الأقباط متحدون - يوم الميلاد
أخر تحديث ١٣:٥٣ | الاربعاء ٦ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

يوم الميلاد

بقلم: مينا ملاك عازر
قد يظن بي البعض أني نسيت أن أقدم التهاني لقداسة البابا تواضروس في عيد ميلاده في مقالي السابق ولكن هذا غير حقيقي، فأنا اعلم أن ميلاده الحقيقي يوم ترهبن وميلاده بالنسبة لنا يوم أن أصبح لنا أباً وسيداً دينياً، نعم الاحتفال بعيد الميلاد عند البعض غير مهم لكنه عندي مهم لأبعد الحدود خاصةً إن امتزج الاحتفال بمحاسبة وتقريع وتشجيع إن واكبت السنة المنصرمة إخفاقات أو إنجازات.
 
ومن ثم، فاسمح لي عزيزي القارئ، أن أصحبك في رحلة حساب للنفس لا تخلو من لوم وتقريع وتشجيع لنفسي التي تخطو اليوم أول أيام العام الثاني والثلاثين لي في الحياة، فلقد أتممت واحد وثلاثين عاماً أكثرهم بلاء وشقاء، وقليلهم فرح، وحتى تلك الفرحة كانت ممتزجة بدموع وبكاء لفراق الأحباء عن تلك اللحظات السعيدة، فأقصى لحظات فرحي حين حصلت علي الماجستير افتقدت والدي كما افتقدته يوم عرسي، ومن قبل كل هذا يوم نجاحي بتفوق في الكلية مرتين، مرة في حصولي على الليسانس ومرة في مروري من السنة التمهيدي للماجستير، خلال السنوات الماضية طُعنت كثيراً بسكين الفراق، وأول تلك السكاكين فراق والدي وفراق من كنت أظنهم أصدقاء وأحباء، ومن كانوا فعلاً أحباء.
 
على كل حال ما يعنيني في هذا المقال هذه السنة فقط، وليس مسحاً لعمر ولى ولن يعد منه يوماً، ولم يترك لي إلا أياماً لا أعرف عددها، قد تكون قليلة، وقد تكون كثيرة، لكن ما لا اعرفه البتة إن كانت ستكون مثل سابقتها مؤلمة أم مفرحة، غير أنني أثق أنها بيد إله عادل لن يقس علي بالدرجة التي تهزمني، ولذا أنا مطمئن.
العام الماضي من حياتي، كنت أحلم بأحلام كثيرة لم أسعى السعي الجاد لتحقيقها فلم أنهي على رسالة الدكتوراة المعلقة للآن، ولم أنهي مسائل كثيرة تُأرقني وتقلقني على نفسي وعلى صحتي، وذلك من باب الخوف من مواجهة المرض إن وُجِد -لا قدر الله- أحلامي كثيرة وطموحاتي عديدة، ولكنني تخاذلت أحياناً، ومنعتني الحياة بظروفها في أحيان أخرى.
 
فارقني بعض الناس بدون سبب، وهجرت بعضهم بعد أخطاءهم المتكررة في حقي بل جرائمهم في بعض الأحيان، وفي كل مرة يبعد أحدهم عني ظالماً إياي، أتذكر دعوة أمي الي لله، أن يبعد عني ولاد الحرام، وها هو يستجيب لدعواتها كما اعتدت منه. 
 
أخيراً عزيزي  القارئ، لا أتمنى وأنا في هذه اللحظات،إلا أن أترك ورائي ذكرى حلوة وحلم أصبح حقيقة، وقصة تُحكى عني يوم أن أغادر هذه الحياة، فهذا عهدي لنفسي، أعاهده أمامك، سأعمل على تحقيقه، وأرجو من الله أن يساعدني عليه، واثقاً بأنه لن يخذسلني ما دامت نيتي خالصة وصادقة، وسعيي جاد.
 
المختصر المفيد أشكرك يا رب أنك لم تزل تعطني الفرصة لأعيد صياغة حياتي، وأصحح أخطائي.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter