الاب رفيق جريش | الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ -
٣٨:
٠٢ م +02:00 EET
الاب رفيق جريش
مساء الأحد الماضي فاجأتنا إحدى القنوات الخاصة المحترمة بلقاء مع أحد الشباب "الملحد " مع مذيعة قديرة ورغم أنني بطبيعة الحال لست ملحداً أو محباً للإلحاد لأنني مؤمن وأرى عمل الله في كل ما خلقه وقمة عمل يديه هو الإنسان ومن هذا المنطلق نحن جميعاً إخوة في الإنسانية ولذا علينا أن نحترم بعضنا البعض مهما كان دين أو لون أو جنس أو فكر أخي الإنسان الآخر ولذا الأسلوب الذي قُدم به البرنامج أزعجني وأزعج أناساً كثيرين ليسوا ملحدين ولا كافرين.
فأولاً لم تعط المذيعة القديرة الفرصة الكافية لهذا الشاب أن يعبر عن آرائه فمارست عليه إرهاباً فكرياً بمقاطعتها المستمرة له ومهاجمتها المتواصلة والتي لايمت بصلة بالأسلوب التربوي الصحيح ، كما ضغطت عليه بوابل الإتصالات التليفونية إضافة لضيفها التي مارست على هذا الشاب التهديد تارة باسم القانون وتارة باسم الدين واخيراً الاتصال بوالدة الشاب كإننا في مدرسة إبتدائية لمزيد من الإحراج والتنكيل به .
وأتساءل : هل كان اللقاء حقاً للتعرف على أفكارالشاب ودراسة الحالة الجديدة التي تظهر في المجتمع حالياً أم لممارسة القهر عليه ؟ هل بإحراج الشاب يا سيدتي تقوم دعوتك لهدايته إلى الطريق المستقيم ؟ لماذا لم تتعمقي في معرفة أسباب ظهور تلك الأفكار في المجتمع وما وراء ظهورها ؟ لذا ما قاله الشيخ إبراهيم في آخر البرنامج هو عين الصواب عندما اعترف أن المؤسسة الدينية لم تعد تقوم بواجبها الدعوي نحو شبابها وأصبحت الإمامة وظيفة ؟
ما عاشته مصر في السنوات الأخيرة هو غياب للدور الدعوي للعلماء ورجال الدين . فالشباب الباحث عن الحقيقة قد ينجرف نحو أفكار غريبة وواجبنا نحن الكبار لا أن نمارس عليهم الضغط والإرهاب الفكري والإهانة بل نقتدي بالأنبياء الذين قامت رسالتهم ودعوتهم على الموعظة الحسنة واحترام أراء الأخرين .
برغم أنني لا أوافق هذا الشاب الملحد آرائه إلا أني أحييه على أدبه وصبره ، وأقول لهذه المذيعة القديرة المحترمة " جانبك الصواب " وليس بهذه الطريقة تدار تلك الموضوعات ، وأقترح عليك أن تعيدي فتح الموضوع مرة أخرى وضرورة الإستعانة بتربويين لإعداد للحلقة إعداداً جيداً ومفيداً ولتظهري احترامك لجمهورك الذي انزعج جداً من إدارتك للحلقة مع الملحد
نقلا عن صدي البلد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع