الأقباط متحدون - الكنيسة والخطاة و المفروزين
أخر تحديث ٠٦:٤٤ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الكنيسة والخطاة و المفروزين

بقلم: مينا اسعد كامل

ردا على الدكتور جورج حبيب بباوي في مقاله الأخير (1) 
والذي رد فيه بالاسم على مقالنا المنشور على موقع الأقباط المتحدون
القارئ لكتابات الدكتور جورج حبيب بباوي (المفروز من الكنيسة) يعاني اشد الأمرين ،لأنه وان كان يهدف إلي الوصول إلي نتيجة معينه وهي غالبا خاطئة لإيهام القارئ بتعليم معين إلا انه تكاد كل فقرة من كتاباته أن تحتوي على خطا منفصل يحتاج الرد.
وردا على المقال الذي كتبه موجها إياه لي ، وحمل الكثير من التعاليم الخاطئة نبدأ الرد.

يقول الدكتور المطرود من الكنيسة :
 "لا شك لدينا في أن الاختلاف على تفسيرٍ ما، أو حتى الخطأ التاريخي -طالما لا يمس جوهر الإيمان- هو حقٌ لكل مسيحي يسعى نحو فهم ناضج، أمَّا حشد الاتهامات الكاذبة، فليس إلَّا عمل جماعات الإرهاب صاحبة منهج التكفير. تُرى لماذا دخلت العدوى إلى الكنيسة وأصبح من يكتب دون إبداء الأسف بأنه يوجد “مطاريد” للكنيسة، ويكتب كما لو كان ما يكتبه هذا خبراً عادياً ناسياً أن الكنيسة هي جماعة الخطاة المدعوين إلى حياة القداسة، وأنها تمدح “أمانة اللص اليمين” يوم الصلبوت وتصرخ مع كل طلبة: “يا رب أرحم”؟"
انتهى الاقتباس
ولست ادري حقيقة من أين أتى الدكتور جورج بهذا اليقين الذي بدأه باستخدام تعبير "لا شك" .. وان كنت أسايره في هذا اليقين – على سبيل المجاز لان للأمر ضوابط وليست بهذا الانفتاح الواسع – إن الخطأ التاريخي او اختلاف التفسير  إن امتزج بأخطاء لاهوتية وعقائدية وفكرية مع الكثير من مهاجمة الكنيسة والآباء تحول الأمر  من مجرد خطأ عادي إلي مسخ يثير الاشمئزاز ويجب الرد على كل حرف مخالف .
 
خاصة وإن كان القائل يرى في نفسه "معلم لاهوتي"
إن الخطأ المفرد وارد .. والتراجع عنه شرف وبركة .. والحوار والاختلاف قام به الآباء القديسين من حوارات ومجادلات آثرت الكنيسة ولكن الغير مقبول هو المسخ .. ونصلي ألا نكون في زمن المسخ.
إن عقوبة الحرمان والقطع لم تكن أبدا آمرا مخالفا للكنيسة في تقليدها وكتابها فبالوحي المقدس يقول بولس الرسول " كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا إن كان احد يبشركم في غير ما قبلتم فليكن اناثيما. " 
 
ولا يخفى على القارئ انه حسب قاموس الكتاب المقدس :
Anathema أناثيما كلمة يونانية معناها "مفرز، أو واقع تحت لعنة" وقد وردت هذه الكلمة اليونانية بمعنى، واقع تحت لعنة، كما هي في نطقها اليوناني في ترجمة فانديك العربية للكتاب المقدس للدلالة على من توّقع عليه اللعنة (1 كو 12 : 3 و16 : 22 وغل 1 : 8 و9) let him be accursed وقد ترجمت نفس الكلمة اليونانية في رو 9 : 3 بلفظ "محروم" وقد وردت هذه الكلمة اليونانية في الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ترجمة للكلمة العبرية "حرم" التي تعني أن شخصًا ما أو شيئًا ما، قد أفرز أو خصص للهلاك (عدد 21 : 3 ويش 6 : 17) أو هي تعني في بعض الأحيان أنه قد كُرِّس لله (لا 27 : 28).
العقوبة و التأديب الكنسي تقع في  إما للإصرار على الاستمرار في الخطية وعدم التوبة عنها أو لاقترافه خطا فادحا بين الجماعة اعثر كثيرين وهنا تكون  العقوبة صونا لباقي الأعضاء أو تهذيبا لباقي الجماعة أو كرادع لعدم التكرار .. هكذا تعلمنا من الآباء
 
تقول الدسقولية في الكتاب الثاني من مجموعه كتب المراسيم الرسولية "وأنت إذا رأيت الذي اخطأ فاغضب غضبا يسيرا ومٌر أن يخرج فإذا خرج فليوبخه الشمامسة ويطلبوه ويمسكون خارج الكنيسة ......."
 ثم يوقع الأسقف العقوبات مع مختلف أنواعها ويستكمل في النهاية قائلا
 " وبعد هذا إذا تابوا نقبلهم إلينا كما يقبل الآباء أبناءهم إليهم"
العودة شرطها التوبة والتراجع .. وليست المناظرة يا دكتور جورج 
وليس غريبا علينا ان نتعامل مع غير المتأدبين وغير السالكين بورع في التعليم المسلم إلينا مره من القديسين إلا كما تقول قوانين القديس باسيليوس الكبير في القانون رقم 33 
" إذا جسر أناس غير المتأدبين وهم في مواضع الشهداء ويجحدون الكنيسة الجامعة وناموسها ولا يريدون أن يكونوا تحت سلطانها فان الكنيسة تفرقهم – تطردهم – كالهراطقه"
ولست في احتياج ان اثبت تطبيق هذا القانون عليك دكتور جورج ويسبق هذا القانون للقديس باسيليوس ايضا في قوانين القديس باسيليوس للحياة المسيحية القانون السابع والعشرين والثامن والعشرين :
27ق  : "لا يجب أن نتشابه من يعادون تعاليم الرب بل نتشبه بالرب وبقدسيته بحسب القوة التي تعطى لنا منه (مت 25 20-28) ، رو 2:12
ق :28 في إننا لا يجب أن نحمل بسهوله وبلا تفكير بواسطة من يدعون الحق ولكن يجب ان نفهم كل واحد بواسطة الإشارات التي تعطى لنا من الكتاب المقدس   مت 7  15-16   ---- يو 13-35     1كو 12:3
لذا فمن حقنا خاصة وانك مدان مجمعيا ألا نتشبه بك وان نزن بميزان الكتاب المقدس والقوانين الكنسية.خاصة وان قوانين الرسل تقول :
"إذا صلى واحد مع مقطوع من الشركة ولو في بيت فليحرم" قانون الرسل 2-8
أي قسيس يزدري بأسقفه ويجمع جماعه  منفصلة  ......فليجرد كمحب للرئاسة مع باقي الاكليريكيين الذين يتبعوه وليحرم العلمانيون وليصر هذا بعد أن يستدعيه الأسقف مرة واثنين أو ثلاثة قانون الرسل 2-22
إذن يا دكتور جورج نحن لسنا تكفيريين أو جهاديين إلا إن كنت ترى في الكنيسة الجامعة بأكملها إنها تكفيرية !!
ولمصطلح (التكفير) هذا قصة ..
في كتاب للدكتور جورج بعنوان القديس اثانسيوس الرسولي في مواجهه التعليم الشائع غير الأرثوذكسي وهو الكتاب الذي اعتقد فيه الدكتور جورج انه يرد على مقال عقيدة الكفارة والفداء مهاجما شخص أبينا الراحل المُصلي لأجلنا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وهاجم فيه نيافة أبينا معلم الأرثوذكسية الأنبا بيشوي أدام الله حياته وكهنوته لنا أثار ضجة في صفحتي 11-12 مهاجما استخدام تعبيرات يراها على حد قوله إسلامية ولا مكان لها في العقيدة المسيحية وكان يقصد تعبير (القصاص)
ومن هذا المنطلق تكون الدعابة أن ينسى الدكتور جورج ما كتبه منذ سنوات قليله ويبدأ سيادته في استخدام نفس التعبيرات التي توصف بنفس الطريقة التي هاجم بها أبطال إيمان العصر الحديث ناسيا  وهو تناقض ليس غريبا على سيادته ولكن الرب دائما مايعلنه لنا حتى يسقط تعليمة ممن خدعوا .
لست ادري عدد من قرأوا مقال الدكتور جورج حبيب وتوقفوا عند وصف غريب جدا للكنيسة فسيادته يرى أن الكنيسة هي :
" الكنيسة هي جماعة الخطاة المدعوين إلى حياة القداسة"
!!!!!!!!!!!!
 
من أين هذا التعريف الغريب للكنيسة يا استاذ اللاهوت !!!!!!!
لقد وصف الكتاب المقدس أعضاء الكنيسة قائلا :
1 -”مؤمنين" ( أعمال14:5)قناة الإيمان التي عن طريقها ندخل ملكوت الله ونستمر في الانتماء إليه في هذه الحياة.
2-” تلاميذ" ( أعمال1:9) يستعمل لأتباع الرب المخلصين الذين يتبعونه ويمارسون تعاليمه في ولاء كامل.
2- "قديسين" (افسس1:1) ويعنى الذين تقدسوا بالاختصاص لله والانفصال عن النجاسة بسبب مركزهم في المسيح.
3- "أخوة"(يعقوب1:2) العلاقة العائلية بين أعضاء عائلة الله كأخوة وأخوات في المسيح.
4- "مسيحيين" (اعمال26:11) أقل الألقاب استخداما ويشير إلى الانتماء إلى المسيح. وكان يستخدمه غير المؤمنين في أزمنة الكتاب المقدس لوصف المؤمنين.
ولم أجد في الكتاب المقدس ما وصف الكنيسة وأعضائها بأنهم (جماعه الخطاة)
لقد افسد الدكتور جورج حبيب بباوي في ظل حماسته للكتابة والهجوم الفرق بين تعريف جماعه الكنيسة وبين عمل الكنيسة
فإن كان عمل الكنيسة هو دعوه الخطاة للتوبة
حتى إذا ما تابوا
صاروا جسدا فعالا في حياة الشركة
لذا فإن الاستشهاد باللص اليمين والذي أوردة سيادته قائلا: 
"، وأنها تمدح “أمانة اللص اليمين” يوم الصلبوت وتصرخ مع كل طلبة: “يا رب أرحم”؟"
هو اكبر دليل على هذا الأمر
لقد تاب وعاد اللص اليمين لمعرفه الحق وقبل المسيح وعمل وكان له الجهاد فاستحق التكريم
فسلنا نكرم اللص اليمين لأنه لص يا دكتور اللاهوت ولكن لأنه عاد فتاب وإلا لأكرمنا اللص الأخر أيضا !! .. ومن هنا لا يعاد يدعى خاطئا بل تائبا
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم :
"شرف عظيم ومحبة بشرية سامية وتحنن فائق الوصف الدخول مع السيد لأنه أعظم وأمجد من الدخول إلى الفردوس. فسلني ما هذا؟ ماذا فعل اللص حتى استحق الفردوس بغتة وهو على الصليب؟ أتريد أن أشرح لك باختصار وأريك صلاح اللص؟ حكمة اللص أنه ارتفع من الصليب إلى السماء بغتة، تأمل كيف أنه تمم قانون الرسل. لم يهتم بنفسه فقط بل عمل كل الوسائط على قدر استطاعته كي ينقذ غيره أي لص اليسار من الضلال ويرشده إلى طريق الحق لأنه يقول: ألا تخاف أنت الله؟ ثم يردف: وأنت تحت هذا الحكم بعينه؟ (لو4:23) تأمل بهذا الاعتراف الصريح!لهذا قال للص اليسار: قبل أن توجه إلى المسيح شتائمك وجهها إلى ذاتك! لأن الأشرار يجب أن يدينوا أنفسهم قبل أن يدينوا غيرهم. ألا ترى اعترافه الحقيقي على الصليب؟ أريت كيف غسل إثمه وتمم أمر النبي القائل: "ذكرني فنتحاكم معاً وأخبر أنت لتتزكى" (أشعيا26:43) لم يجبره أحد على الاعتراف ولم يؤاخذ من آخر بل آخذ نفسه. ولذلك لم يؤاخذ من أحد فيما بعد. إنه سبق وأدان نفسه مؤنباً إياها وقال: "أما نحن فبعدل لأننا نستحق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئاً في غير محله" وبعد هذا الكلام يجب أن يقدم طلبه: "اذكرني يا سيد متى أتيت في ملكوتك" لم يجسر اللص سابقاً أن يقول "اذكرني" لكنه طهر نفسه أولاً من أدران الخطيئة ثم برر ذاته بحكمه علة نفسه. وبذلك طرح خطاياه كلها. "
ويؤكد القمص تادرس يعقوب في كتاب " الكنيسة بيت الله"  يقول (في الكنيسة يجتمع السيد المسيح بأعضاء جسده ليمارس عمله الإلهي الخلاصي في حياتهم وذلك بفعل الروح القدس الذي يشكل حياتهم الجديدة كجماعه مقدسة حية وفعاله تحمل سمات رأسها دون أن تفقد ملامحها البشرية"
من قائمة طويلة رسمية وفقا لقرار المجمع المقدس حملت أخطاء الدكتور جورج التي أدين بسببها وصلت إلي  33   خطأ  بدأ الدكتور بباوي حديثه  ودفاعه من  الخطأ رقم 20 ولست ادري هل هذا اعتراف بالباقي أم إن لها عوده !!
لكن بالتأكيد لي عودة لاستكمال الرد عن دفاع جورج حبيب بباوي عن فكرة أيهما أقدس الإنسان أم مياه المعمودية.
يتبع

مدرس الرد على الشبهات
معهد دراسات الكتاب المقدس شبرا الخيمة

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter