الأقباط متحدون - إحسبوه فرح!
أخر تحديث ٠١:٠٦ | الاثنين ٢٨ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش١٨ | العدد ٣٢٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

إحسبوه فرح!

بقلم: ليديا يؤانس
 
كُرسى في الكُلوب  ... ظَلَمَااااااااااااااااااااا
زغروووووووده   ... صُرااااااااااااااااااخ
ضِحكة شَمتَااااانَه  ... ههههههههههههه
فين فَرَحناااااااااا    ... رااااااااااااااااااااااح  ...  لا ... لا ... لا ... إحسبوه فرح! 
 
حدوته صغيرة ولكنها كبيرة!  من زمان وبالأخص من سنتين وإحنا بنحلم بحاجات كثيرقوي، نقول بُكره أو يمكن بعد بُكره..  ولكن بُكره مابيجيش! دخُل في دائرة والدائرة جيوه دائرة والدائرة جيوه دائرة ..  ولكن ليس هناك مخرج! 
 
المستقبل بلا ملامح أو هويه،  المساكن عشعشت بها الغربان والبوم،  الكآبة إحتلت النفوس،  تشييع الموتى أكثر من إستقبال المواليد،  فُقدان الأحبه والقلب المَكلوم والإبن اليتيم والأم المثكولة،   إتسرقت الضحكة فبكت العيون، الخوف والرعب وعدم الأمان خلخل المفاصل فطار النوم من العيون،   ضجيج وغليان الشارع وتر الأعصاب وشل حركة الحياة فتوقف معها الفكر والإبداع والوجدان،  الأجساد أصبحت عليله والطب ما عنده إمكانيات أو ماليات،  أُغتيلت براءة الطفولة فضاعت البراعم الصغيرة وتشوهت النفوس البريئه،   الفقر حل وسحل المحتاجين بسبب عدم الإمكانيات.
 
التخوين وتوزيع الإتهامات والتوجس من الآخرين صنع الضغينة والكُره بين الأحباب،   ذوى النفوس المريضه والعقول المفقودة تكاتفوا في الداخل والخارج لتحقيق أفكارهم الشيطانيه،  الإنسان أصبح رخيصاً والعِرض بلا ثمن والأخلاق بلا تقنين،   دور العبادة أُنتهكت وداسوها ودكوها وحرقوها،   تَوقُع الكوارث والمصائب أصبح سِمه وأكثر توقعاً من الخير والفرح!   وبالرغم من كل هذا فإن الإنسان يريد الحياة والإستمتاع بها أملاً في مستقبل مُفرح! 
 
عريس وعروسه راحوا الكنيسة عايزين يفرحوا،   الأهل والأحباب والأصدقاء والجيران والقريب والبعيد وإللي من كل لون ودين راحوا يشاركوا العريس والعروسه أصلُهم عايزين يفرحوا!   
طار عقل الشيطان فطار وراء فرح كنسية الوراق بوابل من الطلقات يوزع التهاني القاتلة،   فطارت المريمتان والأحباب برغم إختلاف الأديان لحضور حفل الزفاف في الأعالي،   بكت العيون على الفراق وضحك الشيطان هههههههههههههه.
 
الأقباط أصل المصريين ومن زمان موجودين،  ولكن الزمان مابقاش زمان وأصبح الأقباط موضوع للنقاش والتقنين وقضية للإستفتاء،   وعلى رأى المثل "البيت بيت أبونا والغُربْ يُطردونا!"
الأقباط نسبتهم في التعداد أقل،  ولكن في البذل والعطاء نسبتهم تفوق بمراحل الكل.  
الأقباط يدفعون ثمن حبهم ووطنيتهم لمصر أضعاف ما يدفع الأخرين.  
 
الأقباط يدفعون ضرائبهم مثل الكل وبأمانة وبدون تحايل لإن المسيحي منهجة أن يكون أميناً كما تعلم من إلهه "كن أميناً في القليل أقيمك على الكثير."  
الأقباط يدافعون عن مصر جنباً إلى جنب مع كل المصريين ضد العدو الداخلي والعدو الخارجي.  
الأقباط  ذو غيرة على "مصرهم"  فتجدهم في كل مكان وكل موقع يشاركون في البناء والنهوض بمصر.  
 
الأقباط جنباً إلى جنب مع إخوتهم أبناء الوطن الواحد يتلقون الكوارث والمحن والمعاناة والفرحة بالإنتصارات.  
الأقباط جنباً إلى جنب مع إخوتهم أبناء الوطن الواحد يشربون من نيل مصر وعرقهم يبني مصر ودماؤهم روت أرض مصر لكي تحيا مصر.  
الأقباط وطنيين ولم يبيعوا مصر للغريب ولم يطلبوا تدخل الأجنبي لحمايتهم ولكنهم يقولون كله فداء مصر، إذا كان الثمن قتلنا وحرق كنائسنا وممتلكاتنا وتشريدنا والإعتداء علينا نموت نحن لتحيا مصر. 
الأقباط مسالمين ومتسامحين ومحبين ومخلصين وتعرفونهم من سيماههم.  
الأقباط يموتون من أجل مصر وحباً في مصر إنتوا عارفين ليه؟   لأنهم أصحاب وأصل مصر!
 
تحضرني قصة تقول: إمرأتان زانيتان جاءتا تحتكما إلى الملك فقالت إحداهن إسمع ياسيدي الملك إني أنا وهذه المرأة ساكنان في بيت واحد وقد ولدت معها في البيت،  وفي اليوم الثالث بعد ولادتي ولدت هذة المرأة أيضاً وكنا معاً ولم يكن معنا غريب في البيت فمات إبن هذه في الليل لأنها إضطجعت عليه،  فقامت في وسط الليل وأخذت إبني وأنا نائمة وأضجعته في حضنها وأضجعت إبنها الميت في حضني وفي الصباح تأملت أن هذا ليس إبني.  وكانت المرأة الأخري تقول نفس الكلام، فقال الملك إيتوني بسيف وأشطروا الولد الحي إثنين وأعطوا نصفاً للواحدة ونصفاً للأخري.  هذا الملك هو سليمان الحكيم الملك وتجدون هذه القصة في (1 ملوك 3: 16-28).  
 
صرخت المرأة التي إبنها حي لأن أحشاءها إضطرمت على إبنها وقالت لا ياسيدي الملك أعطوها الولد الحي ولا تُميتوه.  فقال الملك أعطوها الولد الحي فإنها أمه.
 
الأقباط سوف لا يسمحون بتمزيق وذل ودمار مصر حتي ولو كانت أحشاؤهم تضطرم وتتألم على الغالي والنفيس لديهم.  الأقباط عندهم مصر أغلي من أي شئ حتى أولادهم ونفوسهم.. انتوا عارفين ليه؟  لأن الأقباط أصل مصر هي أمهم وهي ضناهم الغالي. لو وضعوا مصالح وأمن وسلامة الأقباط في كفه ومصر في كفه،  الأقباط سيختاروا مصر مثل هذه المرأة التي أرادت أن تتنازل عن إبنها في سبيل أن يبقى حياً.   
 
يعني نسكت ونقول قفوا وأنظروا خلاص الرب!  نعم ولا!   نعم .. منتظرين خلاصه على حسب وعوده.   ولا ...  لأن المسيح قال لمن لطمه لماذا تلطمني؟ 
 
نعم الشعب المصري كله يعاني في هذه الفترة من إضطهاد وقتل وتدمير وحرق منشآت ولكن نصيب الأقباط أضعاف أضعاف مما يدفعه الآخرين!  الأجهزة الأمنية والحكومية تحاول السيطرة على الوضع لكى تسير المركب،  ولكن درجة الإستجابة بالنسبة لمشاكل الأقباط وإضطهادهم أقل مما يجب بكثير! 
 
الأقباط حينما يعرضون قضيتهم أمام العالم ليس لكي يتدخل العالم للإنقاذ وليس للتقليل من شأن مصر وليس لوضع الحكومة والجيش والأمن في وضع سياسي سئ،  بقدر ما هو كشف وفضح الإرهاب وأساليبه الوحشية في مصر والعالم كله لكي يستيقظ العالم من غفوته ويُعد عدته وخطته للقضاء على هذا السرطان الشيطاني.
 
قتلونا وذبحونا وإغتصبوا بناتنا .. أرنا يارب رحمتك وخلاصك! يقول لكم إلهكم: فأنتم كذلك عندكم حزن الآن ولكني سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكُم منكم.  إحسبوه فرح!
حرقوا كنائسنا ودمروا منشآتنا وسرقوا ممتلكاتنا! يقول لكم إلهكم: كل واحد فيكم بداخله كنيسة لإن أنا بداخلكم،  ولذا أبواب الجحيم لن تقوي عليكُم. إحسبوه فرح!
 
يتوعدوننا ويدعوننا كفار وعبدة الصليب! يقول لكم المصلوب:  لا يقدر العالم ان يُبغضكم ولكنه يُبغضني أنا لأني أشهد عليه أن أعماله شريرة. ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم.   إحسبوه فرح!    
المريمتان سرقوا فرحتهما وثقبوا جسديهما الرقيقين النحيلين بطلقات الغدر والكراهية،  كانتا حالمتان بمستقبل وردي،  كانتا تحلمان بالفستان الأبيض ويوم الإكليل في الكنيسة! يقول لكم إلهكم: عند المسيح ذاك أفضل جداً.  إحسبوه فرح! 
 
إحنا من وجهة نظرهم ضعفاء فلابد من أخذ خقوقنا بأيدينا!   يقول لكم إلهكم: أنظروا أن لا يجازي أحداً أحداً عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع.   إفرحوا كل حين.   صلوا بلا إنقطاع.   أشكروا في كل شي لإن هذه مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم.   إحسبوه فرح!     
وأخيراً أحبائي أقول لكم:   إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا.  نعم إحسبوا كل ألم وحزن فرح!   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter