الجمعة ١ نوفمبر ٢٠١٣ -
٢٠:
٠٥ م +02:00 EET
بقلم : د.ماجد عزت إسرائيل
ولد إسكندر حنا دميان فى فبراير(1893 م) فى مدينة بنى سويف، من أسرة متوسطة الحال محافظه على العادات والتقاليد القبطية والمصرية، إستقر معظم أفرادها مع بداية القرن العشرين فى مدينة طنطا بمحاظة الغربية، ووصل بعض أبنائها إلى الكثير من المراكز القيادية بالدولة.
تخرج فى مدرسة الحقوق وكان عمره نحو العشرين عاماً، وكان من اوائل دفعته واشتغل بالمحاماة ،نحو عدة أشهر محدودة، ثم عين بعدها معاوناً للنيابة، وكان من أصغر معاونى النيابة فى مصر، ثم تدرج فى مناصب القضاء، حتى وصل الى منصب رئيس محكمة إستئناف القاهرة، وظل فى هذه الوظيفة حتى إحالته للمعاش فى فبراير( 1953م).
ولكفاءتة القانونية وأخلاقه العالية منحه الملك" فاروق الأول"(ملك مصر والسودان) رتبه البكوية من الدرجة الأولى سنة( 1949م)، عاش إسكندر دميان يهتم بمشاكل وهموم وقضايا الوطن والكنيسة القبطية الارثوذكيسية، ولذا كان عضوا بالمجالس الملية لمدة طويلة، وعندما طالب الأحباش بتعين بطريرك أثيوبى فى سنه،( 1951م )سافر إلى هناك وقال كلمته الحاسمة قائلاً: "إن تعين بطريرك اثيوبى معناه إنفصال الكنيسة الحبشة عن أهل الكنيسة القبطية".
وعندما نشأ خلاف ما بين الاقباط المصريين الإرثوذكس والإقباط الإحباش، حول ملكية دير السلطان بالقدس سنة( 1961م ) سافر الى مدينة القدس على رأس وفد قبطى، حيث قابل الملك "حســـين" ملك الأردن، وشرح له ولوزارئه وجهة النظر القانونية والتاريخية والدينية فى ملكية الأقباط لدير السلطان، ولكن للاسف بعد حرب( 1967م) تم طرد الأقباط من دير السلطان، وسلم للأحباش إنتقاما من إسرائيل فى مصر، وتقربا للحبشة، التى كانت حينئذاك تساند إسرائيل فى سياستها ضد العرب.
وعندما حدثت الخلافات القبطية فى الفترة ( 1954-1955م)، كان "إسكندر دميان" على قمة الناجحين الموجهين الحذرين بأحادثية ودبلوماسيتة المعهودة، وحججه المنطقية فى علاج وتنفيذ الاصلاحات القبطية، ومن أجل ذلك تزعم جبهة من بين ثلاث جبهات، أستطاع من خلالها تولى المجلس المحلى العام، ونفذ برنامجه الإصلاحى، ونادى "إسكندر دميان" بحقوق ومطالب الأقباط فى الوظائف والترشيحات للمناصب العليا، وحرية بناء الكنائس وتحقيق مبدأ المساواة فى الحقوق والواجبات، وكانت له أكثر من زيارة لكبار المسئولين ومنهم الراحل الرئيس" جمال عبدالناصر" و"عبدالحكيم عامر" و"زكريا محى الدين"، قائلاًلهم عبارته المشهورة: "إننا لسنا كغيرنا نستخدم العنف والسلاح، ولكننا نرفع غصن الزيتون ،ونطالب فى حب ورجاء ،بحقوق قوم مسالمين يريدون الحياة تحت راية المساواة"
وظل إسكندر بك دميان يدافع عن قضايا وهموم بلاده وطائفته حتى رحل عن عالمنا الفانى( 23 مارس 1965م) نيح الله نفسه فى فـــــردوس النعيم و بين أحضان القــــديسين ،حيث كان مثلا يحتذى به،ورمـــزاً من رمــــوزمصرنا الحبيبة وعالمنا العربى.