تستكمل الكرازة صفحاتها عن حياة القديس العظيم البابا كيرلس السادس لتقدم لن الكثير والكثير عن هذا القديس ، فها هو المتنيح الأنبا غريغوريوس يتحدث عن صفاته قائلا انه كان القلب البصير الذي يرى أحيانًا ما لا يراه العاديون من الناس ....كان يعرف متى يقول نعم ومتى يقول لا واذا قال نعم لا يقل لا وإذا قال لا فلا يقل نعم ،كان رجلا صلب الإرادة حازما....رجل صابر لا يصيح ولا يئن...رغم المرض لا يسمع منه احد كلاما إلا ان يشكر الله .
 

ويروى لنا نيافة الأنبا بيشوى بعضا من خبرات عاشها فى حياة القديس البابا كيرلس السادس، كان نيافته طالبا فى السادسة عشرة من عمره وقت إجراء انتخابات الكرسي البابوي فوجئ بوالدته تهلل وتقول مينا المتوحد قد اختاره الرب ليصير بطريركا، فقد جاءتها رسالة من السماء ان الرب اختارالقديس ليصير بطريركا والغريب ان والدة الأنبا بيشوى كانت قد زارت الطاحونة من قبل وشاهدت قداسة البابا كيرلس السادس يصلى لأحد به روح شرير وكانت لحيته السوداء الطويلة ومنظره المهوب قد سبب لها ذعرًا وخافت منه وعندما علمت انه من ضمن المرشحين للكرسى البابوى قالت كيف يرشحون هذا الشخص المرعب ليصير بطريركًا بعدها جاءتها هذه الرسالة من السماء ، من وقتها توطدت الصلة مع قداسته وصار يعرفها شخصيا وتلجأ إليه في جميع أزماتها ، ومواقف آخري عزيزي القارئ تمتعنا بها مجلة الكرازة. 
 

يذكر نيافة الأنبا سرابيون أن قداسة البابا كيرلس كان يؤمن بأهمية الخدمة في المهجر وأن الكنيسة القبطية لها دور هام في رعاية أبنائها فى الخارج مهما كان عددهم ومهما كانت محدودية مواردهم ، لذا قرر قداسته سيامة أول كاهن قبطي لأمريكا الشمالية واختار الشماس الأكلريكى وجدى مرقص للسيامة وقبيل سفره قال له قداسة البابا كيرلس " يا ابني لا تجعل سلامك فى أفواه الناس" .
 

لكى تسيري في حياتك بشكل أفضل تقدم لك الكرازة امرأتان في الميزان ابيجايل التي استطاعت بحكمتها أن ترفع دواد فوق مستوى الأحداث وهدأت غضبه باتضاعها، وحكمتها ولسانها العذب وقد وصفها الوحي الإلهي بأنها امرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة ، ايزابل التي استخدمت قوة ونفوذ زوجها الملك قال عنها الكتاب "تكلم الرب عن ايزابل قائلا : إن الكلاب تأكل ايزابل عند مترسة يزرعيل"(ملوك الاول 21: 23)، أن المقارنة بين منهج كلا منهما واضحة وعليك ان تتبعى المنهج الأفضل لحياتك. 
 

تحوى حقا مجلة الكرازة فى عددها الصادر في 25 أكتوبر 2013 العديد من شتى أنواع المعرفة اللاهوتية والكنسية التي تمس القلوب قبل العقول.