وللأسف يا حمادة أن الكلام الحلمنتيشى ليس مثل الشعر الحلمنتيشى.. فهو ليس دمه خفيفا وذا مغزى مثل الشعر الحلمنتيشى، فالكلام الحلمنتيشى هو ما نسمعه هذه الأيام يصدر عن ناس مسؤولة لكنه كلام تيكيلم تيكيلم مايدخلش دماغك.. ولو دخل ما يثبتش.. ولو ثبت ما يقعدش.. ولو قعد ما يتعقلش.. هو ده بقى يا حمادة الكلام الحلمنتيشى.. عندك مثلا القرار النكتة الذى قرره مجلس الوزراء بتشريع قانون لحماية تصرفات الوزراء الصادرة بحسن نية!.. يا صلاة النبى!!.. يعنى عايزين يتحصنوا.. وأم المتحصن ترش الملح سبع مرات!.. و لست أدرى لماذا أشم رائحة الوزراء الطابور الخامس فى هذا القرار.. بالطبع هم الوحيدون المستفيدون منه.. وبالتالى عندما تتنحرر سيادتك وترفع قضية على من يطالب بالمصالحة تجد هذا القانون فى وجهك بيقولك إن المطالبة تمت بحسن نية.. وعندما تأخذك الوطنية وترفع قضية على من يتخاذل فى إعلان الإخوان جماعة إرهابية تجد هذا القانون فاتح لك صدره وبيقولك إن هذا ليس تخاذلا بس احنا بنتكسف!.. والغريب يا أخى ليس فقط التجرؤ على التفكير فى هذا القانون بل الأغرب هو الإصرار عليه بعد اعتراض السياسيين عليه، فإذا بمجلس الوزراء يصدر بيانا خائبا يدافع فيه عن القانون بدلا من استشعار الخجل!!.. ومش عارفة ليه يا أخى أرى فى هذا القانون التفافا على إلغاء الحبس فى قضايا النشر! هو مين غيرنا يا حمادة اللى بيزمجر للوزراء لمَا يتعوجوا؟.. ويقولك بمنتهى الخيابة إن هذا القانون الغرض منه إزالة الخوف والقلق لدى الوزراء عند اتخاذ القرارات الإدارية ويضطروا يضعوا برقع على وشهم وكده!.. وكأننا المفروض نحمى الوزراء المرتعشين الخائبين بدلا من إقالتهم!!.. العقل يقول أن يتم سد ثغرات القوانين الحالية والتى يمكن على أثرها أن يزج بمسؤولين أبرياء فى السجن، لكن هذا القرار المسموم يمهد لحماية الفساد ويؤكد أن هذه الحكومة لازم تمشى النهارده قبل بكرة!.. وكما يوجد كلام حلمنتيشى هناك أيضا شغل حلمنتيشى.. مثل ما يحدث داخل لجنة الدستور!.. لقد ظللت صامتة أراقب الموقف وأمسك نفسى عن الانتقاد وأقول بكرة يعقلوا... لكن واضح إن مفيش فايدة وما بدِهاش بقى يا حمادة.. يا بتوع لجنة الدستور، سواء كنتم من الأساسيين أو من الاحتياطيين: أنتم جميعا أساتذتى وعلى عينى ورأسى وأنحنى لقاماتكم ووطنيتكم، لكن بجد، الله يكسفكم زى ما كسفتونا!!.. لست أفهم لماذا يمنع الاحتياطيون من حضور جلسات التصويت؟.. هل مثلا لأنهم من إسرائيل؟!.. وأيهما الأهم، الحفاظ على اللائحة أم الحفاظ على تماسك اللجنة؟.. وبأمارة إيه تتعمدون إهانة الاحتياطيين وجميعهم يماثلونكم أو يفوقونكم مكانة وقدرا؟!.. ما هذا التعنت والعجرفة الجوفاء؟!.. و أنتم أيها الاحتياطيون، أوافقكم أن ما حدث معكم هو حركة بلدى والإصرار عليها جلافة، لكن ألا تستحق مصر منكم إنكم تيجوا على نفسكم شوية وتتجاوزوا محاولات الشقاق؟!!.. خلاص يعنى أهينت الذات العليا؟!!.. ده ولا شغل مدارس البنات!!.. وكمان هترفعوا قضايا؟.. أليس لديكم الحد الأدنى من الذكاء لتتوقعوا عاقبة رفع هذه القضايا؟.. هل تريدون نسف الدستور الناتج؟.. يعنى هى الحكاية فيها لاخفيها؟!!.... للأسف الفريقان إلا قليلا لا يحملان أى تقدير لقداسة المهمة التى يقومون بها !.. الفريقان إلا قليلا لا يرون إلا أنفسهم ولا يعبدون، ويغرقون فى الأنانية والعجرفة والكبر والتعالى!.. دى الخلايا النايمة ما تعملش أحسن من كده!!.. وتضيِعون الوقت فى عمل تربيطات وتصفية حسابات، إيه الكلام الفارغ ده؟! مش باقولك يا حمادة مدرسة بنات!!.. وخلى بالك يا حمادة أن معظم مثيرى المشاكل فى اللجنة هم أيضا جبهة الإنقاذ!!.. ثم لماذا يجتمع عمرو موسى مع حزب النور بمفرده فى غرفة مغلقة؟.. ده على أساس أن مندوبى الأزهر والكنيسة من كفار قريش؟.. أم لأنه هيتكلم معاهم كلام عيب؟!.. عمرو موسى لا يتعلم أبدا من دروس الماضى! ونسى أنه لا يناله من الاجتماعات المغلقة إلا الاتهامات بعقد الصفقات الشخصية.. مش معقول يا سيد عمرو أن أنتقدك كل كام مقالة كده! هو أنا ليس ورايا غيرك؟!.. يا بتوع لجنة الدستور أرجوكم، ركزوا فى مهمتكم المقدسة وبطَّلوا شغل البنات ده!
نقلا عن المصري اليوم