات كان مدركاً الخطوة التي يقبل عليها في صراعه مع قوى خارجية، وكلاهما اعتمد على الجيش في تحريره للوطن، كلاهما أصبح محل تقدير من الشعب بأكمله بعد أن قاما بواجبهما نحو البلد حينما لبى نداء الشعب بخوض الحرب ضد إسرائيل أو ضد الإرهاب.

وهكذا يا صديقي القارئ، أكون قد قدمت قدر استطاعتي أوجه الشبه والاختلاف بين السيسي والزعيمين عبد الناصر والسادات. ولك مطلق الحرية أن تختار، وإن كنت أفضل أن أعتبره امتداداً للاثنين، أخذ مميزاتهما وتجنب عيوبهما وأخطائهما وخطاياهما، وآهو كله في سبيل مصر.

المختصر المفيد الشعب المصري ولاد بالرجال صانعي التاريخ ومسطري المستقبل وكل سنة وأنتم طيبين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter