الأقباط متحدون - صحف أمريكية: كيرى يتلعثم فى القاهرة
أخر تحديث ٢٠:٤٨ | الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٦ | العدد ٣٣٠٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

صحف أمريكية: كيرى يتلعثم فى القاهرة

أرشيفية
أرشيفية
محاكمة مرسى شدت الاهتمام الأمريكى مثلما لفتت زيارة كيرى للقاهرة بتوقيتها وتصريحاتها انتباه المعنيين والمهتمين بالشأن المصرى. أمس تصدرت صورة مرسى فى القفص الصفحة الأولى لصحيفة «نيويورك تايمز».
 
وحرصت وسائل الإعلام الأمريكية على متابعة الحدث وردود أفعال الشارع المصرى. أما الخارجية الأمريكية والمتحدثة باسمها لم تأتِ بجديد فى هذا الأمر، كما كان متوقعًا. واكتفت مارى هارف بترديد ما قيل وتكرار قوله نصًا فى الأيام الأخيرة وقبل المحاكمة حول الاعتقالات السياسية والمحاكم المدنية والإجراءات القانونية. وما قيل فى مجمله مواقف عامة و«عائمة».. نعم تقول وإن كانت لا تتصادم وتتفادى حدوث ذلك مع الواقع المصرى الجديد.
 
وانتقدت «واشنطن بوست» بشدة فى افتتاحية لها تحت عنوان «الألعاب الدبلوماسية» ما اتخذه كيرى من مواقف وما قاله من تصريحات خلال زيارته القاهرة التى جاءت مع محاكمة مرسى. والمعروف أن افتتاحيات «واشنطن بوست» منذ 3 يوليو أخذت موقفًا معارضًا ومعاديًّا لما حدث ويحدث فى مصر وتهاجم الجيش والحكومة الحالية والليبراليين وأيضا تدافع بضراوة عن مرسى والإخوان و«التجربة الديمقراطية» التى تم القضاء عليها، كما تقول وتكرر. وفى افتتاحية أمس قالت «واشنطن بوست»: «إن إدارة أوباما يجب أن توقف تظاهرها بأن مصر تحتضن الديمقراطية». وأيضا: «أن احتضان كيرى الوعود الفارغة للنظام المصرى الحالى فى ما يخص الديمقراطية يظهره فقط بأنه أما ساذج أو ساخر مثل الجنرالات فى مصر».
 
أما صحيفة «نيويورك تايمز» فإنها تناولت الأمر نفسه فى افتتاحية لها، وإن كانت أقل حدة وشراسة من «واشنطن بوست». والافتتاحية كانت بعنوان «كيرى يتلعثم فى القاهرة»، ورأت الصحيفة أن الزيارة كانت نتيجة «نصيحة خاطئة»، وأنها «قوضت جهود سابقة سعت لتوبيخ الجنرالات وتعزيز الديمقراطية»، كما قالت «نيويورك تايمز». وقالت الافتتاحية أيضا: «إن الولايات المتحدة ومصر يشاطران كثيرًا من المصالح الهامة ومنها السلام مع إسرائيل والأمن فى سيناء والمرور عبر قناة السويس والتعاون ضد الإرهاب، وأنه مهم بالنسبة للدولتين أن تستمرا فى محاولة العمل معًا، لكن هم فى حاجة أيضا إلى أن يكونا واضحين حول اختلافاتهما، خصوصًا حول ماذا تعنى كلمة الديمقراطية، وأن السيد كيرى عكر المياه».
 
وسواء كان النقاش الدائر فى العاصمة الأمريكية حول محاكمة مرسى أم زيارة كيرى فإن الأمر فى نهاية المطاف يخص مصر والتساؤل عن مستقبلها.
 
د.زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الموجود فى واشنطن فى لقاءات عديدة مع مسؤولين بالإدارة والبنك الدولى ومجموعات اقتصادية ومالية أكد فى تصريحاته أن التحديات عديدة والطريق ملىء بالمطبات إلا «أن فى نهاية المطاف ما يعنينا هو هل نحن نتقدم فى الاتجاه الصحيح، وأعتقد أننا نفعل ذلك». هذا المعنى وهذه الرسالة قالها بهاء الدين فى حديثه مع شبكة «سى إن إن» ومذيعتها الشهيرة كريستيان آمانبور. وفى حديثه هذا قال أيضا «إن المصريين يعانون، لكن دعونا لا نخطئ فى هذا. أن المصريين يعانون كنتيجة للسياسات التى تم تبنيها خصوصًا فى السنة التى حكم فى الرئيس السابق مرسى». وأمس الثلاثاء التقى زياد بهاء الدين مسؤولين بالبنك الدولى للتشاور والتواصل حول برامج البنك فى مجالات الصحة والتعليم. وأول من أمس الإثنين التقى بوليام بيرنز نائب الخارجية. كما أنه فى لقاء نظمه مجلس الأعمال الأمريكى المصرى تحدث عن تحديات مصر القائمة والقادمة وخارطة الطريق السياسية والاستفتاء على الدستور فى نهاية هذا العام أو فى بداية يناير المقبل. وفى تصريحات للصحفيين فى ما بعد حول الحوار الاستراتيجى الذى تم طرحه خلال زيارة كيرى أشار بهاء الدين إلى أن هذا الحوار يجب أن يبدأ، وأن يكون مستمرًا وممتدًا.
 
والمتابعة الواشنطنية لجولة كيرى فى المنطقة ما زالت مستمرة. زيارة وزير الخارجية الأمريكى للرياض شدت الانتباه خصوصًا أن التوتر ساد وازداد فى الآونة الأخيرة بين البلدين بسبب «تذبذب» مواقف واشنطن تجاه أزمات المنطقة وقيام الرياض بانتقاد إدارة أوباما علنا وأكثر من مرة. وعكست التقارير الصحفية ما اعتبرته بأن كيرى طمأن السعوديين بأن الولايات المتحدة تشاطر أهدافهم، وأن هناك أهدافًا مشتركة حول سوريا وإيران ومصر. وإذا كانت هناك اختلافات فإن القليل منها فى الأهداف وأغلبها فى التكتيكات. وهذا ما أشار إليه سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى. وقد لاحظ الصحفيون المرافقون لكيرى بأن مهما كانت التصريحات فإن الخلافات كانت جلية وواضحة حول كيفية إنهاء الحرب الأهلية الدائرة الآن فى سوريا. لقاء كيرى بالعاهل السعودى الملك عبد الله استمر أكثر من ساعتين. كما أن كيرى فى رده على أسئلة الصحفيين وتفاديا للتعامل مع قضايا حساسة قد تزيد من «تعقيد الموقف» تجنب كيرى الرد على سؤال حول سماح المرأة السعودية بقيادة السيارات واكتفى بالقول بأن من الأفضل أن يتم ترك الأمر والجدل حوله للمملكة السعودية.
 
ولا شك أن منتقدى إدارة أوباما ودبلوماسية كيرى لن يتوقفوا عن متابعة تصريحات كيرى المتواصلة فى عواصم العالم فى محاولة لرصد التذبذب والتقلب فى خيارات كيرى. وسِجِل كيرى فى الفترة الأخيرة بالتأكيد زاخر بتلك التذبذبات والتقلبات. وإذا كان البعض من مسؤولى الخارجية يفسرون ويبررون ذلك بأنه «نتاج لمراجعات وتقييمات متواصلة» فإن الكثير من المراقبين للشأن الخارجى يرون فى ذلك «عدم وجود رؤية محددة وواضحة» فى التعامل مع ملفات المنطقة وغيرها أيضا من الملفات الدولية. وهذا هو كيرى بجولاته وتصريحاته.. لمن يعنيه الأمر!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.