بقلم : جرجس جودة جرجس
أهى والدتى التى إمتنعت عن الماء والزاد لمدة 9 أيام عندما أعتقلت فى عهد عبدالناصر ، وكنت أنا مضربا عن الطعام والماء ، فقيل لى ان امك لا تأكل لأنك لا تأكل ، فكسرت عنادى السياسى من أجلها وقلت إإتونى بالطعام . لقد رحلت فى السادس من يوليو 2003 ، وقبيل إنتقالها بأربع أيام قالت لأخى " احضر هذه الشنطة " ، وأخرجت منها قطعة قماش بيضاء وطلبت من أخى قياسها وبعد ان أخبرها قالت " انها تكفى " ولم يفهم أخى ما تعنيه ، وكانت تقول لمن حولها اننى سأنتقل يوم أحـد " وذهب أخى للقداس الإلهى ، وعندما عاد وجدها قد انتقلت للفردوس .
أم هى مصر التى رحلت مرات كثيرة ، وفى كل مرة تعود وهى فى حالة أسوأ مما كانت عليه ، والآن رحلت ليتقاسمها الإسلاميين والبلطجية ، ولست أدرى من منهم الأسوأ ، وفى يقينى ولا أشك إطلاقا فى ذلك ان الاسلاميين هم الأسوأ ، حيث ان البلطجى لن يجرؤ ان يقول لك " ان الله عز وجل أمرنى ان ........... ، أما الإسلاميين ففى كل ما يفعلون أو يقولون ........ أن الله أمرهم بذلك وإذا عارضتهم قالوا عنك انك زنديق او يتم تكفيرك ويحلّوا دمك لمن يحلوا له قتلك ، وإذا كنت مسيحى فنصيبك منهم أسوأ ، وكل هذا بأسم الإسلام ... هكذا يقولون !!(كتب هذا المقال فى مارس 22013)
أم هى إبنتى التى رحلت منذ أيام وتركتنى .. رحلت لتستريح فى الفردوس ، لتترك خلفها عالم الغدر والخيانة وعدم الوفاء .التى عانت منه طيلة عشر سنوات كاملة
ولدت فى يوم عيد نياحة القديس الأنبا إبرآم أسقف الفيوم فى العاشر من يونيو 1973 لترقد على رجاء القيامة فى الثانى والعشرين من مارس 2013 (كتب هذا المقال بعد أيام من إنتقالها) .
مرّت بمحطات كثيرة خلال حياتها القصيرة على الأرض ، ففى عام 1995 حضرت ، مؤتمر قيادات الحزب الجمهورى لغرب الولايات المتحدة ، وفى اللقاءات الجانبية، كانت هناك فرصة طيبة لعرض هموم وآلام الاقباط على عدد من السيناتورز ، وبعض أعضاء الكونجرس ، وبعض الشخصيات الهامة بالولايات المتحدة .
مريم وعن يمينها اوليفر نورث مستشار الرئيس ريجان للأمن القومى
مريم مع إدوين مييس النائب العام للولايات المتحدة (1985-1988) ومستشار الرئيس رونالد ريجان
مريم مع بات بيوكانن المرشح السابق لرئاسة الولايات المتحدة
مريم وعن يمينها بوب دورنان عضو الكونجرس الأمريكى
مريم وعلى شمالها دانييل لانجرين النائب العام لولاية كاليفورنيا
• تلقت دعوة لحضور حفل مراسم تسليم السلطات لحاكم ولاية كاليفورنيا
بيت ويلسن.
• عندما نما الى علمها بأن الحكومة الكويتية سوف تنفّذ حكم الإعدام فى إحد رعاياها الأبرياء ، لمجرد انه مارس حقه فى إختيار دينه واعتناقه المسيحية ، وعلى الفور إتصلت بمكتب عضو الكونجرس بوب دورنان ، وقد تلقت لاحقا إتصالا مفاده بأن الخارجية الامريكية على إتصال بالحكومة الكويتية ، وقد علم فيما بعد بأنه قد أطلق سراحه ، وعلينا ان لا نغفل بأن جهود مماثلة قد بذلت من كثيرين آخرين أيضا .
1- نشاطها السياسى - مناصبها بالحزب الجمهورى . فى عام 1994-1995 شغلت منصب نائب رئيس الحزب الجمهورى بجامعة كال بولى ، ثم شغلت منصب الرئيس فيما بعد ، بنفس الجامعة .
2- شغلت منصب المتحدّث الإعلامى المساعد بالحزب الجمهورى بولاية كاليفورنيا لمدة عام كامل (1994-1993) ، وكانت مسئولة عن إعداد البيانات الصحفية ، التعامل مع كل وسائل الإعلام ، وكتابة المذكرات الإعلامية التى تعد بطريقة دورية مرة كل أربع شهور . كذلك الإعداد للمؤتمرات الصحفية والإتصال بالمتحدثين فى المناسبات المختلفة بفرع الحزب بكاليفورنيا .
3- شهاداتها العلمية حصلت على درجة البكالوريوس فى هندسة الفضاء فى عام 1995 ، كما حصلت أيضا فى نفس العام على درجة البكالوريوس فى هندسة التصنيع والإنتاج .
مريم فى حوار مع رئيس الجامعة دكتور بوب سوزوكى
4- على مدى ثلاث سنوات أتمت دراساتها المستفيضة فى التعاليم الارثوذكسية.
وإهتمامها الشديد بالأيقونات القبطية ، وقد بذلت مجهود كبير لا يمكن تجاهله فى معاونة الفنان الدكتور إيزاك فانوس فى إعداد الأيقونات للكتابة ،وذلك اثناء تواجده بكنيسة السيدة العذراء بلوس انجلوس ، وقد كانت تلك الفترة بمثابة دراسة عملية لعلم كتابة الأيقونة .
5- نشاطها فى مكافحة القانون الذى يسمح بالإجهاض
6- عضويتها فى الكثير من الجمعيات العلمية
7- حصولها على بعض الجوائز التقديرية ، أو العضوية الشرفية لدى بعض المحافل العلمية .
8- قبيل تخرجها مباشرة رشحت للعمل بالمخابرات المركزية الامريكية
9- خدمت بمدارس التربية الكنسية طيلة سنتين .
10- كرست بعض من وقتها لإحتضان الأولاد ذوى سلوك منحرف لإبعادهم عن أصدقاء السوء ، وكذلك أعطت عناية ورعاية للأولاد الذين لديهم متاعب مع ذويهم (زوجة الأب أو زوج الأم ) .
شق على نفسها الخيانة وعدم الوفاء فلم تحتمل ، وكأن طوفان نوح قد أتى ودمّر كل أحلامها ولم تستطع ان تغفر ، رغم انها حاولت بشدة مرارا كثيرة ، لقد حاولت أن تغفر من اجل اولادها ، لقدحاولت أن تغفر كى لا يموت حلمها فى ان يكون لديها أسرة كبيرة ، ، وقد حاولت أيضا من أجل إرضاء ابيها الذى يرفض الطلاق رغم ان الكنيسة كانت ستسمح لها بذلك بدون أى عناء ، نعم حاولت كثيرا فى معاناة غير رحيمة ، ولكن شبح الخيانة ومرارة الغدر كان يطارادنها بقسوة .
رحلت لتترك أبنائها..