الأقباط متحدون - الشاعر القطري محمد العجمي أنـت حـر .. وهـم السـجـناء !
أخر تحديث ١٨:٢٤ | الاربعاء ٣٠ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٠ | العدد ٣٢٩٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الشاعر القطري محمد العجمي أنـت حـر .. وهـم السـجـناء !

بقلم : د. أحمد الخميسي
 
صدر الحكم على الشاعر القطري محمد العجمي بالسجن خمسة عشر عاما عقابا على قصيدته" الياسمين" التي كتبها عام 2010 عند قيام الثورة التونسية ودعا فيها شعوب الخليج إلي الاقتداء بالشعب التونسي ووصف فيها الحكام العرب بقوله: 
" الحكومات العربية ومن يحكمها ..
 
كلهم بلا استثناء حراميه..
أجج الثورة بدم الشعب ياثائرها ..
وانحت إنقاذ الشعوب لكل نفس حية"!
انتشرت القصيدة كالنار عبر الانترنت فقامت السلطات القطرية باعتقال الشاعر في نوفمبر العام الماضي ومنعت عنه الزيارات العائلية شهورا، وجرت محاكمته في جلسات سرية إلي أن صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة ! ثم تم تخفيض الحكم بعد الاستئناف إلي خمسة عشر عاما. وفي 22 أكتوبر الحالي ثبتت محكمة التمييز الحكم بشكل نهائي. إذن سيقضى الشاعر الشاب نحو ربع عمره في زنزانة عقابا له على قصيدة في الوقت الذي أنشأت فيه حكومة قطر مركز الدوحة لحرية الإعلام من أجل" دعم حرية الصحافة"! وفي الوقت الذي تحتضن فيه قناة الجزيرة التي لا هم لها ليل نهار سوى الحرية. لكن لا مركز الحرية ولا قناة الجزيرة تنبس بحرف عندما تكون قطر وأميرها من يدوس حرية التعبير والرأى بأغلظ العقوبات. 
 
التهمة الموجهة إلي محمد العجمي هي" الإساءة لرموز قطرية" و" التحريض على قلب نظام الحكم"! النظام الذي يعيش على حماية القواعد الأمريكية وفي مقدمتها قاعدة " العديد الجوية"مقر القيادة المركزية الأمريكية في غرب الدوحة ، وقاعدة " السيلية" العسكرية التي تبعد عن الدوحة بنحو ثلاثين كم فقط. وتضم القاعدتين مئات الدبابات والطائرات والمقاتلات والقاذفات وناقلات الجنود والمدرعات وأحد أطول مدرجات الطائرات في العالم. هذه القوة العسكرية الهائلة لم تصد عن أمير قطر ذعره من قصيدة صغيرة مخلوقة حروف وابنة خيال! قصيدة خرجت من قلب الشاعر تتجول بالحقيقة في الحدائق وتحت نوافذ البيوت. قصيدة  متمردة ترقص في الليل مثل لسان من اللهب توقفت أمام قصر الحاكم. شبت على قدميها ليراها رماة السهام والحرس. فتحت صدرها للبنادق هاتفة: 
"   آه عقبال البلاد اللي جهل حاكمها
يحسب أن العز بالقوات الأمريكية
وآه عقبال البلاد اللي شعبها جايع
والحكومة تفتخر بطفرة مالية " !
الدبابات التي قلما تهتز استدارت بفوهات مدافعها إلي كلمة ولدت من قلب شاعر! كلمة واحدة لكنها مدججة بالصدق من أول حرف إلي نقطة الختام. كلمة صغيرة أصبحت فجأة أعتى من كل الجيوش والقواعد العسكرية، تثير الرعب أينما دبت بقدميها الصغيرتين! كلمة يسقيها الندى إلي الأبد بينما يكون الصدأ قد التهم المدرعات والراجمات وأسوار القلاع الحديدية ! أية كلمة هذه التي في قلبك أيها الشاعر حتى وأنت وحدك تستند بظهرك إلى جدار زنزانة؟! أية كلمة لك أن تعتز بها حتى وأنت عاقد يديك على ركبتيك في الليل سارح بالشجن إلي البيوت والأحبة؟! 
أردد الآن من قصيدتك قولك : 
" السؤال اللي يؤرق فكرة المتسائل
لن يجد إجابته من كم جهة رسمية..
دامها تستورد من الغرب كل أشيائه
ليه ما تستورد القانون والحرية؟ "
تعبر كلماتك من أفق إلي أفق. من ليل إلي فجر. من بحر إلي جبل. ترقص على إيقاع أوزانها وتخرج قطر من زنزانتها إلي النور! 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter