مدحت بشاي
في مقال هام للكاتب والطير المهاجر الوطني مدحت قلادة تحدث فيها عن أهمية التمييز الإيجابي في منح فرص للمسيحيين للمشاركة السياسية ، والتي استهلها لتوضيح وجهة نظره وأراها مقدمة هامة أيضاً " عن التمييز نتحدث , لكن عن الشق الإيجابي في التمييز..وعن الهدف الواضح والمرجو منه.. وهو تشجيع الفرص المتساوية ,في كل المجالات والمؤسسات الحكومية والتعليمية , تمييز إيجابي يؤكد على أن الأقليات في االمجتمع سوف تكون مٌضَمنة في كل البرامج .. تمييز
يساعد على تخطي محنة التمييز ذاتها والتي سادت في الماضي واتبعتها الطبقة الحاكمة .. لكل هذا فالتمييز حينما يكون إيجابياً له مبرراته ونتائجه التي ستعود على الطرفين بالخير . وسوف تمسح معاناة الذين همشوا في الوظائف أو التعليم وغيره .ولقد مارست مصر سابقاً "التمييز الايجابي" في عهد مبارك حينما خصصت كوتة للمرأة في مجلس الشعب ،و قد أحدثت هذه الخطوة نوعاً من الانصاف للمرأة المصرية, حيث انتزعت من براثن مجتمع ذكوري هاضم لحقوقها, حتى تنال كامل حقوقها على كل الأصعدة ولا يعد هذا تمييزا للمرأة بل إنصافاً "..
بداية ، فتجربة منح فرصة تطبيق التمييز لصالح المرأة المصرية يصعب الحكم عليها لقصر الفترة ولأنها كانت المرة الأولى للتطبيق ، وما قد يشوبه من خيارات السلطة الحاكمة من اعتبارات ينبغي التوقف عندها والتي تؤثر بالتالي في إيجابية مشاركة المرأة وتحقيق إنجازات فعلية من عدمه ..
وعن تجارب الغير، طرح المواطن المهاجر مدحت قلادة "نشط التمييز الإيجابي نهاية القرن الماضي في العقود الثلاثة الأخيرة من أجل زيادة أعداد النساء في أجهزة الدولة المتعددة وطبقته دول ديمقراطية مثل السويد أو الدنمارك وله مسميات متعددة أهمها آليات الإنعاش الملائم للاقليات أو آليات الدمج السياسي لمكونات الشعب ..الخ " ..
واختتم مقاله الثري الذي أتمنى أن نتبادل الحوار حول أطروحاته ليس لأهمية حكاية الكوتة بقدر التفكير في الوجود المسيحي الفاعل في دوائر العمل على تقدم بلادنا .. يقول قلادة "إذا طبق قانون التمييز الإيجابي فالمكسب الحقيقي سيعود على المجتمع بالثراء الفكري وسيحقق السلام الاجتماعي والعدل بين مكونات الوطن مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية فسابقا كانت توجد أماكن ممنوعة على السود وألان بفضل التمييز الإيجابي للسود ساهم في إنهاء العنصرية ضد السود وشاركوا في إدارة شئون بلادهم على كافة الأصعدة وعلى أعلى المستويات بدليل كولن باول رئيس الأركان ووزير الخارجية الامريكي وكونداليزا رايس وزيرة خارجية وتوج العمل الحقوقي بعد وصول أوباما الأسود ليتربع على ريادتها دورتين متتاليتين "..
والحقيقة ، وبمناسبة الكوتة أسأل : من الذي سيرشح رموز جماعة التمييز الإيجابي .. هل هي الكنيسة كما اعتدنا، فيختارون الأقربون من القيادات الروحية للكنيسة ، ويمثلون مجموعة معروفة يقدمون انفسهم دائما مقروناً بالكنيسة دون أن يقدموا بالفعل للوطن والمواطن وحتى الكنيسة على أرض الواقع ما ينبغي من أدوار تحسب لهم إيجابياً ، بل في الغالب الإساءة عبر تعطيل فرص من يستحقون التقدم للمساهمة بكفاءة وقدرة ، وهمه اللي صرخ من أفعالهم قداسة البابا شنودة وخرج للإعلام غاضبا قائلا ليس لدي محامين ولا مستشارين ، ومع ذلك عند الطلب في عهده ــ للأسف ــ كان قداسته ومن بعده البابا تواضروس يختارون
أصحاب نفس الوجوه ، وهمه اللي الكنيسة بتدعوهم في الحفلات والأعياد والمناسبات الوطنية ، بينما من يعمل بحق ولديه امكانات الإضافة بعيد عن العين والقلب .. السؤال الثاني أو الفرضية الثانية، في حالة إذا كان رئيس الجمهورية هو الذي سيختار فسيظل المرشح تابعا ومتهما أنه ابن النظام واسير فضله
...الفرضية الثالثة ،هل حقا سيمثل هؤلاء قوة مؤثرة في دعم المجالس في مجال تشريع قوانين وطنية محايدة في ظل إدارات للجان والجلسات العامة ،وهم من يتم الضغط عليهم غالباً من جانب قوى التطرف الجاهلة ، وفي النهاية يمثلون لرغباتهم ، ولا تقل لي عزيزي قلادة أننا قمنا بثورة فلازال الفكر الفقير إداريا وثقافيا ومعرفة موجود .. الفرضية الرابعة يا سيدي ان الواقع يقول أن من لديهم استعداد للعمل النيابي غير موجودين بالقدر المبشر بالنجاح على الأقل في الفترة الحالية ، فلدينا وجهاء ورموز وأغنياء غير مستعدين لممارسة العمل السياسي حتى لا يؤثر العمل السياسي على صالح مشاريعهم حتى لو كان من الشخصيات صاحبة الرأي والثقافة السياسية ، أو من جانب أخر شباب مثقف وواع وغير مستعد ماليا لتغطية النفقات الانتخابية ..
وعليه أرى ان علينا في تلك الفترة أن يتجه المواطن المسيحي إلى الانخراط بشدة في العمل السياسي بدعم الكوادر القادرة على الفعل والتغيير ، و التقدم في مجال العمل الاجتماعي عبر إنشاء جمعيات ومدارس ومستوصفات وملاجئ ورعاية لاطفال الشوارع بعيدا عن الكنيسة وسيل عملها على طريقة خدام مدارس الاحد ، وقد كان للاقباط في زمن الوفد أمثلة رائعة توطن قدراتهم وتثمر فيها .. خلينا نعيد النظر في الإعلام المسيحي لتقديم أصحاب الحلول الوطنية لدعم الوجود المسيحي من جانب كل المصريين ، ونتراجع عن حكاوي الولولة والمظلومية .. تعالوا نغير وجوه المحامين والمستشارين الذين ضيعوا قضايا الأقباط لصالح ظهورهم
وسعيهم المرضي إلى مناطق الورنيش الاعلامي .. تعالوا ندعم المراكز البحثية بعيداً عن مراكز التعصب والعبط غير المجدي .. لقد كنت أتصور إقامة مؤتمر عالمي في القاهرة يناقش كل تلك القضايا في القاهرة بمناسبة ذكرى مذبحة ماسبيرو بدلاً من الوقوف في الشوارع في زمن الاحتقان .. تعالوا نضع ايدينا متشابكة مع اخوتنا المسلمين الأحرار فكرياً وإنسانياً من ضلالات التعصب لإنتاج دراما سينمائية وتليفزيونية ومش لازم هاني رمزي ولطفي لبيب وواكد ، الحكاية مش سبوبة ، إنما نجوم مصر دون توصيف أو تصنيف بأعمال مصرية وأظنكم تدركون تأثير الدراما والاغنية والقوة الناعمة في إحداث التغيير .. تعالوا نتبنى إقامة
مشاريع ثقافية مثل ساقية الصاوي ، إن وجود نواب في البرلمانات في هذا المناخ المريض مش هيضيف بالشكل الذي تتصورونه ، والزمن القادم كفيل بالتغيير لو سلمت النوايا وصدقت ..