الأقباط متحدون - مصر.. وطن نُقتل فيه!!
أخر تحديث ٢١:٠٤ | السبت ٢٦ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

مصر.. وطن نُقتل فيه!!

 شارل فؤاد المصرى
شارل فؤاد المصرى

.. وفشلت الدولة المصرية فى حماية مواطنيها المسيحيين.. وعادت تطل بوجهها القبيح الذى كان موجوداً أيام مبارك، رغم الوعود والكلمات-لا مؤاخذة- «الحنينة والناعمة».. نعم فشلت الدولة المصرية بكل مؤسساتها، ولا أستثنى أحداً من تلك «المؤسسات».

أشعر بمرارة شديدة، فبعد كل هذا الثمن الباهظ الذى دفعناه منذ ٢٥ يناير وما قبلها.. لم نأخذ منكم سوى الكلام.. والكلام «الناعم» لا يُضمد جراحاُ ولا يعيد حقوقاً.

إن هذا الوطن الذى نعيش فيه ونُقتل فيه.. مهما فعلتم لن نكرهه لأننا وُلدنا فيه، وعشنا فيه، وكنائسنا فيه، وأجساد قديسينا فيه، وموتانا جزء من أرضه، والأهم أن مسيحنا وطئت قدماه ترابه، وعاش فيه، وشرب من نيله، ولجأ إليه طلباً للأمن والأمان الذى نفتقده اليوم.

يا حكومة «تستعر» منها الأمم.. يا نظاماً يقدّم رجلاً ويؤخر الأخرى.. يا حكومة الفشل والعجز.. إلى متى تتكلمون ولا تفعلون؟!

أيها الفشلة.. أين نتائج التحقيق فى مذبحة كنيسة القديسين؟ أين نتائج التحقيق فى مذبحة ماسبيرو؟ ماذا فعلتم لـ١٣٥ أسرة مسيحية تم تهجيرها فى «دلجا»؟.. أين الحكم فى قضية خلية الزيتون؟ أين ترميم الكنائس المحروقة بفعل الإخوان حتى اليوم؟

هل تذكرون الطفلة شيماء التى قتلتها يد الإرهاب الآثم فى التسعينيات.. مصر كلها انتفضت، وتم القبض على الجانى خلال يومين، ولكن فى حالة كنيسة العذراء بالوراق واستشهاد مريم خرج علينا المتحدث- لا مؤاخذة الرسمى- «بتاع» الداخلية وصرح، ومسؤولين كتير بيصرحوا على روحهم اليومين دول، وقال لا فض فوه إن الحادث ليس طائفياً.. ياه إيه العبقرية دى؟!.. أما لماذا ليس طائفياً فلأن ٣ مسلمين أصيبوا فى الحادث.. مع أن أبسط قواعد العلوم الجنائية تقول «لابد من التحريات»، ولكن قريحته وذهنه «المتقد» علماً قررا أنها ليست طائفية.. ببساطة كده مع أن المكان الذى تم إطلاق النار عليه «كنيسة» وليس «مسجداً» و«حفل زفاف» وليس «كتب كتاب»، والمصابون من المسلمين كانوا من المعازيم الواقفين أمام الكنيسة، وبالصدفة لأن الرصاص لا يفرق، ارحمونا بقى من «........».

دفع المسيحيون المصريون من دمائهم ثمن التطرف والإرهاب والكراهية الدينية.. وأعتقد أنهم لن يصبروا أكثر من هذا، لأنهم مثلهم مثل إخوتهم المسلمين العاديين المطحونين، فمنذ ثورة ٣٠ يونيو لم نشعر أن شيئاً تغيَّر، وكل الأمر أنه تم إسقاط حكم الإرهاب، وهذا أمر انتصار كبير، ولكن ماذا بعد؟ لا شىء، من فشل إلى فشل.

كلمة إلى الكنيسة: أنا لا أعرف مَن الأساقفة الذين ذهبوا إلى صلاة الجنازة على شهداء مذبحة كنيسة السيدة العذراء بالوراق سوى الأنبا رافائيل، هذا الأسقف المحترم الذى قرأ جزءاً من الإنجيل وصمت، أما المجموعة الباقية فراحت فى وصلة «مديح» للدولة وشكر للمسؤولين وكأننا فى «ليلة» العيد، وهذا يعطى الكلمة لذاك، الأمر الذى جعل حضور الجنازة من الشباب يهتفون بصوت عال احتجاجاً «يا رب»، لأنه لا يليق داخل الكنيسة أن يهاجموهم لفظياً.. هل من المعقول أن يتم شكر قيادات الداخلية التى فشلت فى تأمين الكنيسة- كشفت تحقيقات أنه لا توجد حراسة على الكنيسة منذ ١٤ أغسطس الماضى-، والإسعاف وصلت متأخرة، والمصابون وصلوا إلى المستشفيات العسكرية متوفين؟!.. كيف سولت لكم أنفسكم هذا، وهذه هى حقوقكم. تشكرون من؟ على ماذا؟ أنتم مواطنون مصريون وهذه حقوقكم.

يا قداسة البابا: الحرس القديم لابد له أن يختفى تماماً من الصورة، فقد كفرنا بهم، ونحتاج إلى كنيسة جديدة فى عهدك..أعدهم إلى أديرتهم أرجوك.

المختصر المفيد

هم يقولون: إن إرضاء الناس غاية لا تُدرك.. وأنا أقول: إرضاء الناس غاية لا تلزمنى.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع