الأقباط متحدون - ماذا دهاكَ يا قلبي ؟
أخر تحديث ١٧:٠٦ | السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣٣٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

ماذا دهاكَ يا قلبي ؟

بقلم :  زهير دعيم

ماذا أصابكَ وأنت الذي كنت تتأرجح على "حبال الهوى في بيروت"، وتركض خلف الوهم والأنثى والمعاصي ؟!

ماذا أصابك وأنت الذي شدّني إلى حيث أريد أو لا أريد ، وغرزني في تربة الوحل والذنوب...

ماذا دهاكَ قل لي !!!حتّى بِتَّ تنفر من كلّ إثمٍ ، وتهرب من كلّ خطيّة ، وتتألم لكلّ ظلم وشرٍّ وشبه شرّ...

من الذي بدَّلكَ واستبدلك؟!
مَن الذي غيَّر دواخلك وأعماقك وكينونتك ؟   أم تُرى استبدلتَ وأنا لا أدري!!.
  أتذكرُ يا قلبي يوم كان قلمي يُغنّي ويتغزّل ويرسم الشّهوة بالكلمات والألوان والقصائد ، ويروح يتسلّق الشهوات ويقفز خلف الحُبَ الحرام ، والثمر الحرام ، والليالي الحمراء ، والقصص القافزة ؟!
  كنت آنذاك تضحك ملء فيكَ ، وتخفق فرحًا ، وترقص على إيقاع الرذيلة وتنتشي !!

   أوّاه منك أيّها الجديد، الخفّاق بين أضلعي ، السّاجد في محراب ألإله ، الراكع في مروج القداسة ، والراكض خلف مزمورٍ وترنيمة.

  أوّاه منك يا من عذّبتني وسرقتني من ذاتي ، ورميتني أكثر من مرّة في يمٍّ من الشّكوك والكرامة المهدورة ، تعود اليوم فتحييني ، وتغسلني ، وتُعطّرني بعطرٍ أزليّ ، أريجه محبّة ، وفكره قداسة.
  حاولت أكثر من مرّة يا قلبي الجديد أن أعودَ إلى ماضيَّ ، أن أعود إلى الذكرى ، والى القصائد القافزة ، والقصص الحمراء والشِّعر المُلوّن ، فوجدتُ منك صدًّا ورفضًا ، وأعلنتَ أنّ الماضي قد مات وطواه الزّمن ، وأنّ الجديد هو الباقي ، هو الحياة ، وهو الربح والنصيب الصّالح .

    قلبي الجديد ما أجملَك وأنت تحتضن الصّليب ، وتُعانق الرّوح ، وتتألم مع كلّ متألم ، وتفرح مع الفرحينَ ، وتبكي مع الباكين .

  قلبي الجديد ما أروعك وأنت تنتفض لكلّ خطيّة وتقول ..لا...لا ..

  قلبي الجديد ما أحلاك وأنت تنام مُطمئنًا ، مرتاح الضّمير ، تتكئ على صدرٍ يتسعُ الدُّنيا والبشرية ، وقد ذاق حلاوته يوحنا الحبيب فغرّد ورنمّ .
 
قلبي الجديد فِضْ محبّةً وأعط قلمي أن يصول ويجول ويرسم يسوع في كلّ قصيدة ، وفي قلب كلّ فكرة ، وفي فجر كل خاطرة ..

  قلبي الجديد ارقص فرحًا ولا تخشَ شيئًا ، وانطلق سابحًا في مدارات العَالَم ، وفتّش عن كلّ قلب عتيق يتوق إلى الانفلات والحريّة ، فبلسمه بترنيمة وأرّجه بقصة .

  قلبي الجديد ، قلمي يأبى إلا أن يأخذ مِدادًا منكَ ، ومن حناياكَ ، ومن تجديدك  ويرسم ذاك الذي ملأ الدُّنيا ، يرسمه إلهًا وربًّا وسيّدًا، يُغطّي نورُهُ الشّمس ، وجمالُه الأفلاك ، ومحبته المحيطات .


قلبي الجديد!!!  غنِّ يسوع وكفى  ، ففيه الكفاية ، وفيه الشَّبَع ، وفيه الحياة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter