طرابلس، ليبيا(CNN)-- ربما كان أبرز مطلوب على وجه الأرض يعيش تحت وطأة الرعب من أن يقتل أو يعتقل ولكنه مع ذلك لم يكن يعيش متخفيا. فلمدة أكثر من عامين، كان أبو أنس الليبي يعيش مع عائلته "حياة طبيعية" وفق وصف ابنه، في إحدى ضواحي العاصمة طرابلس المكتظة.

ووفقا لعائلته، فقد عاد أبو أنس الليبي إلى العاصمة الليبية خلال 2011 للمشاركة في الانتفاضة التي أدت إلى إطاحة معمر القذافي. فقد وصلها قادما رفقة زوجته وخمسة أطفال، من ضمنهم فتاة، من إيران. وقتل أحد أبنائه خلال معركة تحرير طرابلس في أغسطس/آب 2011.

 ترك مقتل ذلك الابن الذي يدعى عبد الرحمن أثرا عميقا في نفس والده أبو أنس. أما والدته، زوجة أبو أنس، أم عبد الرحمن، التي لا يظهر نقابها سوى عينيها، فلا تنفي أن زوجها كان عضوا في تنظيم القاعدة وأنه كان مقربا من زعيمها السابق أسامة بن لادن، لكنها تقول إنه ترك التنظيم منذ عام 1996 أي سنتين قبل استهداف السفارتين الأمريكيتين في كل من كينيا وتنزانيا.

وأضافت أنّ زوجها قرر ذلك لأنّهم كانوا يعيشون في السودان وكانت هناك ضغوط شديدة من معمر القذافي لحمل نظام الخرطوم على التخلي عن أعضاء "الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة." وأوضحت "أنا على ثقة مما أقوله فهو لم يشارك في أي تفجير في أي مكان من العالم. لقد شارك في الجهاد بأفغانستان.. وكان عضوا في تنظيم القاعدة وكان حارسا شخصيا لأسامة بن لادن، هذه حقيقة ولكنه لم يشارك في أي عملية."

ورفضت أم عبد الرحمن تقارير الاستخبارات التي تشير إلى أنه عاد إلى بلاده لتأسيس فرع للقاعدة، قائلة "إنه زوجي وأعرفه، فهو لم يكن على اتصال بأي شخص منذ عودتنا إلى ليبيا."

وأضافت أنه لم يكن على اتصال إلا ببعض الأصدقاء وأن الناس كانوا يخشون أن يكونوا على اتصال به لأنهم يعرفون أنه مطلوب، موضحة أنّه كان في الآونة الأخيرة يحاول إيجاد سبيل يوضح حالته للسلطات الليبية من أجل أن يغلق ملفه مع الولايات المتحدة.

وأجمع كل من ابن الليبي، عبدالله وأم عبد الرحمن على أن العائلة كانت تعيش تحت المراقبة على مدى العامين الماضيين وأنهم كانوا يتوقعون كل شيء بما في ذلك غارة بطائرة دون طيار، غير أن عملية السبت كانت مفاجئة لهم.

 كيري اعتبر الليبي صيدا لا يقدر بثمن
 
وأضافت أم عبد الرحمن "لقد توقعنا منهم أن يفعلوا كل شيء ولكنهم فاجأونا وحادث ما حدث بطريقة لم نتوقعها. فقد توقفت وسائل الإعلام عن الإشارة إليه منذ فترة وهو ما طمأننا بعض الشيء. كما أنه توقف عن حمل سلاحه معه أو التنقل مع أطفاله أو الاستعانة بشركة أمنية. لقد كان يعيش حياته بصفة عادية."
وقالت إنّ أبو أنس "طلب إعادته إلى عمله في وزارة النفط الليبية وكان ينتظر أن يستأنف ذلك." وصباح السبت رأت أم عبد الرحمن زوجها  وهو يغادر صوب مسجد للصلاة وهو الخروج الذي لم يعد بعده إلى داخل المنزل بعد أن جرى اعتقاله.

والأحد كان منزل الليبي يغص بالأقارب الذين جاؤوا لإظهار دعمهم للعائلة، ويتساءلون عن تفاصيل ما حدث. كان ابنه عبد الله يتولى وصف ما حدث مؤكدا أنّ العائلة ترغب في معرفة مكان وجوده وحالته قائلا لي "والدي مريض وأريد أن أعرف حالته الصحية الآن" حيث أبلغتنا العائلة أنّ أبو أنس الليبي يعاني من مرحلة متقدمة من التهاب الكبد الفيروسي من فئة سين.