الأقباط متحدون - الفضائح خارج الأوطان
أخر تحديث ٠١:١٦ | الاربعاء ٢٣ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣٢٩٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الفضائح خارج الأوطان

بقلم : مينا ملاك عازر
 
أعترف أن فرحة الإخوان بهزيمة المنتخب أمام غانا تختلف كل الاختلاف عن فرحتهم عند نكسة يونيو 1967 فخسارة مباراة تختلف تمام الاختلاف عن خسارة أرض ودم، صحيح أن في كلتا الهزيمتين شكر الإخوان ربهم إلا أن غانا ليست إسرائيل، صحيح لاعبيها يرفعون علم إسرائيل أحياناً، وصحيح أن علاقة الإخوان بإسرائيل أفضل من علاقتهم بمصر لكن مهما كان غانا ليست إسرائيل، وكوماسي ليست سيناء، كما أن إخوان النكسة غير إخوان الهزيمة، فإخوان النكسة تواروا بفرحتهم عند النكسة، أما إخوان الهزيمة جاهروا بفرحتهم خارج الأوطان وداخلها، صحيح أن لاعبي الأهلي اللذين كانوا في المنتخب أنفسهم تغيرت أحوالهم، حال خلع زي المنتخب وارتداء زي الأهلي، ورأيناهم يقاتلون أمام لاعبي القطن الكاميروني حتى الانتصار، صحيح كان بطلوع الروح ولم ينهزموا في الذهاب بستة ولا حتى بثلاثة، ولم ينهزموا في العودة بعد أزمتهم النفسية لهزيمة غانا.
 
والفضيحة خارج الأوطان لها مذاق آخر فقد يخرج الإخوان يهللون بفوز غانا على بلادهم بستة داخل الوطن فنداري عليهم، ونحتك بهم، ونتشاجر معهم لكن مجاهرتهم في غانا بما يجيش بقلوبهم نحو وطنهم -المفترض الانتماء إليه- فضيحة لا تقل عن أفعالهم التي فعلوها بالسفارة المصرية في فرنسا أثناء احتفالها بحرب أكتوبر، وبالأديب علاء الأسواني في باريس وبمحمد النبوي بلندن وهجومهم علي اعضاء الوفد المصرى في مهرجان الفيلم العربي بجنوب السويد، وكل إناء بما فيه ينضح، وكل إخواني بما فيه ينطح.
 
صحيح كلها فضائح إخوانية خارج الأوطان مثلها مثل إعلانهم المدفوع الأجر بالصحف الإنجليزية والأمريكية ضد مصر، تحريض وتهديد كلها فضائح، ولكن فضيحة عن فضيحة تختلف، ففعلهم حيال الدكتور علاء الأسواني ومحمد النبوي قد نعتبره فعل حيال شخص ما لكن أفعالهم من إعلان تحريضي وعن الفرحة في الهزائم هو فضيحة لا جدال فيها، فضيحة تطولهم قبلما تطول الوطن، تمس سمعتهم وأنفسهم، تكشف عن حقد دفين داخلهم نحو وطن احتضنهم، قسى عليهم مثلما قسى على باقي أبناءه، لم يكن الوطن هو الذي يقسو وإنما حكامه, وها هم ذهبوا وذهب من جاءوا بعدهم، وبقى الوطن، وبقت أفعال الإخوان كما هي، فضائح تحاول إهانة الوطن وتهين أنفسهم على أيدي أنفسهم، كل شيء يتغير، الزمن والمواقف لكن فكر الإخوان كما هو، أفعالهم تزداد بجاحة وفجاجة، ويبقى مطالبي المصالحة يدعون لاحتواء أولائك اللذين ما عرفوا يوماً عن الوطنية شعوراً ولا تضحيةً.
 
وأخيراً صديقي القارئ، ها نحن اقتربنا من نهاية المقال، وقبل الختام، علينا أن نهنئ الأهلي بلاعبيه اللذين سرعان ما تحرروا من انكسارهم النفسي في المنتخب وعادوا رجالاً يبحثون عن لقمة عيشهم ورزقهم، ينتصرون ويرسمون البسمة على شفاة جماهيرهم، صحيح كان نصر بطلوع الروح لكنهم أبلوا بلاءاً حسناً، وكان هناك دفاعاً متماسكاً، وحارس مرمى يعرف دوره، ولا يساند مهاجمي الفريق المنافس، ونهنئ الإخوان بقدراتهم المتنامية في خيانة الوطن في فرحه وحزنه، في الإساءة لشخصه ورموزه، وقبل كل هذا الإساءة لأنفسهم ولجماعتهم بعد أن هدمها قادتهم بغرورهم وغطرستهم.
 
المختصر المفيد حب الوطن فرض عليَّ أفديه بروحي وعينيا.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter