تنظم الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة مهرجان "احسبها صح" منذ عام 2007  وحتى الآن ,يقام المهرجان في بيت الوادي الإنجيلي في وادي النطرون ويتم دعوة الكثير من داخل مصر ومن خارجها وقد حضره في الماضي بعض الرياضيين و الممثلين العالميين كالبطل العالمي في ألعاب القوى والنجم السينمائي الشهير جيمس سانج لي والذي حضر المهرجان في عام 2010 وقص على الحاضرين اختباره الشخصي. هذا وهناك رسالة وترانيم تقدم بالإضافة إلي عروض رياضية وألعاب ووسائل جذب للأطفال والشباب وفي الفترة الاخيرة دخلت في المؤتمر بعض الموسيقى الحديثة والصاخبة كموسيقى الميتال -  لون من ألوان موسيقى الروك -  وهي موسيقى صاخبة تلعب على مشاعر الإنسان فتحرك جسده تلقائياً مع الصوت المرتفع والتصفيق وقد لوحظ استخدامها في الترانيم والتسبيح. كان واضحا الرقص الشديد والقفز في بعض الترانيم مثل ترنيمة: حولت نوحي إلي رقص لي .
 

يقول الانبا موسي أسقف الشباب في احدي لقائته المسجله بصوا انا في الحته ديه مابجاملش يعني انا دلوقتي عامل مهرجان ضخم جداً والشباب يحب اللمة ويحب الزحمة الكثيرة جدا ماشي 

بس انا كمان زي ما دي حاجه حلوه ويلعبوا حاجه حلوه ... يرتلوا هيه ..ليه بقول هيه انا ؟ علشان ساعات الترتيله يبقي فيها هزات جسد عنيفه متفرقيش عن عمرو دياب تبقي ترنيمة جسد وانفعالات مش ترنيمة عقل وروح  لذلك بتمني ان يكون الترتيل فيه عقلانيه وروحانيه ما يكونش انفعاليه الهزات العنيفه هي بالظبط الديسكو هو انا هتعلم من صالات الديسكو أنا أتعلم من اليونسكو معلش اليونسكو فكر وثقافة ورسالة !!

الجسد يشترك في الصلاة بس مش الهزات الانفعالية  علميا الهزات العنيفه هي "زار"

 

في إجابته على تساؤل وجه له من أحد أبنائه طالباً  أخذ رأيه  في الذهاب للمؤتمر الإنجيلي "احسبها صح" من عدمه 

كان الرد اللي حاسبها صح "ميروحش" مكملاً الحديث" بصوا يا جماعة الطعم غير الطعم النهارده انتوا صليتوا قداس هو ده اللي أحنا بنعرف نشوف فيه المسيح وندوقه استقبلنا سيدنا الأنبا رافائيل بلحن جميل جداً، لما نجلس في اجتماع في الكنيسة، كهذا الاجتماع، نجلس بكل وقار لأننا أمام الهيكل والمذبح". 

 

ويؤكد المرنم اسحق كرمي، ان رابح النفوس حكيم ففي كل الألعاب الذي تقدم.. هناك العاب تشمل ( خدع بصرية ) للجذب والشخص الذي يقدم اللعبة يحكي اختباره وكيف تكونت علاقته بالله .وهناك رسالة مقدسة تقدم للشباب بالاستيل الخاص بهم ولا سيما وان كثيرون منهم من غير المترددين علي الكنائس

ويتسأل أين المشكلة ؟ فهل هناك استايل ثابت للعبادة في الكتاب المقدس؟؟ فهناك داوود الذي كان يسبح الرب بدف ورقص وهناك العشار الذي رفع صوته في هدوء اللهم ارحمني أنا الخاطيء ومن هنا اري انه لا يجب ان يفرض الإنسان هويته علي الآخرين والروح القدس قادر علي الوصول للجميع فكلمة الله لا ترجع فارغة  ومن حق كل إنسان ان يعبر في عبادته بالطريقة التي يريدها طالما لا يخرج عن السياق الاجتماعي فهناك أشخاص مشاعرهم جياشة وهناك اخرين لديهم ثبات انفعالي .

 وهنالك امر اخر هل القائمين علي هذا المهرجان يجتمعوا باسم المسيح أم باسم اخر ؟؟ وهذا فارق جوهري بين احتفالات "الزار" والتسبيح او حتي الاغاني العالمية انا اري ان القائمين علي مهرجان أحسبها صح يقومون بالدور الذي قام به الاربعة الذين كانوا يحملون المفلوج فهم لم يَقدِروا أنْ يَقتَرِبوا من المسيح مِنْ أجلِ الجَمعِ، فكشَفوا السَّقفَ حَيثُ كانَ المسيح. وبَعدَ ما نَقَبوهُ دَلَّوْا السَّريرَ الذي كانَ المَفلوجُ مُضطَجِعًا علَيهِ. فهم استخدموا طرق غير تقليدية وإيمان عملي ليأتوا بالمفلوج للمسيح  اما المسيح فهو وحده القادر علي القول يا بُنَيَّ، مَغفورَةٌ لكَ خطاياكَ لانه يعلم ما بداخل الجميع وغير ذلك الكثير من المواضع بالكتاب المقدس. 

ويوضح الدكتور ماهر الضبع أخصائي الطب النفسي ان تأثير الموسيقي الصاخبة وبقدر من الانفعال يتوقف علي المتلقي وخصوصاً اثناء التسبيح فاذا ركز الشخص في الافكار التي يترنم بها بعقله الواعي عن الله وعظمته وقدرته فهذه الافكار تغيير حياته وقت المعاناة ووقت الفرح وفي حواره مع ذاته مثل ان هناك اله يحبني هذا الاله عظيم فهذا يحتاج الي قدر عقلي وليس انفعال نفسي فالنضج الروحي هو تغيير الفكر ويجب ان نلاحظ ان الجو العام الذي يؤدي الي حالة انفعالية عاليه قد  يلغي الذهن لدي البعض وبالتالي لا يوجد له جدوي روحية ولا يؤدي الي النشوة الروحية ويكمل الضبع ويتسأل ويجيب في نفس الوقت هل نلغي الموسيقي والانفعالات من حياتنا ونعتمد علي العقل؟؟؟؟؟

لا فكل شخص يحتاج الي قدر من الموسيقي التي تناسبه ( الشباب مثلا يتحملون اي شيء ) وقدر من المشاعر التي تساعد العقل علي تقبل الحقائق ولكن المبالغة الزائدة في الانفعال العاطفي تؤدي الي توقف العقل فأثناء الغضب الشديد مثلاً المخ لايعمل ويرتكب الانسان افعالاً قد يندم عليها لاحقاً 

 

 

وما بين هذه الاراء جميعا عزيزي القاريء يظل الدافع وراء هذه التسبيحات المصحوبة بموسيقي وحركات جسديه مقبوله هو الفيصل هل يقدمها الفرد عن عقل واعي كمؤمن اختبر عمل الرب في حياته ( من ارشاده الي امور لصالحه في حياته وانقاذه من فخاخ بشريه كثيره ومن تحويل تجارب اليمه في حياته الي لحن جميل ..الخ ) فيشعر ان عليه ان يسبح الرب بدف ورقص وأوتار ومزمار واحياناً دموع !!! . فكم من بشر في هذه الايام يستقبلون بشر بالاغاني والمزمار لا لشيء الا لانهم اسدوا اليهم معروفا في يوم من الايام !!!
 

أم انه يؤديها عن عدم وعي ويفرغ شحنات نفسية بداخله وهو بذلك يقترب الي شفاء النفس في مثل هذا المهرجان املا في رفع الغمه المخيمه علي نفسيته والتي تحجب علاقته بالله أم أنه يؤديها عن وعي بمشاكله النفسية ويرغب في تفريغ شحنة نفسية بداخله وهو بذلك ايضا يقترب الي شفاء النفس 

أم انه يؤديها عن وعي كامل بما يمر به فهو بعقله يدرك انه انسان خاطيء وهناك اله قادر علي منح الغفران وتغيير الحياة الشخصية فيندم علي ما اقترفه من ذنوب ويجهش بالبكاء فبعد ان ادرك العقل تتحرك المشاعر فنجده تارة يبكي بعد ندم العقل وتارة يسبح بدف ورقص بعد إدراك العقل لعمل الله معه.