"السيسي - أوباما .. وجها لوجه في نهائي عالمي" هكذا لخص سياسيون ومراقبون القرارات الأخيرة من الجانب المصري والرد الأمريكي عليها، بأنها بداية النهاية لصراع ظل طويلا بين الإدارة الأمريكية من جانب والإرادة المصرية من جانب أخر.. موضحين انه شتان بين الإرادة والإدارة.
وقالوا ان الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع، الذي التف حوله معظم فئات الشعب المصري – باستثناء الإسلاميين - أصبح يمثل الإرادة المصرية، بينما أوباما الذي يمثل الإدارة الأمريكية مستمر في الصدام معه.
ظهرت هذه الحالة بوضوح بعد الأنباء الأخيرة التي تداولت بشأن اقتطاع جزء من المساعدات العسكرية عن مصر، منسوبة لمسئول أمريكي بارز، بينما نفاها البيت الأبيض وظل صامتا حيالها البنتاجون، ووزارة الخارجية الأمريكية أكدت دراستها.
وربط مراقبون هذه الأنباء المتداولة، بتصريحات السيسي في حواره لجريدة "المصري اليوم" والتي لم ينفي فيها بصورة قطعية عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة، فضلا عن قرار الحكومة المصرية بشطب جمعية الإخوان المسلمين من سجل الجمعيات الأهلية، ما يمنع تلقيها أي أموال بصورة شرعية.
الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز بن خلدون للدراسات، أكد ان هناك علاقة بين تصريحات الفريق عبدالفتاح السيسى الأخيرة، وقرار الحكومة المصرية بشطب جمعية الإخوان المسلمين، بالتحركات الأمريكية الأخيرة.
وقال: "مصر صفعت أمريكا.. وبالتالى ردت أمريكا الصفعة لمصر".
وأوضح إبراهيم – صاحب العلاقات القوية مع الإدارة الأمريكية – أن احتجاج الولايات المتحدة على شطب جمعية الإخوان جاء نتيجة ما تطالب به أمريكا من إطلاق حرية إنشاء الجمعيات الاهلية وعدم غلقها.
وتهدف أمريكا عن طريق الإخوان المسلمين الى السيطرة على حركة حماس فى فلسطين والحفاظ على أمن إسرائيل وكذلك اتفاقية كامب ديفيد.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم سعيد الخبير في السياسة الإستراتيجية ، ان الإدارة الأمريكية الآن تعانى حالة من التخبط تجاه مصر، اذ يقلقها تزعم الفريق عبد الفتاح السيسي للمشهد السياسى المصري.. كي لا يتحول لـ عبد الناصر جديد.
وأشار سعيد إلى أن السيسي أصبح في مواجهة مع أوباما أمام العالم.. نتيجة لتزايد معدلات التوافق المصري والعربي على الأول.. والعداء المتزايد للثاني.. لذلك أرادت أمريكا كسر السيسي.