كتب مينا ثابت
احيى امس، التاسع من اكتوبر لعام 2013، اتحاد شباب ماسبيرو، و مؤسسة ماسبيرو للتنمية و حقوق الانسان، الذكرى السنوية الثانية لمذبحة ماسبيرو، حيث دعي الكيانين الى أمسية صلاة تقام بدير القديس سمعان الخراز بمنطقة منشية ناصر بالمقطم و التي شهدت بدورها اعمال عنف طائفى فى الثامن من مارس لعام 2011، و راح ضحيتها قرابة الثمان شهداء بعد تظاهرهم ضد هدم كنيسة صول بأطفيح.
و قد بدأت الاحتفالية مساء الاربعاء فى تمام السادسة، بعد ان اتخذ الدير العديد من الاستعدادات الخاصه بأستقبال الضيوف و الشخصيات العامه، حيث اقاموا بوابات امنية من بداية مدخل الدير الى مدخل الكنيسة الكبرى و التى استضافة الاحتفالية، و انتشر بمحيط الدير و داخل الكنيسة افراد الكشافة و المعنيين بالتنظيم، حيث يتم استقبال الشخصيات العامة و توجيهها إلى أماكنها المخصصة لها.
سبق بداية الاحتفالية إقامة صلاة العشية، و التي أقامها نيافة الأنبا ابانوب، أسقف عام كنائس المقطم، و أعقبها بكلمة افتتاحية لليوم أكد فيها ان الاقباط قاموا بتقديم أرواحهم دفاعاً عن إيمانهم و كنائسهم و هذا معتاد حتى ان المسيحيين اعتادوا أن يقدموا انفسهم حتى عن اعدائهم، و ارسل فيها التحية الى ارواح شهداء ماسبيرو و المقطم. وتم عرض فلم تسجيلى عن احداث ماسبيرو و الذى تضمن عدداً من اللقطات الحية للمذبحه و التى أثارة مشاعر الاسى و الحزن في نفوس الحاضرين لتذكرهم المشاهد القاسية الخاصه بيوم المذبحه. ثم اعقبتها كلمة إتحاد شباب ماسبيرو.
حيث تحدث هانى رمسيس عضو المكتب السياسى للاتحاد، ان الدوله مقصره ومتؤاطئه فى احداث ماسبيرو مؤكدا ان الدوله تتحمل مسئوليه شهداء ماسبيرو؛ واضاف، انه بالرغم الجهد الذى بذلته الكنيسه والشخصيات العامه والحقوقين الا ان حق الشهداء لم ياتى حتى الآن واوضح قائلاً : " لم ننظم اليوم للاحتفال وانما لنذكر الدوله والجيش وكل مؤسسه فى الدوله اننا لن نترك حق أولادنا وسنظل وراءه لاخر نفس ". وأشار رمسيس الى ان اغلب الحاضرين روأ بأعينهم هذه المذبحة.
فالدم كان على ملابس كل الموجودين في المسيرة يومها وكأن الموت كان يمر يحصد الشرفاء والأطهار مؤكدا على ان تقديم المسيحيين للشهداء لم تتوقف بعد ماسبيرو وإنما زادت واختتم كلمته قائلا : بالرغم من كل هذا سنظل معتزين بقبطيتنا.
ومن جانبه قال المستشار أمير رمزى خلال كلمته، ان الاحتفال بدماء الشهداء يكون معاصر للفرح، على الرغم من انه حدث جلل، لكننا في احتفال لأن الدم الذي يسفك لأجل ما نحن نعيش كل هذا يدعونا للاحتفال، وما حدث من أحداث القديسين والخصوص والعمرانية والكاتدرائية، كل هذا نعرف أن هناك أعداد كبيرة من شهداء الأقباط والمصريين لأنهم تكلموا بالحق، ونحن نحتفل ونشكر ربنا بما حدث، واستشهد بكلمة الكتاب المقدس: " تكلم ولا تسكت... تكلم بالحق" وأوضح أن اليوم التغيير الذي تعيشه مصر جاء بسبب الأبطال ودماؤهم، ووجه رسالة ل 3 جهات، الجهة الأولى للفريق السيسي، وقال: "انت رجل محترم الناس كلها تعزك وتحترمك وتهابك وأعجبنا بأسلوب الشفافية التى رأيناها سواء على لسانك أو على الآخرين، وتعاملك مع المصريين بطريقة ناضجة، لذلك اطلب منه، مازالت التحقيقات غامضة حتى الآن والناس تريد ان تكون المصالحة كاملة مع الجيش.
نريد ان تكمل لنا هذه الصراحة، والتحقيقات تكون مكشوفة الرسالة الثانية لرئيس الحكومة، قائلاً: "نستمع لكلام كثير من نوعية اننا نحب بعض مثلما رأينا الأوبريت فى ذكرى اكتوبر، لكننا نريد التنفيذ حتى اليوم لا يوجد قانون لبناء الكنائس، ووتوجد اعتداءات على الكنائس اما الرسالة الثالثة والاخيرة: "الدستور"، نريد مواد ترسخ لمبدأ تكافؤ الفرص وعدم التمييز. و الجدير بالذكر و الذى حاز على اهتمام الحضور هو وجود الكورال الخاص بكنيسة القديسين و الذى قدموا مجموعه من الترانيم قرب نهاية الاحتفال، و التى اعطت طابعاً خاصاً لليوم الذى حضره العديد من الشخصيات العامه من بينهم، الشيخ ابو العزايم، شيخ الطرق الصوفية، و الاستاذ سعد الدين ابراهيم، الحقوقى البارز و مدير مركز ابن خلدون، و المستشار امير رمزى و المحامى المعروف ايهاب رمزى، و الاعلامى الشهير توفيق عكاشة، و الفنانة هند عاكف، و الحقوقية المعروفة شهندة مقلد، و الاستاذه مارجريت عازر امين عام حزب المصريين الاحرار، و الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، علاوة على عدد كبير من ممثلى الاحزاب و الحركات السياسيه و الثورية . وقد تسلم الحضور عند الانصراف " نتيجة الشهداء " و هى عبارة عن تقويم لعام 2013 مطبوع عليها صور الشهداء.