الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ٠٠:٠٢ | الاربعاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٢٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم: مينا ملاك عازر
اسمح لي عزيزي القارئ أن أقرئك هذه القصة التي قرأتها منذ زمن بعيد، وأراها تنطبق اليوم على واقعنا كما ستعرف رأيي في نهاية القصة، وبذلك أكون قد بعدت عن الحديث عن السياسة كعادتنا في نهاية كل شهر.
 
قرر المحتال وزوجته الدخول الى مدينة قد اعجبتهم ليمارسا اعمال النصب والاحتيال على أهل المدينة، وفي اليوم الأول: اشترى المحتال حمـــارا وملأ فمه ليرات من الذهب رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق، لمح الحمـــار مراهقة في السوق فنهق، فتساقطت النقود من فمه ... فتجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم ان الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه، بدون تفكيرا بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار، واخيراً اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات أنه وقع ضحية عملية نصب، فانطلقوا فورا إلى بيت المحتال وطرقوا الباب فقالت زوجته أنه غير موجود لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــورا، فعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهـــرب لا يلوي على شيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب.
 
طبعا، نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب، واشتراه احدهم
بمبلغ كبير طبعا ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته ان تطلقه ليحضره بعد ذلك، فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك، عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى، فانطلقوا إلى بيت المحتال، ودخلوا عنوة، فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه، ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته، وقــــال لها:لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم؟ فقالت الزوجة: إنهم ضيوفك، فقم بواجبهم أنت. فتظاهر الرجل بالغضب الشديد، وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض، وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت، صار الرجال يلومونه على هذا التهور، فقال لهم :لا تقلقوا فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة، وفورا اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف، فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا، وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين، نسى الرجال لماذا جاءوا؟ وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه، فخاف أن يقول لهم أنه قتل زوجته، فادعى أن المزمار يعمل وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته،  فاستعاره التجار منه .... وقتل كل منهم زوجته، بالتالي طفح الكيل مع التجار، فذهبوا إلى بيته، ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر. ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا. صار المحتال يصرخ من داخل الكيس، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل كيس وهؤلاء نيام، فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه، ولا يريد بنت الرجل الثري. طبعا ... أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة، ولما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين، لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم. فسألوه فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر، خرجت حورية وتلقته وأعطته
ذهبا وغنما وأوصلته للشاطيء وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان ابعد عن الشاطيء لأنقذته اختها الأكثر ثراءاً التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم ،وهي تفعل ذلك مع الجميع ... كان المحتال يحدثهم، وأهل المدينة يستمعون، فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه(عليهم العوض) وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال ...
 
الممثلون:
المحتال = الإخوان، زوجة المحتال = الغرب، أهل المدينة = اللذين يصدقون الإخوان

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter