الأقباط متحدون - احتلال ميدان التحرير
أخر تحديث ٠٣:٤٣ | السبت ٢٦ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

احتلال ميدان التحرير

بقلم: مينا ملاك عازر
ترى الدبابات وآليات الجيش تنتشر في ربوع البلاد وعند المناطق الحساسة، يخشى الجيش على البلاد والعباد، يضحي الجيش برجاله وعتاده لأجل البلد، وهذا هو الطبيعي، ولا يشكر عليه، فلا شكر على واجب، يغلق الجيش الميادين العامة بدباباته ليمنع الخونة من احتلالها لتشويه صورة مصر، وإظهار أن بها معارضة تدعو لما يسمونه بالشرعية، لكن الجيش وهو يفعل هذا، يؤذي من لا ذنب لهم في ذلك، فمثلا يغلق منطقة رابعة ويمنع انسياب السيارات ويجعلها تدور حول نفسها، يغلق ميدان التحرير ليُأزم الدنيا أمام السيارات القادمة من المعادي والمناطق المجاورة لها والعكس.
 
كل هذا نتفهمه ما دامت هناك طرق بديلة، لكن المأساة الحقيقية تتجلى في إغلاق محطة السادات أمام خروج المواطنين من المترو، فيما يعني ضغط لا تطيقه محطة الشهداء فيجعلها مزدحمة بطريقة لا تطاق ،مع أنه يمكن إغلاق منافذ المحطة وترك المتروهات تقف بها، بما يعني إتاحة الفرصة للمواطنين تغيير خطوط المترو بها لتخفيف العبء على محطة مبارك، ولكن ذكاء القائمين على الهيئة ذكاء يؤذي الجيش لا يساعده، إذ يجعله موضع انتقاد حتى مؤيديه، وغضب المضارين من هذا الوضع المذري.
 
يخشى الجيش من احتلال ميدان التحرير من خلال التسلل إليه عبر منافذ محطة المترو، وهذا يحق له، ولكن السؤال ألا يمكن فتح منافذ المحطة فيما بين الساعة السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساءاً، تسهيلاً على الموظفين بالمجمع والمؤسسات الحكومية القابعة بميدان التحرير والمواطنين المترددين عليها!؟ هل يخشى الجيش على احتلال ميدان التحرير من الإخوان فليتركهم يفعلونها ليظهر عددهم الحقيقي الذي لا أظنه سيتجاوز بضعة آلاف من كل المحافظات، ولإتمام ذلك الاحتلال بذلك العدد أمامهم وقت طويل لحشد يمكن للجيش فض الاعتصام بأقل مجهود، يمكن للجيش ترك الإخوان دخول الميدان بعد تفتيشهم وتخليتهم من السلاح ليضمن سهولة الفض إذا ما أراد لكن الجيش للأسف يخشى من أساليب التصوير الجديدة التي تبدي النمل أفيالاً، واسألوا محطة الجزيرة الفضائية، كيف تصور ميدان مصطفى محمود يعج البشر وهو خالي!.
 
الجيش يعرف أن ميدان التحرير هو أيقونة الثورات وهو الذي أسقط مبارك ومرسي، فيخشى عليه، ولكن عليه أيضاً أن يخشى على المواطن الذي صنع من ميدان التحرير أيقونة للثورات، نعم نعرف أن للأمن القومي ضروريات، وعلينا أن نتحمل، ولكن لا مانع من أن تتيح الفرصة لتغيير الخطوط على الأقل عبر محطة السادات لتخفيف الضغط مع إغلاق أبوابها ومنافذها على الشارع، مع فتح منفذ واحد لتسهيل الانتقال لموظفي المجمع في ساعات معينة، وإغلاقه الجمعة  والعطلات الرسمية، وتفتيش الخارجين من المنفذ المحدد بأجهزة البحث عن الأسلحة ضمان خلو المنطقة من السلاح.
 
أقول هذا مشفقاً على رجال الأمن، شرطة وجيش من لعنات المواطنين المضارين من إغلاق محطة السادات وميادين مصر، فعليكم بحل سريع وإلا سيستغل الإخوان الغضب الشعبي من تلك الإجراءات ليقلل من شعبية ما يقوم به الجيش من تأمين البلد.
 
المختصر المفيد الأمن القومي بين نارين، راحة المواطن وتأمين الميادين، ولذا عليه بحل وسط يرضي جميع  الأطراف، ليس على حساب الوطن ولا على حساب المواطن.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter