الأقباط متحدون - ''الزنوج'' و''النازية'' و''رابعة''.. تاريخ ''خلط السياسة بالرياضة''
أخر تحديث ٠٣:٤٢ | الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

''الزنوج'' و''النازية'' و''رابعة''.. تاريخ ''خلط السياسة بالرياضة''


منذ أيام قليلة، وأثناء مشاركته في منافسات ''الكونغ فو'' بدورة الألعاب القتالية المقامة بمدينة سان بطرسبرج الروسية، عبّر اللاعب المصري ''محمد يوسف'' عن فرحته بالفوز بالميدالية الذهبي، وتضامنه مع ضحايا أحداث فض اعتصام ''رابعة'' من خلال رفع ''إشارة رابعة''، وأعاد للأذهان قصة طويلة من تضامن الرياضيين مع الأحداث الجارية المهمة في وجدان الشعوب.

''زنوج أمريكا'' في أولمبياد 1968

كان الصراع مشتعلاً والنضال من أجل الحصول على حقوق المواطنة لا يهدأ، حلم ''المساواة'' ظل يراودهم سنوات طويلة، إلى أن ظهر الناشط ''مارتن لوثر كينج''، منتصف القرن الماضي، ليحمل مشعل حقوق الإنسان، إلا أن أياد الغدر اغتالت حلم ''كينج'' قبل أشهر من انطلاق ''أولمبياد ميكسيكو سيتي 1968''.

على منصة التتويج، وقف كل من ''تومي سميث'' و''جون كارلوس'' بعد فوزهما بذهبية و برونزية سباق 200 متر، البطلان الأمريكيان كلاهما من ''السود''، وكان معهم الاسترالي ''بيتر نورمان''، وعلّق ثلاثتهم على صدورهم شعار حقوق الإنسان، ثم ما أن بدأت الفرقة الموسيقية في عزف السلام الوطني الأمريكي، إلا ونكّس ''كارلوس وسميث'' رأسيهما، ورفعا قبضتيهما في قفاز أسود، في رمز للصمود الأسود ضد العنصرية البيضاء، في مشهد تاريخي جسد زمن التمييز العنصري ضد الزنوج.

عاصفة من الغضب اندلعت في الولايات الأمريكية بعد مشهد الرجلين، هتافات في الملاعب من قبيل ''أيها السود.. مكانكم إفريقيا التي جئتم منها''، و'' أهكذا تعاملوننا أيها السود بعد أن سمحنا لكم بالمشاركة في مسابقاتنا''، يعقبها أوامر رئيس اللجنة الأوليمبية بإخراج الرجلين من القرية الأوليمبية عقابًا لهما.

تتسابق الصحف الأمريكية في إهانتهم أبلغ الإهانة، مستخدمة ألفاظ من قبيل: ''الأقبح'' ''الأقذر''، بل تدعي لوس أنجلوس تايمز في عددها الصادر بعد الحادثة أن الرجلين رفعا شعارا مشابها لـ''شعارات النازية''.

''هاني رمزي'' و''تحية النازية''

من أوائل لاعبي كرة القدم المصريين المحترفين بالدوريات الأوروبية، موهبة كروية وقفت تحتفل بإحرازها هدفًا لنادي ''كايزر سلاوتن - الدوري الألماني''، مؤدية شارة ''هايل هتلر''، ولم يعرف ''رمزي'' حينها أن تلك التحية، وإن كانت من زعيم ألماني، إلا أنها صارت من المكروهات داخل ألمانيا نفسها، وأن قطاع كبير من الألمان يعتبرونها ''عار'' أشعل جذوة الحرب العالمية، وعوقب ''رمزي'' وقتها من قبل ناديه والاتحاد الألماني لكرة القدم.

''غانا'' في المونديال بـ''علم إسرائيل''

رحلة حافلة بالأهداف خاضتها ''غانا'' للوصول لمونديال ''ألمانيا 2006''، وأوقعت قرعة ''الفيفا'' منتخب ''البلاك ستارز'' ضمن المجموعة الخامسة أمام منتخبات أمريكا والتشيك، وفي مباراة الفريق الغاني وعقب الفوز على ''تشيك'' ونهاية المباراة، رفع اللاعب ''جون بينتسيل'' علم ''إسرائيل''، وطاف به أرض الملعب عقب نهاية المباراة.

وعلى الرغم من وجود أكثر من لاعب مسلم بالمنتخب الغاني، إلا أن اللاعب المحترف في نادي  ''هابويل تل أبيب'' أثار مشاعر المسلمين والمصريين، الذين آثروا تشجيع ''البلاك ستارز'' الأفريقي، واعتذر الاتحاد الغاني لكرة القدم عن تصرف اللاعب، معربًا أن اللاعب يحيي الجماهير الإسرائيلية التي شجعته أثناء المباراة.

''تريكة'' و''غزة'' و''الكاف''

أمسية كروية ممتعة أبدع فيها ''الماجيكو أبو تريكة''، مباراة ضمن فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 بين المنتخبين المصري والسوداني، وعقب إحراز ''تريكة'' لهدفه في مرمى السودان، وعلى عادة ''الطيران في الملعب''، إلا أنه كشف عن ''فانلة المنتخب'' وتحتها شعار ''تعاطفًا مع غزة''، مما استدعى الحكم البنيني الأشهر ''كوفي كودجا'' بتوجيه ''كارت أصفر'' لساحر القلوب.

''تعاطفا مع غزة'' جاءت والحرب على القطاع الفلسطيني مشتعلة، وحينها تعاطف ملايين من الشعب المصري والعربي مع نجم المنتخب المصري، إلا أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ''الكاف''، برر أن أرض الملعب لا ينبغي أن يرفع فيها شعارات سياسية من شأنها إثارة مشاعر اللاعبين.

''حلم مصر'' بالمونديال و''سداسية غانا''

في أول أيام العيد، لعب المنتخب المصري بقيادة الأمريكي ''بوب برادلي'' أمام ''النجوم السمراء - غانا'' ضمن تصفيات أفريقيا المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، ''حلم المونديال'' كاد أن يتبخر بعد هزيمة قاسية منيّ بها ''الفراعنة'' بسداسية أمام هدف واحد يحفظ ماء الوجه، في انتظار مباراة العودة على ملعب مصر.

الهزيمة عقبها موجة صحفية هاجمت من كل مستاء من نتيجة المنتخب و حلم مصر، وأصبحت ''الوطنية'' تعني ''تشجيع المنتخب'' و الالتفاف حوله، وأبدى بعض المحللين الكرويين والصحافة الرياضية بأن الجماهير الغانية رفعت ''شارة رابعة'' داخل المباراة، مما أضاع تركيز اللاعبين، وصبوا جام غضب أقلامهم على كل من يهاجم لاعبي الفريق، معتبرين الخسارة ''مؤامرة أمريكية من برادلي والحكم الأفريقي والمنتخب الغاني'' لإضاعة هيبة مصر كرويًا.

''يوسف'' بطل مصر.. و''الذهب'' و''رابعة'' لا يجتمعان

كعادة الألعاب الفردية في مصر هي من تجني الذهب والمراكز الأولى؛ فالبعثة المصرية المشاركة بدورة الألعاب القتالية بروسيا لم تخيب الآمال، وفي منافسات ''الكونغ فو''، تفوق اللاعب المصري ''محمد يوسف'' محرزًا ''ذهبية البطولة'' بعد فوزه على بطل إيران، وعند تسليم الميداليات، ارتدى ''يوسف'' ''تي شيرت'' أصفر اللون مرسوم عليه ''إشارة رابعة''، ورفع يديه بجانب الميدالية.

عاصفة استياء داخل الأوساط الرياضية المصرية عقب قيام اللاعب بهذا الأمر، وصلت إلى دراسة وزارة الرياضة لمنع اللاعب من تمثيل مصر في المحافل الرياضية الدولية مقبلاً، وقرر الاتحاد المصري لـ''الكونغ فو'' وقف اللاعب المصري عقابًا لفعلته، مؤكدًا أنه يرفض تمامًا خلط السياسة بالرياضة، ولا داعيَ لإقحام الأحداث السياسية في الوسط الرياضي في ظل ما تشهده مصر حاليًا من أحداث سياسية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.