نقلت شبكة " سى إن إن " عن الباحث الأمريكي "  مالكوم غلادويل  " قوله إن البشر فهموا بشكل مغلوط طوال القرون الماضية قصة جليات مع النبي داود التي وردت في التوراة والقرآن، وذلك عندما اعتبروا أن داود كان الأضعف في المواجهة وانتصر بحصول معجزة إلهية، معتبرا أن الواقع يدل على أن النبي داود كان متفوقا عسكريا ويمتلك تكنولوجيا متقدمة بمعايير ذلك الزمن جعلت جالوت ضعيفا أمامه.

 

و أوضح مالكوم غلادويل، الكاتب في مجلة "نيويوركر" وصاحب كتب بينها "نقطة التحول" إن البشر ضخموا لسنوات فكرة أن داود كان الطرف الأضعف في المواجهة مع جليات مضيفا: "أعتقد أن وجهة النظر هذه غذت لسنوات مسارا فكريا خطيرا يفيد أن الطريقة الوحيد للتغلب على المصاعب هي بحصول معجزة."

 

و أشار غلادويل، إلى أن القصة التى وردت فى التوراة حول قتل داود لجليات بضربة مقلاع بالقول: "إذا تحدث المرء مع الحاخامات أو العلماء أو الجنود في الجيش الإسرائيلي أو أي شخص فكّر في قصة داود و جليات فسيقولون له إن المقلاع الذي كان مع داود ليس مجرد لعبة أطفال، لقد كان أحد الأسلحة الأشد فتكا في الحروب القديمة."

 

وأضاف الباحث الأمريكي: "كان لدى داود تكنولوجيا متقدمة. لقد كان هو الشخص المتفوق، وهناك بالمقابل جليات، وهو ليس الشخص الذي يبدو عليه إن لاحظنا جيدا ما تقول التوراة عنه، فالنصوص لا تظهره على أنه مقاتل ضخم ومروع، فقد احتاج إلى شخص من أجل اقتياده إلى مسرح القتال وكان يتحرك ببطء شديد، كما استغرق وقتا طويلا من أجل إدراك أن داود لا يحمل سيفا، إلى جانب أنه ردد كلمات غير مفهومة، لا تدل على أنه استوعب الموقف."

 

ولفت غلادويل، بمقابلة مع CNN إلى أن علماء الغدد شرحوا حقيقة الرواية في الكتب المقدسة حول معركة داود و جليات بالقول إنه كان يعاني من ورم في الغدة النخامية أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج هرمونات النمو، ما يشرح سبب ضخامة حجمه، ولكن هذا المرض عادة ما يترافق مع ضعف شديد في البصر، ولذلك لم يتمكن من السير بمفرده أو معرفة ما يخطط داود له.

 

وختم الباحث بالقول: "بالتالي كنا أمام فتى يمتلك تكنولوجيا متفوقة ضد عملاق معوّق عاجز عن رؤية الأشياء البعيدة عنه، إذا فالقصة لا تتعلق بمواجهة بين ضعيف وقوي بل هي مواجهة من نوع آخر، وأنا أحب الآفاق الجديدة التي يوفرها هذا الفهم لنا."