الأقباط متحدون - رسالة إلي أختي البريونية الحبيبة...
أخر تحديث ١٣:٠٥ | الخميس ١٠ اكتوبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٢٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

رسالة إلي أختي البريونية الحبيبة...

بثينة كامل
بثينة كامل

ثلاث سنوات مضت منذ نزلنا للشارع يوم 25 يناير 2011 وحتي الآن. واجهنا خلالها صنوفا متنوعة من الاعتداءات والتنكيل، لكن يوم 6 أكتوبر 2013 كان يوما فارقا. علي أن أعترف أن المواجهة مع نظام مبارك وكذلك المجلس العسكري شيء ومواجهة البلطجية وملحوسي العقل شيء آخر يفوقه خطورة تماما، إنه الفارق بين أن تقبض عليك الشرطة وبين أن تقع في أيدي البلطجية.. الإخوان ومناصروهم وبلطجتهم هي اليوم ما يواجهه المصريون في الشوارع والحواري...ناهيك عما يواجهه رجال الجيش والشرطة من إرهابيين متعددي الجنسيات متوحدي الهدف علي إرهاب المصريين وتركيعهم بقطع العيش والطرق والأرزاق بالضرب والحرق، بالقنابل والاسلحة الثقيلة بانتهاك الحرمات وتعطيل الجامعات وكل أشكال الإرهاب والترهيب.

أن تقدر على فعل ذلك بأهلك وناسك، فلابد أن تكون عبدا مستعبدا معطل الإرادة من قبل مهاويس يقودون ممسوحي عقل.

ذلك ماخبرته ما رأيته من متظاهري الإخوان في يوم السادس من اكتوبر الماضي، فبينما يحتفل المصريون فيه بالنصر وببطولات جنودهم وضباطهم يقرر هؤلاء المنقطعون المعزولون المتنطعون علي الوطن والوطنية هؤلاء المهووسين بالجماعة أن ينكدوا علي المصريين ويفسدوا عليهم فرحتهم على ندرة ما يفرح.

في ذلك اليوم وأثناء نزولي من مقر جريدة التحرير الواقع في شارع جانبي ضيق بحي الدقي، كان فلول المتظاهرين الإخوان المتفرقين من مظاهرة شارع التحرير عائدين الي شارع محي الدين ابو العز. توجهت الي سيارتي فإذا بامرأة منتقبة تلوح في وجهي بيدها صائحة "ألم تكوني أول من رفض حكم العسكر؟" فأجبتها "لو كان طنطاوي قد خاننا مرة فقد خاننا الاخوان ألف مرة". نصحني المارة بغلق نافذة السيارة والتحرك، ففعلت وإذا بالفلول المتفرقة من المظاهرة الآتين من الشوارع الجانبية ملوحين بعصبية بإشارة رابعة "الماسونية" يخبطون علي السيارة بأيديهم وشاب واحد وحيد يضع قناعا طبيا يحاول نهيهم. أخاطبه بود قائلة أنه طالما بقي فالعمر بقية، فإن مكانه ليس بين هؤلاء البرابرة المتوحشين. وإذ فجأة عينك ما تشوف إلا النور، الطوب ينهال على السيارة كالمطر محدثا قرعا عالي الصوت ليكسر الزجاج الأمامي فأواجههم بإبتسامة مشيرة إلي فعلتهم المشينة فإذا بهم يمعنون في التكسير حتي يأتون علي كل النوافذ، وتمتد أياد أخوان "مسلمين" داخل السيارة لتسرق ماتطوله والطوب مستمر في استهدافي وأنا داخل السيارة، حاولوا فتح بابها من الخارج لكن عادة الإغلاق من الداخل بالمسوجر أنقذت حياتي. أي رعب هذا تعرض له قبلي عشرات المصريين داخل سياراتهم ومنهم من كانت بجانبه زوجته وأطفاله.

بعد تحطيم كل زجاج السيارة بدأوا بالتنشين علي بالطوب ثم جذبي من شعري محاولين اخراجي، لكن تلك الحادثة وكل مامر بالمصريين ذلك اليوم يترك نقطة مضيئة ألا وهي... إنه لا يزال وطننا فيه رجال مصريون يدافعون بشهامة عن امرأة وعن الشوارع والبيوت والسيارات والمارة معرضين حياتهم للخطر علي أيدي هؤلاء، منهم مصطفي، ذلك الشاب الصعيدي الذي حكي لي فيما بعد كيف تلقي ضرباتهم وهو يخلص شعري من أيديهم النجسة لإخراجي من السيارة، فأتمكن من الفرار في معجزة حقيقية لاحتمي بمطعم يمني يخبرني رواده وملاكه أنهم مستعدون للشهادة معي بكل ما حدث. ولولا وجود الشرطة بالمنطقة وفي نهاية الشارع لما تورع هؤلاء المجرمون عن اللحاق بي ولكنت في خبر كان.

لكن المؤلم حقا أنك تجد من هم من لحمك ودمك لايتورعون عن ايجاد المبررات لهؤلاء القتلة البرابرة المتوحشين بمقولة أني دعوت للثلاثين من يوليو وأني حشدت لتفويض الجيش والشرطة للقيام بدورهما في حماية الوطن من هؤلاء المنحطين، فيصطنعون المبرر اللاعقلاني منزوع الضمير لإجرامهم وعنفهم المتنامي تجاه أهل مصر، مصر التي آوتهم فلم يتخذوها وطنا بل مجرد سكن، ثم يستبيحون أهلها وأرضها وتاريخها وجوامعها وكنائسها وأديرة رهبانها.

تلك الكلمات أوجهها إلي أختي الحبيبة والدة الأبناء الإخوانجية، تلك المرأة المحسنة التي لاتستطيع أن تعلن عن غضبها أمام أبنائها الذين يشاركون في حرق الوطن ولو بالسكوت والتبرير ، وتتباكي علي القتلي والجرحي من أبناء الوطن ناسية أو متناسية أن الجماعة هي الفاعلة فتتأسي علي الاحتفال بالسادس من أكتوبر بالفن والغناء ولاتتألم للحظة علي من هم من لحمها ودمها الذين يخرجون في مظاهرات مع قتلة وخونة يحملون السلاح ويروعون أهل مصر المحروسة في كتاب الله العزيز الحكيم.مصر المؤمنة الذي يتصور هؤلاء الصهاينة أنهم يمكنهم ان يعودوا لحكمها ولو لثانية. يظنون أنهم قادرين على هزيمة مصر وكسرها في يوم نصرها ، هؤلاء الذين احتفلوا بالخامس من يونيو ذكري الهزيمة ثم ينزلون بالسلاح الي الشوارع لقتلنا يوم السادس من اكتوبر العظيم.

وكلمتي الاخيرة لحكومة البلاوي ولا أقول الببلاوي التي تتكلم عن المصالحة وتتقاعس عن المحاسبة غير دارية بمعاناة المصريين اليومية مع هذه الجماعة الارهابية وكأنها حليف لهم فلا يجد المصريون إلا أن يأخدوا حقهم بأيديهم من هؤلاء الآثمين وغدا سينقلب عليكم أيها المرتعشون الفاشلون
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع