الأقباط متحدون - أخطاء مرسي وجرائم السيسي
أخر تحديث ١١:٥٣ | الاربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٣٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

أخطاء مرسي وجرائم السيسي

بقلم : مينا ملاك  عازر

 

من البديهي أن حضرتك تعرف جيداً الفرق الشاسع بين الخطأ والجريمة، الخطأ يمكن الاعتذار عنه ويمكن الغفران حياله أما الجريمة فمهما اعتذرت فلا مناص من العقاب، فاعتذارك لا محل له لكنني أثق في أنك لو كنت تجلس في مدرجات رابعة لا تعرف الفرق الحقيقي بين مرسي والسيسي، وبين ما فعله هذا وما فعله ذاك، إذ أن ما يراه الجالسين بتلك المدرجات أخطاء مرسي وجرائم السيسي.

تبدأ جرائم السيسي حين انقلب على الشرعية وعزل مرسي ووضعه تحت الإقامة الجبرية ثم تمتد لفض اعتصام الحرس الجمهوري حيث المذبحة التي قام بها رجاله في معتصمين راكعين، ولو مددت الخط على استقامته سيصل بك إلى فض اعتصام النهضة ورابعة حيث بحار الدم التي سالت من المعتصمين السلميين، وتستطيع أن تستمر في طريقك هذا لتصل لما فعله السيسي ورجاله في كرداسة، لا ليس في رجال قسم كرداسة فهذا الذي حدث برجال قسم كرداسة لا يزد عن كونه خطأ يمكن الاعتذار عنه وغفرانه لكن ما أقصده هو اقتحام كرداسة معقل الديمقراطية والتي استخلصها رجال الشرعية من بين براثن الانقلابيين ليُحيوا فيها حكمهم الديمقراطي آملين أن تكون البذرة التي تطرح مصر جديدة، مصر بلا جرائم بأخطاء فقط، نسيت أن أقول لحضرتك أنه سبق للسيسي قبل اقتحام رجاله كرداسة أنه ارتكب جريمة كبرى في دلجا، لا أقصد ما فعل بكنائسها وبقسمها وبمسيحييها، فهذا أيضاً قد نعتبره خطأ من رجال مرسي- المخطئ -الباحثين عن واحة للديمقراطية لكي يشقوا منها سبيلاً لإعادة الشرعية، قد يكونوا قتلوا وسحلوا وسرقوا وحرقوا كنائس ومسيحيين لكن هذا فقط خطأ لا يقارن بالدموية التي لاقوها من رجال السيسي.
 
حضرتك تعلم تماماً أن من أتى بالمجرم السيسي لمنصبه هو المخطئ مرسي الذي لم يعرف الرجل ولم يعرف أن السيسي بهذه الدموية يفض الاعتصامات بكل جراءة ودموية، كما أن مرسي لم يكن يعرف أن السيسي لن يرضيه أخطاءه ، ويثور لشعبه الرافض هو الآخر لتلك الأخطاء، صحيح هي أخطاء لكنها لم تكن تستحق كل ما فعله الشعب ومن بعده السيسي، فاإيه يعني مذبحتين أمام أسوار قصر مرسي بالاتحادية، ومذبحة ببورسعيد، إيه يعني تقديم سيناء هدية لإخوانه المسلحين بغزة، وحلايب وشلاتين لامتداده بالنظام الفاشل بالسودان، كل هذه أخطاء، ولوكان قد خرج مرسي واعتذر عنها أو حتى لم يعتذر قد ينساها الشعب، فدماء المصريين رخيصة بعكس دماء رجال مرسي غالية، إيه يعني مذبحة في محمد محمود؟! إيه يعني شبابا على شاكلة جيكا ومحمد الجندي وكريستي قتلتهم نفس الشرطة الظالمة التي يستخدمها الآن السيسي في مذابحه للمسالمين في سيناء اللذين يستخدمون السلاح لتسليك أسنانهم، ولايقصدون قتل ولا ترهيب المواطنين بشمال سيناء الذي صار بها السلاح من الكماليات لقتل رجال الشرطة وتفجيرهم انتقاماً لرجال مرسي.

 
هل رأيت عزيزي القارئ، كيف أن مرسي أخطأ والسيسي أجرم؟ هل رأيت كيف يرى الجالسين بمدرجات النهضة ورابعة الصورة؟ مع أنك لو عدلت الصورة لرأيت أن مرسي مجرم وجاسوس وما فعله السيسي هو إنقاذ لمصر وإن ما جرى منه ومن رجاله ومن رجال الشرطة لا يزد عن كونه ذلك العنف الذي ولده عنف رجال مرسي، غير أنه عنف أكثر حرفية فقد سبقه تحذيرات ومناشدات بفض الاعتصام، أسمعك أيها الإخواني وأنت تقول أنكم أيضاً حذرتم قبل ما فعلتموه حيث حذرتمونا من أنكم ستحرقون البلد لو عزلنا مرسي، ولو فضينا اعتصامكم، ولهذا فنحن نتحمل جراء قرارنا رغم تحذيركم، ولم نتكلم ونقول آه، وعليكم أنتم أن تتحملوا ولا تقولوا آه، فلقد اتخذتم قراركم رغم تحذيرنا لكم بضرورة رحيل جاسوسكم وخائنكم، وفض اعتصامكم فلما لاتعدوا ما يفعله السيسي إلا رد فعل لفعلكم، السيسي بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا تلوموا إلا أنفسكم ومن غرر بكم.
المختصر المفيد المصيبة أن حقيقة الإخوان التي يظهرونها هي حقيقة تعيش على الخداع.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter