ثورة علمية جديدة للقضاء على فيروس سي خلال عامين أعلنها مؤتمر الجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد الـ ٦٤ والمنعقد فى واشنطن، بعد ظهور عشرات الأدوية الحديثة التى تؤخذ فى شكل قرص واحد يوميًا ولمدد تتراوح ما بين ٣ أو ٦ أشهر يتم بعدها الشفاء الكامل بنسب نجاح من ٩٨ إلى ١٠٠٪ وبدون أعراض جانبية تذكر وبدون استخدام لحقن الإنترفيرون فى معظم الدراسات الحديثة.
أعلن ذلك الدكتور جريجورى فيتز رئيس المؤتمر والجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد خلال المؤتمر الذى حضره ٩٥٠٠ طبيب متخصص من بينهم العالم الدكتور بيتلر بروس الحائز على جائزة نوبل وأكثر من ٤٠ طبيبًا مصريًا، حيث قدم ٣١٣٩ بحثًا علميًا من ٥٢ دولة حول الأورام الكبدية، وزراعة الكبد، والتليف والتهاب الكبد الفيروسى، و الدراسات الجينيه، واقتصاديات الصحة.
ويجري علي قدم وساق سباق محموم بين الشركات العالمية لإنتاج أكثر من ٣٠ دواء فعالاً بالفم ضد تكاثر فيروس سى داخل الخلية الكبدية فى المراحل المختلفة ستقضى عليه نهائيًا ودون آثار جانبية،وهناك على الأقل 8 أدوية جديدة ثبتت فعاليتها ضد النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر.
ومن الأدوية: فانيبرفير و ام كى ٥١٧٢، التى سوف يطرح فى الأسواق بعد سنة من الآن وهذه الأدوية تمثل الأجيال الأحدث والأكثر قوة من الأدوية التى تحبط تكاثر فيرس سى فى المراحل المختلفه وتتميز عن الأجيال الأولى بفاعليتها الشديدة وقلة حدوث تحور للفيرس ضدها بالإضافة لتناولها عن طريق الفم.
كما تتميز الأدوية الجديدة بإمكانية إعطائها 8 أسابيع فقط بنسبة شفاء تقترب من 100% وهذا يعنى إمكانية علاج المرض فى شهرين.
ومن جانبه قال الدكتور وحيد دوس أستاذ أمراض الكبد ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، إن نتائج الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى تشكل بالفعل ثورة، وأملنا فى مصر فى دواء "سوفوسبوفير" واخترعه عالم مصرى والدواء بالفعل سحرى، وفى حالة استخدامه مع الانترفيرون لمدة ٣ شهور نسبة نجاحه تصل إلى ١٠٠٪، وفى حالة استخدامه بدون انترفيرون لمدة ٦ شهور تصل نتائجه لـ ١٠٠٪ أيضًا، وسيتم إعلان اعتماده وتسجيله يوم ٨ ديسمبر هذا العام فى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
أضاف دوس، أن هناك مفاوضات حاليًا لتوفير تلك الأدوية بأسعار قليلة فى مصر، حيث توجد خطة لعلاج مليون مريض أول عام، وفى اللجنة القومية سوف يعطى لمن لا يستيجيبوا للانترفيرون، مشيرًا إلى أن نسبة المرضى فى مصر بلغت ١٠٪ حوالى ٨ ملايين ومعظمهم لا يعلمون أنهم مصابون بفيروس سى، لافتًا إلى أنه سيتم إجراء مسح شامل فى مصر للبحث عن المرضى لأن تلك الخطوة اقتصاديًا أوفر.
وأشار دوس، إلى أن منظمة الصحة العالمية قد أجرت جلسة مركز مكافحة الأمراض فى أطلنطا ويساعدونا حاليًا فى الوقاية من المرض، موضحًا أن هناك دعمًا كبيرًا لمصر، وتوقعاتى أن مصر سوف يكون لديها كل الأدوية عام ٢٠١٤ ، وأعتقد أن برنامج العلاج سوف يكون ٣ شهور.
وأوضح الدكتور جمال شيحة أستاذ أمراض الكبد بطب المنصورة، أنه منذ أول أمس بدأ عصر علاج فيروس سى بدون استخدام الانترفيرون، حيث اعتمدت اليابان العلاج الجديد وهو عقاران يتم إعطاؤهما بالفم مرة واحدة فى اليوم بنسبة نجاح تصل إلى ٩٠٪ وبدون آثار جانبية تذكر، علمًا بأن هذا العقار يصلح لجميع أنواع فيروس سى نظرًا لتبعيته للجيل الثانى.. فيما أوضح شيحة أن المؤتمر الأمريكى أعلن لأول مرة عن بدء عصر الأدوية المضادة للتليف الكبدى.
وأشار الدكتور يحيى الشاذلي، أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد والمناظير بكلية طب جامعة عين شمس، أنه أعلن رسميًا ولأول مرة خلال المؤتمر السنوي، أن علاج مرضى فيروس سى لا يترتب عليه فقط شفاء المريض والتخلص من الفيروس ولكن اكتشف حديثًا أنه يتم الشفاء من تشمع الكبد وهو مرحلة نهائية فى الالتهاب الكبدى فى نسبة تتراوح ما بين ٣٠ إلى ٦٠٪ ، وفى ٩٠ ٪ يختفى التليف.
وقد أظهرت نتائج الدراسات التى أجريت بالولايات المتحدة الأمريكية على ٢٧ مريضًا بفيروس سى من النوع الرابع المنتشر فى مصر شفاء ٢٦ مريضًا تمامًا من ٢٧ حالة، كما أظهرت دراسة أخرى على مصريين فى أمريكا على مجموعتين لمدة 3 شهور والثانية 6 شهور الأولى مع ريبا فيرن وبدون انترفيورن نسبة الشفاء فى المجموعة الأولى 12 أسبوع 79٪، وبعد 6 شهور 100٪.
والبحث الثانى أثبت أن استخدام هذا الدواء مع عقار جديد آخر يدعى داكلاتسفير لمدة ١٢ أسبوعًا فى ٤٠ مريضًا بالنوع الرابع ليس لديهم تليف فى الكبد بلغت نسبة الشفاء ١٠٠٪ . بعد ٦ شهور من انتهاء العلاج. وهو ما يعرف بالاستجابة المستدامه، الشفاء النهائى.
وقد تم تجربة السوفسبريفير مع الريبافيرن فى مصر على ١٠٠ مريض وأظهرت النتائج الأولية بعد انتهاء مدة العلاج وقبل مرور ٦ شهور، أظهرت ٩٨ ٪ نسبة شفاء.
ويقول الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمى والكبد معهد تيودوربلهارس، يجب أن تتضافر الجهود لكى نساعد 18 مليون مريض كبد مصرى بفيروس (سى)، وندخل السعادة والسرور على أكبادهم وعلى قلوب أسرهم عن طريق توفير الأدوية الحديثة. وتأمل منظمة الصحة العالمية أن تعلن العالم خاليًا من فيروس بحلول 2020.
ومن جانبه أوضح الدكتور أشرف عمر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي، جامعة القاهرة أن المؤتمر هذا العام أعلن خطرًا جديدًا قادمًا وهو الكبد الدهنى، وهى مشكلة قومية فى مصر وتأخذ أقل من حقها جدًا لأن المريض لا يشعر بأعراضه مثل فيروس سى فى حين أنه يسبب التهابًا مزمنًا وتليفًا للكبد وسرطانًا.. وقد أعلن المؤتمر عن طرق حديثة للكشف الدقيق، واتباع الطرق العلاجية الفعالة الجديدة.
ويقول الدكتور سراج زكريا أستاذ الجهاز الهضمى بالقصر العيني، إن السمنة المفرطة والعادات الغذائية السيئة بالإضافة إلى العوامل الجينية هى سبب الإصابة الأساسى، والنظم الغذائية الصحية تساعد فى العلاج، وقد أوصت الجمعية العالمية للكبد بالنظام الغذائى لحوض البحر الأبيض المتوسط والذى يعتمد على السمك وزيت الزيتون والخضار والفاكهة الطازجة والتقليل من اللحوم والكبدة وهذا النظام لمدة ٣ شهور سوف تنخفض نسبة الدهون ٣٩ ٪ كما توصى بهذا النظام الجمعية الأمريكية للقلب.. ونسبة إصابة المصريين بتدهن الكبد تزيد عن ٦٠٪ خاصة فوق سن الأربعين.