الأقباط متحدون - لقد فاض الكيل وانسكب .. وقول الحقيقة اليوم وجب
أخر تحديث ١١:٤٨ | الاربعاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٢٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لقد فاض الكيل وانسكب .. وقول الحقيقة اليوم وجب

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

 سمير حبشـــــــــــــــــــى

 
 
والصبح طفل برئ خالى من كل تجاعيد المساء ، وفوق طريق الأيام تجرى الحياه مشاويرها ، والكل يحاول وضع ملامح الفرح على وجه الزمن ، وفى شمس النهار الضاحكة بأقوى خيوط أشعتها ، كانت تسير مريم كأغنية كُتبت بأحرف الطفولة ، وألحان مألوفة عزفتها أوتار قلب الإنسان ، قلب الأم  التى كانت تلقبها بنسيج القلب ، و لب الوجدان ، مريم سفر الطفولة ومستقبل الصبأ وزهرات مستقبل أيام  أمها ، وهى متعلقة بأصابعها كانت تسير خفيفة كالفراشة أمام كنيسة شفيعة أمها والتى تباركت بإسمها ، وفجأة : كما الصاعقة  تنهمر رصاصات الغدر لتغتال  براءة مريم وتقتل من حولها ، وتدمر ،
 
وتزرع الجروح فى الأجساد والقلوب ، وتسقط مريم و الدماء تتدفّق من القلب لتغطى الأرض ... لتكتب للأجيال درساً فى تاريخ الغدر .. وتنقلب الأفراح إلى مآتم .. وأخذ اللون الأحمرأمام عيون الحاضرين يسربل كل شئ ، شوارع المنطقة ومياهها ووردها وأزهارها ونهرها الوحيد المواجه للكنيسة باتوا وكأنهم قد اكتسوا بثوب أحمر تضامنا ً مع نزيف قلب الأم الثكلى . وأصبح الحزن أقوى من الفاجعة ، وكان قادرا على أن يلوى رقاب الأفراح ، وماتت البسمات والضحكات ، وأصبح الصراخ هو سيد الموقف ، وغرق الجميع فى نهر الدموع ، و انفجرت الشمس في كبد السماء ، وأخذت تلامس الأُفق ، وبدت مثل نبع فوّار بالدم ، و ظهرت الغيوم لتتوارى خلفها الشمس خجلى من غدر بنى البشر ..
 
وكم من آلاف المرات يتسبب غدر الأفاعى فى كسوف شمس حياة أقباط مصر ،  الذين يواجهون دائما القدر القاسى ليجدوا  أنفسهم فى وسط  غابات الهمجية ، محاطون بكل أنواع البربر،  وأعداء الإنسانية .. وكم من عشرات المرات بدلا من تقديم التهانى يستقبلون التعازى 
 
 يا إخوتى : عندما يصل الإنسان إلى صناعة عالم جميل من الوهم ، أعتبر أنا هذا هو قمة الجرائم لأنه بذلك يصنع للإنسان واقعا شرسا أبعد ما يكون عن الحقيقة .. أما إذا كان حلما جريئا وقادرا ونراه بعين الواقع ، فإنه قادر أن يجرنا دائما إلى الحقيقة بالرغم من أنها تجرح قلوبنا كبشر .. ولكن لقد فاض الكيل ولابد من مواجهة الحقيقة التى نهرب منها . 
 
يا إخوتى ليس هناك أمتع من مواجهة الإنسان للحقائق ، التى يختزنها قلوب الآخرين تجاهه ،  حتى لوكانت البغضاء وعدم المحبة ، هنا يخرج بعدها الإنسان وقد حصل على إجابات شافية لأسئلة هى دائما محيرة ، وخاصة لمفهوم الإنسان الذى تحوطه مستنقعات الغش ،  فنحن نحيا فى زمن العدالة الضائعة ... لان قلوبنا طيبة  .. وأصبحنا نبحث عن الأمان  عند الذي يلعب بالأمان ..  خرجنا من نظام الأمن المستعار ودخلنا في نظام العدالة المستعارة . لا نحن ربحنا الأمن بعد ولا ربحنا العدالة ..  الأمن والعدالة والدفاع عنهما أركان  أساسية للدولة وسلام الشعوب .. والتى هى مفقودة تماما فى قلب كل من يؤمن بالشريعة الإسلامية .. لقد آن الأوان أن نواجه الحقيقة الدامية .. أمــن الـتـأدب أن أقـول لــقاتلي عــذراً إذا جــرحــت يــديــك دمـائــي ؟ !!  .. أأقـول لــلـص الـذي يسطو على كــيــنـــونــتـــي : شـكـراً على إلــغائي ؟ !! .. أم كتب علينا أن نكتب في صخور التاريخ نحتاً عذاباتنا وآلامنا ولا نبالي برصاصات الغدر .
 
لقد آن الأوان لنتحرر ولا نشترك فى سيناريوهات المسرح الأسود الذى قوام أعماله جميعها هى الوحدة الوطنية – والمسلم والمسيحى إيد واحدة – وعاش الهلال مع الصليب .. هذه الشعارات التى  تخذل الحقائق وتكسر الأحلام بقسوة، ويرحل الأمان وتنهار قصور الأمل واحدا بعد الآخر بسببها ، وتخرج عليك صفحات الجرائد فى كلمات غير حقيقية ، وتترجم واقع مشوه فى صور مشوهة ثم تخرج لسانها للجميع رافعة أعلام لا تنتمى للإنسانية بشئ ، وتتكرر المآسى فى حياة الأقباط كل يوم بل ربما كل ساعة .. وما زلنا نردد هذه الأكاذيب .. لأن المسلم ربما تحت تعاليم آية التقية يضع يده فى يد المسيحى لبرهة ، ولكن قلبه دائما يختزن له العداء .. فهو وليس غيره من وراء منع القبطى من ابسط حقوقه فى استخدام اسمه ، فى ممارسة شعائره الدينيه ، فى استخدام لغته  ، فى المطالبة بحقوقه كمواطن من أبناء مصر ، ويصبح كل هذا جرائم يعاقب عليها القانون .. لقد قدم الأقباط لمصر مالم يقدمه غيرهم ، رفضوا الحماية من أى أجنبى عملا بشعارات ظهر واضحا زيفها ،  كانوا رأس الحربة فى حرب أكتوبر وسبب الإنتصار فيها ، وكانوا الشرارة الأولى فى ثورة يناير  ، خرجوا جميعا مع من أسموهم إخوتنا المسلمين وتحت شعار "  مسلم ومسيحى إيد واحدة " حتى قال عنهم الإخوان أنهم يمثلون أكثر من سبعين فى المائة ممن فى ميدان التحرير ، وتحت هذا الشعارشكلوا بأجسادهم دروعا واقية للمسلمين عند صلاتهم فى ميدان التحرير ، دقت أجراسهم لتشارك المسلمين فى آذان الإفطار فى رمضان وامتدت موائدهم لمن إعتبروهم إخوتهم فى الوطن .. فماذا فعل المسلمون .. إستهجن البعض الفعل الإجرامى ، وتناثرت الشعارات الزائفة كالمعتاد .
 
لقد خرج الآلاف من المسلمين لتشييع جنازة الطفل محمد الدرة ، والذى قتل على أرض غير مصرية ، خرجت مصر كلها شعبها المسلم وحكومتها وحتى جيشها لإستقبال جسد مروة الشربينى ، التى أسموها شهيدة الحجاب ، والتى ماتت بسبب مناقشة مع شخص ألمانى إستفزت مشاعره حتى قتلها ، وقامت الحكومة بتسمية شارع على إسمها .. فماذا فعل المسلمون للأقباط .. لم نرى ولو عشرات من المسلمين فى جنازة المريمتين .. لم يخرج الآلاف كما فعلوا فى جنازة مروة الشربينى .. وقفوا جميعهم بلا إستثناء يشاهدون حريق أكثر من ثمانين كنيسة ولم يتحرك لهم ساكنا ، بل ربما كانوا يساعدون فى إشعال النيران .. كما تواطأت قوات أمن المنيا، بل شاركت فى مساعدة القتلة والمجرمين .. كم كنيسة قام السيسى كوعده بإعادة بنائها ؟ !! .. أنظروا إلى ميدان رابعة العدوية وجامعها حتى تعرفون كيف يكون الكيل بمكيالين .  
 
لقد جاء الوقت لكى نجهر بالحقيقة  ، ولا نسير وراء لافتات ومانشتات وشعارات كلها جوفاء فارغة ، تعظم جيفة ماتت منذ زمن ظهور الإسلام وانتشار دعوته .. لقد فاض الكيل وانسكب ولم يبقى بقية .
 
يا إخوتى لقد حان الوقت لكى نعلمهم درسا لننزع منهم أشواكهم ،  نعلمهم أن فوقهم إله لا ينام ، نعلمهم أن قلبنا هو الأجمـــل ،  نعلمهم أن معنا رب العباد ، نعلمهم أننا الأقوى ،   نعلمهم أننا بهم أو بدونهم نكون ، نعلمهم أن عطاءنا وإن اخفاه ظلمهم لن يخفيه الإله ، نعلمهم أن ما نجود به عليهم فهو رحيق محبة القبطى لأمه مصر، وتعاليم ربه الذى أوصاه أن يحب حتى أعدائه .. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع