الأقباط متحدون - الجهاديون يجندون الانتحاريين بصور مبتسمة لقتلاهم
أخر تحديث ١٦:٠٦ | الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٣٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الجهاديون يجندون الانتحاريين بصور مبتسمة لقتلاهم

نشاط كبير للجهاديين على الميدان وعلى الافتراضي كذلك
نشاط كبير للجهاديين على الميدان وعلى الافتراضي كذلك

 ستقطاب المتشددين له طقوسه أيضَا

تزف الجماعات الجهادية بشرى "استشهاد" عناصرها على الانترنت مع صور تضم وجوها مبتسمة لأصحابها القتلى. تلك الصور باتت من طقوس الخدمة بين الجهاديين في سوريا، وأداة تجنيد شديدة الفاعلية. 
 
عبدالاله مجيد من لندن: استقر وجه المقاتل الشاب في صورة موته على ابتسامة عريضة ودع بها هذا العالم. وكان الجهادي قُتل اثناء احدى المعارك في سوريا ونُشر جثمانه بابتسامة وجهه السماوية على توتير مع دعوة للاحتفاء بـ"استشهاده".
 
وكتب رفيق سابق في رثاء المقاتل السعودي ابو حمد الصيعري "كان الصيعري دائما يقول "هؤلاء الشهداء يبتسمون. ما الذي يرونه؟
 
وفي تغريدة اخرى أشار معجب آخر الى الصيعري بوصفه صاحب الحظ السعيد بشهادته متكهنا ان القتيل لا بد ان يقول الآن "هنئوني! هنئوني! فقد أصبحت شهيدا". 
 
الصيعري واحد من مئات المقاتلين الاسلاميين في سوريا الذين تزف الجماعات الجهادية بشرى استشهادهم على الانترنت مع صور دموية بينها احيانا وجوه مبتسمة لأصحابها القتلى.
 
أبطال في نظر الشباب
وإذا كانت هذه الصور تبدو جارحة للحساسية الغربية فانها اصبحت من طقوس الخدمة بين الجهاديين في سوريا وأداة تجنيد شديدة الفاعلية. 
 
وقال المدير التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث الاعلامية ستيفن ستالنسكي ان هؤلاء القتلى أبطال بنظر بعض الشباب الذين ينظرون الى الصور ويقول واحدهم "أنا يمكن أن أكون هذا الشهيد". 
 
ويشكل الاحتفاء بالمقاتلين الذين يسقطون في سوريا مظهرا واحدا من مظاهر استخدام الجماعات الجهادية مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع منذ بداية النزاع السوري عام 2011.

دور الشبكات الاجتماعية
ورغم ان الجهاديين يستخدمون الانترنت منذ فترة طويلة لإيصال الرسائل أو نشر افلام تصور عمليات عسكرية فان جماعات جهادية وفصائل أخرى في المعارضة السورية المسلحة أخذت تتسابق على مواقع مثل توتير وانستاغرام وفليكر لاستحداث أساليب جديدة في التجنيد والتدريب وجمع المال والنقاش وتنسيق الاستراتيجة، كما لاحظ باحثون.
 
وترى جماعات اسلامية مسلحة ورعاتها، ان توتير ليس اداة للتواصل فقط بل ماكنة للصرف الآلي على الانترنت تُستخدم في جمع التبرعات أو حتى إجراء مزادات الكترونية على سيارات ومصوغات قدمها متبرعون. 
 
وتستخدم جماعات أخرى خدمة سكايب لاجراء مقابلات مع مرشحين للانخراط في صفوفها أو تبادل الآراء بشأن التكتيكات العسكرية.
 
وهناك جماعات تستخدم يوتيوب أو فايسبوك لترويج نجاحاتها في ساحات القتال أو توثيق فظائع تتهم خصوما لها بارتكابها. 
 
أين الضوابط ؟
بسبب الشعبية المتزايدة لهذه المواقع بين الجماعات الاسلامية المتطرفة في سوريا بما فيها جماعات ترتبط ارتباطا صريحا بتنظيم القاعدة، ارتفعت اصوات تطالب الشركات الاميركية التي تملك هذه المواقع بتشديد الضوابط على ما ينشر فيها.
 
وقال محللون ان الشركات استجابت بحجب عدد من الحسابات ولكن الغالبية العظمى ما زالت تعمل لتفتح بذلك نافذة نادرة على تفكير الجماعات الجهادية في سوريا وبلدان أخرى، وتخطيطها وتكتيكاتها.
 
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وليام ماكانتس الباحث المختص بدراسة استخدام الجماعات الاسلامية للانترنت في معهد بروكنز "ان المثير في عصر توتير ان المادة الثقافية الجهادية الاعتيادية التي كانت في السابق تقتصر على منابر نقاش خاصة، تُبث الآن على نطاق أوسع حيث يستطيع الجميع متابعتها".
 
واضاف "ان الأسرة الجهادية المغلقة تخرج الى الضوء وتدعو الآخرين الى المشاركة". 

تلاعب بالصور
من السمات اللافتة للنزاع السوري انتشار المواد المكرسة لمقاتلين أفراد، أحياء أو موتى، على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
ويتضمن العديد من هذه المواد صورا وتلميحات لها تأثيرها بين المسلمين.
 
ويجري التلاعب بوضع جثة القتيل في بعض الصور على نحو يبدو معه مبتسما أو في بعض الحالات كأنه يؤشر الى السماء.
 
وتستدرج صور القتلى الذي ترتسم على وجوههم ابتسامة عريضة تعليقات كلها إعجاب ، كما في حالة الشاب القتيل  الذي عُرضت صورته على تويتر في نيسان/ابريل الماضي.
 
وتأثر رجل اسمه فهد جبار 1 بهذه الصور فكتب تغريدة على توتير يقول فيها "رأينا العديد من الشهداء يلاقون ربهم مبتسمين ولكننا لم نر ابتسامة عريضة كهذه. فما الذي رآه كي يبتسم هذه الابتسامة الجميلة؟  ربي، امنحنا الشهادة". 

تجنيد وجمع للتبرعات
والى جانب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أداة للتجنيد من خلال هذه الصور فانها تقوم ايضا بدور الأداة الدعائية الفاعلة ومنصة لجمع التبرعات ومنبرا لنشر الأفكار.
 
وحتى الآونة الأخيرة كان قادة جماعات جهادية وارهابية مثل القاعدة عندما يريدون ان يوجهوا رسالة يسجلونها على شريط فيديو ينقله سعاة ثقة لنشره على موقع اسلامية في عملية يمكن ان تواجه تأخيرات تمتد اياما بل وحتى اسابيع.
 
وعلى النقيض من ذلك فان قادة الجماعات المسلحة في سوريا يستطيعون اليوم الوصول فورا الى آلاف الأتباع ومخاطبتهم مباشرة. 
 
واستخدمت مجموعات داعمة للمعارضة السورية المسلحة في الكويت مثلا موقع تويتر لتنظيم حملات تبرع واسعة بينها اقامة مزادات على الانترنت لبيع سيارات وعقارات ومجوهرات قدمها متبرعون.
 
جبهة النصرة تُلمّع صورتها
وتصدرت جبهة النصرة يافطة الارهاب التي ألصقتها بها ادارة اوباما بحملة واسعة على الانترنت لتقديم صورة مغايرة عن نفسها أكثر اعتدلا، كما  لاحظت ريتا كاتز المديرة التنفيذية لشركة سايت انتليجنس التي تتابع المواقع الجهادية.
 
وأظهرت افلام نُشرت اخيرا على يوتيوب مقاتلي جبهة النصرة يوزعون مواد غذائية وبطانيات على المواطنين السوريين أو يزيلون النفايات من احياء تناثرت فيها الأنقاض.
 
وقالت كاتز لصحيفة واشنطن بوست ان هذا الاسلوب الجديد في الدعاية الاعلامية يختلف اختلافا كبيرا عن الصور السابقة التي كانت ترتبط بالمواقع الجهادية. وان مثل هذه الجهود تعكس محاولة "لكسب عقول السكان المحليين وقلوبهم فضلا عن كسب المجتمع الدولي". 
 
واشارت كاتز الى ان مساعي الشركات المالكة للمواقع التي تستخدمها الجماعات الجهادية الى مراقبة ما يُنشر عليها لم تُحدث تغييرا محسوسا في هذا النشاط. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.