تعتبر مذبحة ماسبيرو التي وقعت احداثها يوم 9 اكتوبر 2011 من أكثر الجرائم دموية التي استهدفت أقباط مسالمين عزل خرجوا للتظاهرالسلمي احتجاجاً على ما يحدث من حرق ونهب وهدم للكنائس والممتلكات القبطية .. فالمذبحة التي راح ضحيتها 27 شهيدا مسيحيا ، وأكثر من مائة مصاب ، غير المفقودين جريمة كارثية وتعد الأكثر دموية ووحشية في العصر الحديث .

 

وفي عهد إدارة المجلس العسكري لشئون البلاد بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك بثورة تم التخطيط لها سلفاً بتربيطات  وصفقات بين جماعة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية حتى يتمكنوا من حكم مصر لدرجة أن الفريق سامي عنان نفسه والذي كان ضمن فريق المجلس العسكري وقت المذبحة أكد مؤخراً أن الولايات المتحدة تدبر لتمكين الإخوان من الحكم ، وأن أمورا غير طبيعية تتم ، ابلغ بها المشير طنطاوي بعد رجوعه من الولايات المتحدة الأمريكية وقت ثورة 25 يناي.

 

وللاسف الشديد لم يستطع عنان الإفصاح عن هذا الأمر إلا بعد ثورة 30 يونيو 2013 ، وهذا الصمت في حد ذاته جريمة تستوجبه تقديمه للمحاكمة في أمر يتعلق بأمن مصر القومي ، ويؤكد على أن صفقة ما تمت بين الإدارة الأمريكية والمجلس العسكري وجماعة الإخوان ، ومن المؤكد كما تبين مؤخراً وكما حذرنا من قبل أن جماعة الإخوان المسلمين ما هي إلا أداة تستخدمها الإدارة الامريكية لتنفيذ مخطط تفتيت المنطقة العربية وخاصة مصر واسقاط جيوشها الوطنية ، وقد ثبت ذلك بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي بمطالبات المجتمع الدولي للتدخل ضد الجيش المصري ومهاجمتهم له ومحاولة الاعتداء على قواته في عدد من التظاهرات .

 

ولم يكن طريقاً أمام الجماعة لضرب وهز ثقة الأقباط في الجيش الوطني المصري سوى التخطيط لهذه المذبحة واستخدامها لاحقا للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة للجماعة في صفقة مشبوهة لن ينساها التاريخ وذلك في مقابل الخروج الآمن للمجلس العسكري والوثوب على السلطة ثم بعد ذلك يواصلوا سياسة التمكين والأخونة في الجيش المصري وقد حدث ذلك بالفعل بإقالة طنطاوي ، وبدأت المحاولات الإخوانية تستهدف ضرب الجيش المصري واعطاء المبرر لإقالة قيادات عبر خطف جنود ومقتل جنود في رفح إلى غير ذلك من محاولات قذرة بل ووصل الأمر بالجماعة إلى محاولة تفتيت جهاز المخابرات وأخونته بالكامل !!! 

 

والسؤال هنا : لماذا لم يتم للآن فتح تحقيق شفاف مع قيادات المجلس العسكري في المذبحة التي هزت الرأي العام المصري والعالمي ؟؟ ولماذا أفلت المتهمين في المذبحة  من الإفلات من العقاب وتم تبرئتهم ؟!! خاصة وأن الشهداء الأقباط قتلوا برصاص حي من أفراد من الجيش والشرطة وبعض البلطجية كما دهس بعضهم بالمدرعات وتوثق ذلك فيديوهات عديدة؟ ولماذا اتهم  أفراد من الجنود في الوقت الذي لم يتم فيه ملاحقة القيادات الشرطية والعسكرية في مسرح الجريمة ؟

 

ولماذا لم يتم تقديمسامي عنان وحمدي بدين للمحاكمة واستدعاء طنطاوي واسامة هيكل وزير الإعلام انذاك  للإدلاء باقوالهما ؟؟ يجب أن يخرج علينا هؤلاء جميعا ويتم التحقيق معهم ليكشفوا الحقيقة للناس وللتاريخ في تحقيقات شفافة ونزيهة ، وإن كانت هناك مؤامرة إخوانية تمت لاحداث المذبحة تحالفت فيها قوى مخابراتية دولية  فليكشفوها للرأي العام المصري والعالمي ، خاصة وأن كاميرات مبنى ماسبيرو التقطت ووثقت ما حدث.

 

كما ان المخابرات الحربية والعامة تمتلك من المعلومات في هذا الأمر ، انني اطالب الفريق اول عبد الفتاح السيسي والسلطات المصرية بسرعة فتح تحقيق في الامر وسرعة استدعاء سامي عنان والمشير طنطاوي وحمدي بدين الملحق العسكري بالصين للتحقيق والإدلاء بشهاداتهم ، وتقديم المتورطين في المذبحة ايا كانوا للمحاكمة العاجلة بعد ثورة دفع فيها المصريين اقباطا ومسلمين من دمائهم وارواحهم وممتلكاتهم ودور عباداتهم مقابل الدفاع عن مصر من الاختطاف والسقوط  ، وإعادة فتح تحقيق شفاف في هذه المذبحة سيؤكد بالفعل على أن مصر تعيش روح الثورة وانها تسير على خطا دولة القانون ، وانها لا تفرق بين مواطنيها في على أساس الدين .

 

وقبل اختتام مقالي أحب ان اؤكد أن جماعة الإخوان كانت تدير ملفا للفتنة الطائفية بمصر قبيل ثورة 25 يناير ويؤكد على ذلك ما نشرته مجلة المصور في عددها الصادر في القاهرة بتاريخ 31/3/2010 (العدد 4460)حيث نشر الكاتب الصحفي حمدي رزق ملفا  يضم نصوص محاضر الإجتماعات السرية لمكتب الإرشاد لتنظيم الإخوان المسلمين, ومنها محضر الجلسة رقم ( 4 - 10 ) المنعقدة يوم 27/1/2010, والذي نشرته المجلة تحت عنوان (الفتنة الطائفية على مائدة إخوان الفتنة), وجاء في البند الخامس من محضر هذه الجلسة مناقشة ورقة حول الفتنة الطائفية مقدمة من د / عصام (العريان) على أن يشرف على هذه الورقة لجنة مشكلة من د. بشر و د. عصام العريان ،سعد الكتاتني  لتقديم تصور خلال أسبوعين.

 

ومن خلال هذا المقال أؤكد على دفاعي المستميت عن قواتنا المسلحة وجيشنا الوطني وأرفض أي محاولات ماكرة للوقيعة بين الأقباط وجيشهم فأقباط مصر ومسلميها وجيشها دائما ايد واحدة ، ولكن لن نصمت عن ملاحقة المتورطين في المذبحة واطالب الأقباط بعدم القيام بأي تظاهرات في ذكرى شهداء مذبحة ماسبيرو هذا العام 2013 لكي لا تستثمر جماعة الاخوان والقوى المخابراتية اللاعبة والمتحالفة معها الحدث لتسويق فكرة للعالم الخارجي بأن الأقباط ضد جيشهم.

 

وربما يندس بل ومن المؤكد أنه سيندس في التظاهرات إخوان أو مرتزقة يهتفون ضد الجيش ويلصقونها بالجماعة وربما يكون تم الإعداد لمذبحة جديدة ضد الاقباط يتم الصاقها بالجيش ، ونطالب بان تقتصر إحياء ذكرىشهدائنا بالمقطم في دير القديس سمعان الخراز والكنائس ، ونطالب القوات المسلحة والشرطة بتأمين كامل لاحياء ذكرى شهدائنا الابطال الذين لم ولن ننساهم ونطلب صلواتهم عنا وعن مصر ووحدتها وسلامها .