الأقباط متحدون - عودة تافارس القديم
أخر تحديث ٠١:٠٧ | الأحد ٢٧ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

عودة تافارس القديم

عودة تافارس القديم
عودة تافارس القديم

 عبدالمنعم عبد العظيم

عودة الفارس القديم شاعر مصر الكبيرالحسانى حسن عبدالله يواصل معركته ضد الحداثة كتب عبدالمنعم عبد العظيم وأخيرا عاد الفارس القديم مازال ممتشقا سيفه بعد عشرون عاما قضاها فى غيابات السجن حيث قضى ازهي سنوات حياته خلف القضبان لكن قلبه مازال ينبض ومازالت فيه قوة الأحاسيس وعمق المشاعر وتدفق الثقافة و القدرة على العطاء والإصرار على التحدى التقيته بعد طول انتظار بالأقصر مسقط رأسه كان يدفعنى اليه حنين جارف لم
 
يخمده طول الانتظار انه الحسانى حسن عبدالله ذلك الصوت الصارخ فى البرية كما يقول رفيق دربه وصديقه الشاعر فاروق شوشة يقول شوشة من اى ينبوع يتدفق هذا الشعر شعر الحسانى حسن عبدالله ومن اى سماء للإلهام يتنزل هذا الفيض البديع من اللغة الشعرية التى لأتشبه إلا نفسها مستوعبة كيانا إنسانيا متفردا غاية التفرد صعبا غاية الصعوبة ومحملة بزاد وفير من الموروث الحى للشعر العربى فى حركته الجلية وعنفوانه المتابى على الضحالة
 
والهشاشة التى هى سمة الزمان المتردى والعجمة المتفشية والحسانى شاعر من ذوى المطامح البعيدة يمارس الحياة بأعصاب عارية توفزها صدمات القلق والحيرة فتضيق عنها تجاليد اللحم والدم ومثل هذه النفوس تعيش خيالا أو وهما يفلت أحيانا من ضرورات الواقع المعيش فتصرعه عذاباتها حين لا تنهض الأجنحة بالجسد الارضى او تحلق فتذيب أشعة شمس الواقع هذه الأجنحة كما قال الدكتور عبداللطيف عبد الحليم الذى أضاف أن جماع هذه الشخصية التمرد على الاثن الراكد وطموح جامح لايثنيه اعتياق ونفي .. تستشعر العظمة رغم عواصف الحياة حولها ورقة يغلفها سور حصين من الاعتداد بالنفس والكبرياء الباذخة وكأنها الماء يسرى فى إغراق الأرض تكتنفه الصخور والجبال وكان صاحبها يخشى إن بدت أن يتهمه بالضعف و ما هو بالضعف وحزن ممض واسى ملح يجتنحنا الترفع عن الظهور ويواصل الدكتور عبداللطيف قائلا فى صاحبنا ملامح من أحزان هاملت الأبدية وطموحات المتنبى وأوهام دون
 
كيشوت كل ذلك فى مسحة واحدة وستظل الأحزان تغلف القلوب التى عرفت هذا الشاعر وقدرته إنسانا قبل أن يكون شاعرا ولد الحسانى حسن عبدالله فى الكرنك بين شواهد التاريخ التليد فى15 مايو عام 1938 وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الأقصر الثاتنوية 1955 والتحق بكلية دار العلوم التى تخرج منها عام 1959 كان من رفاق الأدب فى المدرسة الثانوية الدكتور احمد شمس الدين الحجاجى وكان يكتب الشعر أيامها فبل ان يتجه الى الرواية ويحى الطاهر عبد الله الذى بدء حياته قاصا وامتازت قصصه بالشاعرية عمل فى البداية بالتدريس وتمرد عليه ثم عمل بلجنة القراءة بوزارة الثقافة وبمجلة المجلة وبهيئة السينما عاصر يحى حقى وشكرى عياد عمره ألان 75 سنه يقول انه لم يستفيد كثيرا فى تجربته الشعرية من كلية دار العلوم ولكن مدرسته
 
الحقيقية كان صالون عملاق الادل العربى عباس محمود العقاد الذى عرف الطريق اليه منذ عام 1958 راى فى العقاد صدق اللهجة وكان محتاج أيامها ان يستمع الى أدباء صادقين فحرص على جلسات صالون العقاد من 1958 حتى وفاة العقاد فى 12 مارس 1964 وكانت تعقد الجلسات كل يوم جمعة ولما توفاه الله انقطعت الجلسات وكانت رسالته التى حصل بها على الماجستير عن فلسفة الجمال عند العقاد وعلاقتها بارائه فى النقد وكتب فى العقاد ثلاث فصائد منها قصيدته العيد الأخير التى القاها فى اخر عيد ميلاد للعملاق يقول مطلعها لهب الشموع أراك منطفــئا فى حضرة ايماضها حى لهب الشموع ستنقضي سنة ويحل مقدور ومقضى وقصيدة بعد وفاته اسماها الجمعة الافلة يقول فيها موعدنا غدا ساقول للرفاق موعدنا غدا وكلنا اشتـباق الى انهيال ليس يثنيه
 
اعتياق اجل غدا لكنه ليس هــناك الجبل الحى هوى بلا حراك التقى مع العقاد فى الدفاع عن القصيدة التقليدية بقول إن الذى ينكر على العقاد شاعريته لا يعرف الشعر وكتاب الرافعى على السفود الذى هاجم فيه العقاد ليس له اى قيمة أدبية ديوانه الأول عفت سكون النار كتب على غلافه من الكلام الموزون المقفى وأهداه الى الحياة التى كادت ان تكون فكرا محضا الى العقل الذى صنع الأعاجيب زمانا فى خص من أخصاص البصرة الى منجب الأساتذة الخالد الخليل بن احمد لعله بهذا الإهداء بدء معركته ضد الحداثة وأكد انحيازه الى المدرسة الكلاسيكية فى الشعر التى تعنى بالشعر والوزن والقافية والعروض ولم يكتب مقدمة بل صدره ببيان يقول فيه انتشر الشعر الحر فتسعة إعشار ما ينشر منه منذ ربع قرن تقريبا ولو اطرد لأمسى الكلام الموزون المقفى اثر من اثأر
 
الماضى وأكد ان أول الشر شيوع الركاكة والتخليط والتشابه والتوسط والفن كله على النقيض من ذلك الديوان الثانى الذى مازال مخطوطا من وحى الوافر وقصائد أخرى إما ديوانه الثالث عنوانه( ويقال ساسة) كل القصائد فيه تتعلق بشخصيات سياسة مثل عبد الناصر والملك حسين وياسر عرفات اما الديوان الرابع سيكون (طريقان شتى) طريقان شتى مستقيم واعوج أمامك فانظر اى نهجيك تنهج خلال هذه الرحلة اصدر تحقيقه لكتاب الكافى فى العروض
 
والقوافى للتبريزى 1969 ثم العيون الغامزة على خبايا الرامزة للدمامينى وشفاء العليل فى مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل لابن القيم الجوزية 1975 وراجع وقدم بعض كتب العقاد التى صدرت بعد رحيله وله عشرات المقالات المترجمة والمؤلفة المنشورة فى الدوريات المصرية والعربية لو جمعت لأتمت أكثر من عشرة كتب ضخمة على الأقل كما ان له كم من القصائد التى لم تنشر وحتى هذه اللحظة مازال ينظم القصائد التى تنشر أحيانا لقد
 
هجا عبد الناصر فى قصيدة من 120 بيتا ألقاها فى مؤتمر بالجزائر عام 1974القصيدة بدأها بالغزل عل عادة الشعراء العرب منها نحن ممن قيل عملاق فقالوا هو فزم غره ان غر غوغاء بلادنا وهو فدم ان عود القش فى شعور النمل ضخم فتمادى وتمادى غبر وادى النيل وهم لج حتى راح مابين المحبط بنجم والملايين سعاة فى فضاء يستتم هل شعرى ااراد الله ام جهل وظلم وهذا الهجاء أقام عليه الدنيا ولم يقعدها فى مصر والجزائر أيضا فطرده يوسف السباعى
 
من مجلة الثقافة وكان عضوا بهيئة تحريرها وعن محنة السجن والقضية التى قيل أنها لفقت له وكلفته عشرين سنة من ازهي سنوات العمر قال : لا اريد ان أتحدث فى الماضى فالحديث فى الماضى نوع من اللغو اننى أريد الحديث عما ياتى يقول: الذى لاشك فيه إن تجربة السجن تجربة إنسانية إفادتنى كثيرا كان يكتب وينشر من السجن ونشرت له جريدة الأهرام قصائد كتبها فى السجن الذى ظل فيه من 10 فبراير 1993 حتى أفرج عنه فى 27 ابريل 2013
 
وكان يقضى معظم وقته فى مكتبة السجن و يقول لقد صبرنى ربى فالسجن ملتقى الأوباش ولكن الله اعطانى القدرة على التعامل مع الناس الصالح والطالح يرى ان الحركة الشعرية والفكرية هابطة هذه الأيام نتيجة للاضطراب الفكرى وشيوع الجهل وهذه نكبة العالم العربى منذ حملة نابليون ومخطط الغرب
 
إشاعة الاضطراب فى فكر الأمة والخطة مستمرة يقول الحسانى : فى السياسة التفصيلات لا تعنينى الذى يعنينى الفكر السياسى ومبارك مثلا لم يكن ممثلا لفكرة وليس له برنامج عمل المقياس عندى مقياس فكرى العيب الفاشى الآن الاهتمام بالتفاصيل وعد م الاستفادة من تجارب الرواد يقول الحسانى: زوجتى بارك الله فيها تحملت المحنة وحفظتنى وحفظت اولادى ولداى ريبال وهو اسم من أسماء الاسد ورزام وهى صفة من صفات الأسد تقال للا سد عند وثوبه على الفريسة يقول الحسانى قضيتى ألان إحياء علم العروض الذى جنى عليه المستشرقون وتلاميذهم ولان المهتمين به قلة سأبذل جهدا فى دراسته وفى الرد
 
على الحملات الموجهة عليه يقول الشاعر فاروق شوشة عنه انه صوت كان صارخا فى البرية يرى بعينى زرقاء اليمامة ما سوف يئول اليه الشعر ويقبض على يديه على الجمر وهو يرى ما يقذف به الى الناس كلام مضطرب ساقط مكرر غير مطلوب ويقول الحسانى ان الوضع السياسى فى مصر الآن لا يريح
 
احد ولا سبيل الى تحسين الحال إلا بالعودة مرة أخرى الى إيقاظ الفكر والعقل وان يكون هذا الهدف خطة موضوعة فى التعليم والإعلام والمؤسسات الثقافية بمعنى أن العناية بالعقل تتحول الى برنامج فكرى واعلامى يجب ان يلتف الناس حوله وان يتطلعوا الى الرفعة وبقول الأقصر وطنى والوطن حبيب لأهله
 
قضيت فيها 17 سنة قبل ان أقيم بالقاهرة وزيارتى لها لم تنقطع ويؤكد الحسانى أن قضيته ألان إحياء علم العروض ويقول ان الشعر الحر لم يوجد ليبقى لقد ساءت الحال واستبداد الشعر الحر على رأس أسباب السوء فواجب أن يعاد فيه النظر وان ظن انه استوي على العرش كانت الجلسة مع الشاعر الرقيق
 
الأحاسيس الحاد الكلمات الصابر على المحنة تمتد بنا كان الأهل حوله يزفون الفارس الى معركته القادمة كان الحسانى حسن عبدالله كمن يشعل النار فى الهشيم بعد ان عاف سكونها عبدالمنعــم عبد العظـيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter