الأقباط متحدون - دم لم يزل يصرخ
أخر تحديث ٠٠:٠٦ | الخميس ١٠ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٢٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

دم لم يزل يصرخ

بقلم : مينا ملاك عازر

لم يفعل الأقباط تلك الجرائم التي اقترفتها الجماعة الإرهابية وصبيانها وتوابعها وذيولها، رغم ذلك دمهم سال على الأرض على كورنيش النيل بالتوازي لجريان النيل، جرى دمهم على أيدي الجيش المصري وعلى أيدي آخرين المهم أنه جرى ولم يرفعوا رمز ماسبيرو ويمشوا به كالمجانين، ولم يسبوا الجيش، ولم يشتموا بل طالبوا بالتحقيق، ومقاضاة من أخطأ.

¬الجريمة وقعت في ظل حماية الجيش، إذن الجيش مطالب بتقديم القتلى للمحاكمة، وما لا شك فيه أن هناك قتلى وما دام هناك قتلى فيجب أن يكون هنك قاتلين، ولذا يجب أن يسلموا لجهات التحقيق سواء العسكرية أو المدنية، وإن غضيت البصر عن صورة المدرعة وهي تدهس المتظاهرين السلميين وصدقت ادعاءات البعض أنها كانت تتفاداهم، فلن أنسى أنها في أثناء فعلها هذا أسقطت الصرعى والمصابين ولم يحاسب قائدها، ومن المؤكد أن الجيش يعرف قائدها، وإن صدقت ادعاءات التلفيزيون المصري والقناوات المضللة حينها بأن المتظاهرين الأقباط كانوا يحملون سلاحاً، فأين ذلك السلاح؟ وكيف لم يظهر كالسلاح الذي ظهر في النهضة ورابعة بعد فض الاعتصامات بهما؟ فلم تطالعنا كاميرة واحدة ولا حتى كاميرة الجزيرة الكاذبة بصور صناديق الطلقات، ولا عدد الأسلحة، لكن مع ذلك قُتِل الأقباط ومر على قتلهم سنتين، ولم يقدم واحد للمحاكمة، ومن قدموا برأتهم المحكمة، وسأصدق المحكمة أنهم براء، إذن أين القتلة الحقيقيون؟

أسمعك يا من تقول أنه لا داعي لمواجهة الجيش، ولكنني لا أواجهه فأنا أعاتب عتاب الحبيب لحبيبه، أعاتب وأسأل أسئلة مشروعة، لا أعرف إن كان البابا وجد وقتاً مناسباً ليسأل الفريق أول عبد الفتاح السيسي أم لا، وإن كان لم يجد فها هو الوقت للسؤال، أين قتلة المتظاهرين الأقباط؟ أين حارقي الكنائس في ظل حكم المجلس العسكري؟ أين هادميها؟ هل سيفعلها الفريق أول السيسي ويقدم قادة الجيش المتورطين في المجزرة التي مر عليها عامين ولم يزل الدم يصرخ؟ هل يفعلها الفريق أول السيسي الذي كلماته لم تزل ترن بصوته الهادئ بأذني، وهو يهنئ الأقباط إخواته بمناسبة عيد القيامة الماضي، في وقت كان يكفر النظام وزبانيته من يفعلها، فجراءته هذه التي دفعته لأن يهنئ الأقباط، أستدعيها الآن، كما كانت موجودة لحظة تنفيذكم لأوامر الشعب بالإطاحة بمرسي لتقدم لنا وللعدالة القادة المتورطين، وجنود قادة المركبة العسكرية التي دهست المتظاهرين، وأولائك اللذين استخدموا السلاح ضد المتظاهرين، أياً كانوا مدنيين أو عسكريين، أستدعي شجاعتك يا سيادة الفريق أول وأستدعي وطنيتك اللتين طالما حاضرتا لتقدما لنا حارقي الكنائس، ومشعلي الفتن، وهادمي بيوت المسيحيين منذ اندلاع الحريق بكنيسة أطفيح بصول وحتى أحداث الصعيد الأخيرة مروراً بكل الكنائس في بر مصر، وخاصةً مرتكبي مجزرة ماسبيرو التي وقعت تحت سمع وبصر الجيش بل في بعض الأحيان بمشاركة قادة منه للأسف.
المختصر المفيد من قتل يُقتَل ولو بعد حين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter