نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن بلاده تأمل بحصول تقدم على صعيد المفاوضات مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي خاصة في ظل "فشل العقوبات" بوقفه، وندد بما قال إنها "أكاذيب" إسرائيلية حول تسلح بلاد، كما انتقد مواقف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، معتبرا أنها "مهينة" للأمة الإيرانية.
وقال ظريف، في مقابلة مع CNN، إن المفاوضات الأولية التي أجرتها إيران مع المجتمع الدولي خلال الأيام الماضية حول أزمتها النووية كانت إيجابية مضيفا: "اللقاءات الأولى كانت إيجابية، لم نخض في التفاصيل التي عادة ما يكون التفاوض حولها أصعب، ولكنني أظن أنها بداية جيدة وخطوة سياسية إيجابية.. آمل أن يكون هناك رغبة سياسية لدى دول مجموعة (1+5) من أجل السير قدما وحل المشكلة لأن ما فعلناه خلال السنوات العشر الماضية لم يكن مفيدا للطرفين."
وأضاف: "لدينا عقوبات قاسية ألحقت الأذى بالشعب الإيراني، بينما ازداد عدد أجهزة تخصيب اليورانيوم من عدة مئات إلى أكثر من 18 ألف جهاز، وبالتالي فإن نمط العلاقات الثنائية هذا ليس مفيدا لأحد ونحن بحاجة لإنهاء هذه العملية وبدء أمر مفيد للجميع."
وحول التشكيك في نوايا إيران لامتلاك برنامج نووي في الوقت الذي تحتفظ بأحد أكبر احتياطيات النفط العالمية قال ظريف: "سياسة تنويع مصادر الطاقة خيار أساسي من وجهة نظر بيئية، وكذلك من أجل الحفاظ على تنمية مستدامة وهذا أمر معترف به على مستوى عالمي، ومن الجدير بالذكر أن اقتراح اللجوء إلى الطاقة النووية في إيران قدمته شركة أمريكية عام 1974 للشاه السابق الذي كان حليفا لواشنطن، وقد نصحته آنذاك بإنتاج 20 في المائة من طاقة البلاد عبر الاعتماد على مفاعلات نووية."
وبرر الوزير الإيراني لجوء بلاده لخيار تخصيب اليورانيوم ذاتيا رغم تجنب عشرات الدول لذلك بالقول: "لم نكن نعتزم إجراء التخصيب بأنفسنا ولكننا نمتلك حصة 20 في المائة من شركة فرنسية لتخصيب اليورانيوم تدعى 'أوروديف' ولكننا لم نتمكن من الحصول على غرام واحد من اليورانيوم منها، لقد دُفعت إيران إلى وضع تضطر معه للاعتماد على نفسها ولا يمكن لهم الآن أن يعودوا إلى الوراء ويحاولوا إعادة كتابة التاريخ."
وأضاف: "لقد قررت إيران القيام بذلك بخيارها الشخصي وتلبية لحاجاتها، إيران هي أمة تتمتع بكبرياء وبقدرات تقنية ولدينا القدرات البشرية للوقوف على قدمينا وما أن يقوم المجتمع الدولي أو من لديه القدرة بمحاولة حرماننا فسنعتمد على أنفسنا."
وندد الوزير الإيراني بمواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واتهامه إيران بالسعي للحصول على سلاح نووي قائلا: "للأسف يجد البعض أن خداع المجتمع الدولي وإثارة حالة من الهلع الدولي يصب في صالحه، منذ عام 1992 وإسرائيل تقول بأن إيران باتت على بعد ستة أشهر فقط من صنع قنبلة نووية، والآن مرت أكثر من عقدين ولم نصنع قنبلة بعد."
وتابع بالقول: "الجدير بالملاحظة هو أن إسرائيل هي واحدة من بين ثلاث دول مازالت خارج معاهدة حظر الطاقة النووية ولديها برنامج تسلح نووي سري ومن المعروف أنها تمتلك 200 رأس حربي نووي."
وحول الموقف من بيان أوباما المشترك مع نتنياهو قال: "أعتقد أن على القادة ممارسة القيادة السياسية الفعلية، وقد شعرت بخيبة أمل لأن الرئيس أوباما استخدم لغة مهينة للشعب الإيراني، وأظن أن عليه الالتزام بنواياه المعلنة للتعامل مع إيران عبر المصالح المشتركة.
وأضاف: "لا يمكن التعامل مع دولة أخرى باعتماد سياسة الاحترام المتبادل وإهانتها في الوقت نفسه أو محاولة تخويفها، خاصة في ظل إدراك أن ذلك لن يفيد.. الشعب الإيراني يتعامل بسلبية كبيرة للغاية مع لغة التهديد والوعيد."
وعن إمكانية أن يؤدي الاتفاق النووي إلى تحسين العلاقة مع أمريكا التي كانت إيران تصفها بـ"الشيطان الأكبر" قال ظريف: "لدينا تاريخ من سوء الفهم بين بلدينا وتاريخ من الأفعال التي ارتكبتها الولايات المتحدة بداية بإسقاط حكومة منتخبة (محمد مصدق) ومن ثم ما حصل خلال الحرب مع العراق واستخدام العراق للسلاح الكيماوي دون أن تقوم أمريكا بالتحرك بالاندفاع نفسه الذي تقوم به الآن حيال هذه الأسلحة... لذلك هناك الكثير من الأمور التي تشغل بال الجانب الإيراني، وكذلك الأمريكي، ولكن الموضوع الأهم الذي ينبغي علينا مواجهته حاليا هو القضية النووية."