الأقباط متحدون - ابتسامة الهزيمة
أخر تحديث ١٣:٣٨ | السبت ٢ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٣٠٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

ابتسامة الهزيمة

بقلم : مينا ملاك عازر
 
استثار البعض من ابتسامات وضحكات الإخوان حين يُقبض عليهم، وعلق البعض أن ما يفعلونه من قبيل محاولة إفقادنا لذة الانتصار عليهم، إعمالاً بالمبدأ القائل أن ابتسامتك لحظة هزيتمك تفقد خصمك نصف لذة الانتصار، فتجد العريان يبتسم، والبلتاجي يضحك، وأُسامة ياسين كذلك، وغيرهم كثيرين ممن ينتهجون نفس هذا النهج، وهي بالطبع ابتسامات مصطنعة بدليل أنهم لو أنهم لا يهمهم أمر القبض عليهم، ويلاقونه بكل روح رياضية أو بلامبالاة، ما كانوا تخفوا تلك الأشهر،
 
وما كانوا امضوا أياماً يهربون من مكان لآخر، ما كانوا أُمسك البعض منهم على حدود الوطن مع ليبيا وفي المطار، وكانوا سلموا أنفسهم أو واجهوا مصيرهم برجولتهم هذه التي يحاولون ادعاءها من خلال ابتسامتهم التي تداري ضعفهم، بمحاولاتهم إظهار أنفسهم أقوياء، وتلعب الابتسامة دوراً حاسماً في كثير من المواقف، فهي قد تداري توترك، وقلقك أمام خصمك، فتظهرك قوياً أو تظهرك غير مبالي بالهزيمة المُحدقة بك في بعض الأحيان لكنها في نظر الإخوان يفعلونها ويأدونها ليغيظونا، وهذا لن يحدث.
 
هزيمة الإخوان الحقيقية التي لا يفهمون أنها حلت بهم، ليست لحظة القبض عليهم والتي يتصنعون فيها القوة، ويدعون فيها الرجولة والقدرة على المواجهة، وإنما هزيمتهم الحقيقية هي يوم أن أعلن السيسي وفضيلة شيخ الأزهر وقداسة البابا ولفيف من القوى السياسية بيانهم ببدء الوطن السير بخطى حثيثة نحو تنفيذ خريطة طريق أفضل لتصل بنا لمستقبل منير، حينها وحينها فقط ،رأيناهم وهم على حقيقتهم دون تصنع وادعاءات بطولة، رأيناهم في رابعة وهم منهارون ويولولون
 
كالزوجة المترملة، يندبون ويشتمون، رأيناهم في ضعفهم يشتمون ويسبون، ويتلفظون بأفظع الألفاظ، بانوا على حقيقتهم، فتلذذ الشعب بانتصاره على إثر غياب ابتساماتهم التي تظهر في لحظة القبض عليهم، وأما لحظة القبض عليهم هي لحظة انتصار الشرطة عليهم في معركة الفرار من أنياب العدالة الناجزة، ولا أظن أن رجال الشرطة يتأثرون بها، فهم يعرفون ما يعج بقلوب أولائك المقبوض عليهم بدليل صرخاتهم التي لا يستطيعون مواراتها حين ينعتون الشرطة بأنها شرطة الانقلاب، فيما يعني أن إناءهم ينضح بما فيه، فيما يؤكد انكسارهم، فعدم اعترافك بالهزيمة لا يعني إلا أنك تائن منها.
 
على كل حال، ورغم سعادة رجال الشرطة بالقبض على من قبضوا عليهم، فعليهم الا يكتفوا بذلك فإن هؤلاء رغم اهميتهم لا يمثلون نفس أهمية ولا خطورة من لم يقبض عليهم بعد، مثل محمود عزت والذي يبدو أنه مكتفي بأفعال العريان وسابقيه، قبل القبض عليهم، وقد يظهر عزت قريباً ولو على شاشات التلفاز، ولا تنسوا أن عاصم عبد الماجد وطارق وعبود الزمر لم يزالا فاران، ينعمان بحرية لا يستحقونها، وآخرين ممن يطلقون أفكاراً دموية تُسيل الدم أكثر من طلقات
 
الرصاص، فانتبهوا واستمروا في أداء دوركم، ونقوا صفوفكم من أولائك اللذين يقومون بدور الطابور الخامس، فينبهون قيادات الدم بمواعيد حملاتكم، وأنكم عرفتم أين هم؟
 
المختصر المفيد الابتسامة الصادقة الناجمة عن قوة ولا يصحبها شتائم وإهانات هي التي تفقد المنتصر نصف إحساسه بالنصر.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter