الأقباط متحدون - الجماعة تورط بناتها فى عمليات التزييف فى معركتها مع الطيب والدولة
أخر تحديث ١٦:١٩ | الخميس ٢٤ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣٢٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الجماعة تورط بناتها فى عمليات التزييف فى معركتها مع الطيب والدولة

أرشيفية جامعة الأزهر
أرشيفية جامعة الأزهر

 أخوات «كاذبات» فى حرم الأزهر..

يكذب الإخوان كما يتنفسون، ويقلبون الحقائق بفجاجة.. يقولون على الثورة انقلابا.. ويبررون فشل الرئيس المعزول كذبا بأنه تعرض لمؤامرة.. وفى حين تسال الدماء على جانبى مظاهرات ومسيرات العنف التى يقودونها، فإنهم لا يخجلون من أنفسهم وهم يتحدثون عن السلمية. وبينما قد يجد البعض مبررا للجوء التنظيم للادعاء، ولتفتيش القائمين عليه عن ألف سند أخلاقى وشرعى لتمرير رؤاهم وخططهم المخادعة.
 

استنادا إلى قاعدة أن السياسة لعبة قذرة، ومن يتصدى لها يقع رغما عنه تحت طائلة قانونها غير الإنسانى فى معظم الأحيان، إلا أن أحدا لا يفهم أبدا كيف يصل شبق الجماعة وسعيها المجنون نحو السلطة، ورغبتها المتصاعدة فى إنقاذ قادة متورطين فى جرائم جنائية وسياسية متعددة خلال العام الماضى، إلى تلويث القواعد الإخوانية الطلابية، وتحديدا الأخوات، بتعليمهن الكذب والتزييف واتهام الناس بالباطل، كما حدث مؤخرا فى جامعة الأزهر.
 
أمس تسلل عدد من طالبات الإخوان، إلى مبنى كلية الدراسات الإسلامية بنات، وقمن بغلقه من الخارج بالجنازير، رغم وجود زميلاتهن بقاعات الدرس والمحاضرات داخله، ورغم انتظام سير العملية التعليمية. ثم تم وضع شرائط حمراء بالقرب من القفل للإيحاء بتشميعه. قبل أن تظهر كاميرات ديجيتال صغيرة، علاوة على كاميرات التليفونات المحمولة لالتقاط صور للباب الموصد.
 
وفى ثوان معدودة أرسلت تلك الصور إلى حسابات ميليشيات الإخوان الإلكترونية فى «فيسبوك»، فضلا عن قناة «الجزيرة مباشر مصر»، بينما ذيلت جميعها كذبا بادعاء أن الدراسة متوقفة. ورغم أن غلق الباب لم يستمر سوى دقائق معدودة، لم تتجاوز مدة التقاط الصور، إلا أن دلالة ذلك المشهد، إنما تعكس مدى التحول الجذرى الذى طرأ على وضع وطبيعة نشاط الأخوات فى التنظيم الإخوانى.
 
فبينما كانت الجماعة تحرص دوما على عزلهن عن ألعابها القذرة فى الشارع قبل وصول مندوبها محمد مرسى إلى قصر الاتحادية، ولم تكن تحشدهن إلا فى مظاهرات محدودة جدا تتعلق دوما بالمحاكمات العسكرية للقادة، وكانت أغلب المشاركات فى تلك المظاهرات من أقارب القيادات الملاحقة، فإن الأمر بعد الثورة اتخذ منحى آخر، حينما باتت الجماعة حريصة على الظهور أمام الغرب فى ثوب الكيان السياسى المنفتح، الذى لا يفرق بين رجل وامرأة، وبالتالى بدت مشاركة الأخوات فاعلة فى كل الفاعليات التنظيمية فى الشارع.
 
بعد إسقاط مرسى ونظامه، انحاز التنظيم للعبة المتاجرة بدماء نسائه. دفع بهن فى مقدمة مظاهرات العنف والفوضى التى كان ولا يزال يغزو بها الشارع من حين لآخر. زعم كذبا أكثر من مرة سقوط أخوات قتلى برصاص الأمن. لفق صورا فى هذا الشأن مستوردة من أحداث العنف فى سوريا. وحين تحقق حلمه «الرخيص» وقتلت 3 أخوات فى المنصورة، كان كل همه المساومة بموتهن بأى ثمن من أجل تشويه 30 يونيو. وفى الأخير لم يتردد القائمون على التنظيم فى الدفع بالأخوات إلى منظومة الكذب والتزييف وترويج الشائعات الإخوانية، وجعلهن أعمدة رئيسية فيها، وهو ما يحدث فى جامعة الأزهر حاليا.
 
خلال الأيام القليلة الماضية، ومنذ انطلاق الدراسة بجامعة الأزهر، لم تتردد كثير من الأخوات الطالبات، فى الاعتداء على الأمن النسائى لكلية الدراسات الإسلامية بنات، فضلا عن الاشتباك مع بعض زميلاتهن من خارج التنظيم فى أروقة مبانى الكلية، ناهيك بترديد شعارات وهتافات، وربما أغان تنطوى على تطاول وإهانات تجاه شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، والجيش وقادته، وسلطة 30 يونيو، ورئيس جامعة الأزهر، الدكتور أسامة العبد.
 
فضلا عن استهداف عميدة الكلية الدكتورة مهجة غالب، لا لشىء إلا لكونها عضوا احتياطىا فى لجنة الخمسين المنوط بها وضع دستور جديد للبلاد، كبديل لدستور الإخوان الفاشى. ومن ثم تعددت الوقفات الاحتجاجية للطالبات الإخوان للهجوم على العميدة، ومحاولة منعها من دخول مكتبها، أو الخروج منه، فضلا عن السعى لتعطيل الدراسة، وهو ما لم يستجب له معظم الطالبات وأعضاء هيئة التدريس، طيلة الأسبوع الجارى. أول من أمس تهشم معظم زجاج أحد مبانى كلية الشريعة والقانون بنات، على أثر اشتباك أخوات التنظيم من الطالبات، مع أمن الكلية. فى حين لا يبدو أن تكون إحدى الأخوات قد فقدت شقيقها أو أحد أقاربها مثلا، فى أثناء فض الشرطة لاعتصام رابعة بالقوة، دافعا مقبولا لأن يتم التحرش لفظيا وبدنيا بطالبات أخريات لا ناقة لهن ولا جمل فى شىء، إلا أنهن ممتنعات عن المشاركة فى وقفات طالبات الجماعة.
 
كانت ذروة التجاوز الأخلاقى والبلطجة باسم حرية التعبير والرأى، عندما لجأت عدد من الأخوات الطالبات، مع بداية الدراسة بجامعة الأزهر، لتقديم عرض تمثيلى يحاكى سقوط عدد من القتلى والمصابين فى أثناء فض اعتصام رابعة، قبل أن يتم تصوير المشهد بواسطة التليفونات المحمولة، ثم إرساله إلى «الجزيرة مباشر مصر»، والزعم بأنها إصابات حقيقية جراء اقتحام الأمن للجامعة والاعتداء على مسيرة للطالبات، ومن ثم تتسارع المطالبات برأس شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذى فشل فى حماية البنات بجامعته. وفى حين تتواتر أنباء عن فصل 3 طالبات قمن بذلك الأمر، تؤكد قيادات بالجامعة أن الأمر يتطلب أولا إحالتهن إلى مجالس تأديبية للبت فى أمرهن.
 
وفى الأخير. وإذا كان التاريخ الإخوانى الذى يدرس فى الأسر والكتائب السرية للقواعد التنظيمية، يتحدث دوما عن بطلات للجماعة من أمثال زينب الغزالى وشقيقات سيد قطب وزوجات القيادات التى سجنّ فى عهد عبد الناصر على وجه التحدى، على اعتبار أنهن جميعا قمن بأعمال صعبة كالمساهمة فى دعم التنظيم ماليا، ونقل التعليمات من قيادات السجون إلى القواعد وهكذا، فإن التاريخ الجديد للأخوات ما بعد سقوط مرسى، وتحت قيادة «أم أيمن» ومن سارت على شاكلتها فى الكذب وإنكار الواقع والسعى لتزييفه كما هو حال كثيرات من أخوات الأزهر فى الوقت الراهن، لا بد أن يرصد أن قادة الجماعة دفعن بناتهن للعبة السياسة القذرة، وحولهن تماما كما فعلوا مع شباب الجماعة، لمنصات كذب من لحم ودم، بما يؤشر إلى أن جماعة حسن البنا لن ترى نور العمل السياسى الحقيقى غير المراوغ فى المستقبل القريب، تحت أى ظرف من الظروف.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.