الأقباط متحدون - كارثة أقباط مصر!!
أخر تحديث ١٩:٤٠ | الاربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٣٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

كارثة أقباط مصر!!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ناجى وليم

أكتب هذا المقال وكلى حسرة على ما وصل الية حال الاقباط فى مصر من وضع كارثى ينذر بوقوع كارثة فى القريب العاجل .  ويؤكد  بما لا يدع مجالا للشك ان هناك  خطة ممنهجة فى تهميش الاقباط و هذة الخطة تسير على قدم وساق سواء كان الاخوان فى الحكم او كانوا فى السجون . وكأنه مكتوب على الاقباط ان يستمروا فى دفع الثمن فى كل العصور والازمان !
عندما صعد الاخوان للحكم كفر الاقباط بدستور الاخوان وقالوا إلا دستور الاخوانى محمد مرسي وتنفس الاقباط الصعدا عندما قامت ثورة 30 يونيو وأستبشروا خيرا مع قدوم ثورة شعبية اطاحت بحلم الاخوان والسلفيين وكانت الخطوات الاولى لثورة 30 يونيو كتابة دستور مدنى يحفظ للاقباط حقوقهم المغتصة طوال اكثر من قرن من نصف قرن .
ثم كانت الطامة الكبري أن احمد طلع اخو الحاج أحمد فكتب الدستور بطريقة أشبة بأعادة صياغة لأهداف ورؤي السلفيين ناهيك عن وجود الاقباط فى مصر وهو ما عبر عنه ممثل الكنيسة القبطية نيافة الانبا بولا فى خطابه لعمرو موسي والذى عبر فيه عن احساسه العميق بالخوف والهلع من هول الكارثة .

وكانت عدة مجموعات من النشطاء الاقباط قد خرجت لمقابلة عمرو موسي  مجموعة تلو الاخرى للحصول على وعد بتحديد كوتة للاقباط فى الدستور تضمن تمثيلهم تمثيلا عادلا بعيدا عن سياسة التهمش والاقصاء التى ظلت لسنوات هذا عددها والحقيقة ان السيد عمرو موسي وعد الجميع دون أستثناء بأحقية الاقباط فى وجود كوتة !!تضمن تمثيلهم وقال بالحرف الواحد على قناة سي بس سي الفضائية ان يطالب بكوتة للاقباط فى لجنة الخمسين وهنا استبشر الأقباط خيرا واعتقدوا ان الشمس تقف خلق الغيوم وان الليل الذى طال ظلامه كاد ان ينقشع وان حلم الاقباط فى تمثيلهم بخمسين مقعد فى البرلمان يكاد أن  يكون على الابواب بدلا من اولئك الذين استاجرتهم الحكومة لتمثيل الاقباط تحت قبة البرلمان للدفاع عن تصرفات الحكومة حتى ولو وصل الأمر الى هدم وحرق الكنائس وخطف القاصرات .

ومع اقتراب لجنة الخمسين من الانتهاء من صياغة دستور جماعة السلفيين عقد عمرو موسي موتمرا صحفيا بصحبة محمد سلماوى وسامح عاشور وعندما بادرنا بسؤاله  عن كوتة الاقباط التى وعد بها الاقباط كانت الاجابة الكارثية انه طرح الفكرة على أغلب اعضاء لجنة الخمسين وقد قوبلت الفكرة بالرفض القاطع !!

يا خبر أسود .. فقد كان لنا أن نعود الى مربع الصفر بعد سلسلة من المؤتمرات والحوارات واللقاءات التى أتسم معظمها بالخداع والتخدير والمسكنات حتى قاربت اللحنة على الانتهاء من الدستور  !
أنعود لنقول مرة اخرى دستور الاخوان كان هو الأسوأ ؟! و أما دستور ثورة  30 يونيو كان هو الافضل ؟!كلاهما وجهان لعملة واحدة وهو ما يؤكد أن منهج الأقصاء واحد تحكمه مرجعية واحدة هى تهميش الاقباط  وان اختلف المسميات والاشخاص فكلاهما يهدف لمزيد من التهميش للأقباط بعد أن  كانوا ولا زالوا هم وكنائسهم  وشبابهم وبناتهم هم وقود الثورة !!
ماحدث من عمرو موسي وسامح عاشور و محمد سلماوى لم يكن بجديد ولم يحمل اى قدرا من المفاجاة الغير متوقعة ! ولكن الكارثة الكبرى كانت فى الاقباط أنفسهم الذين خرجوا يتناحروا على شاشة الفضائيات ما بين مؤيد لفكرة الكوتة وهم يمثلون الغالبية العظمى من تعداد الاقباط البالغ عددهم سبعة عشر مليون قبطى وبين فئة لا يتجاوز عددها عدد اصابع اليد الواحدة ولكنهم يجيدوا الأتصال بالفضائيات والاعلام لدرجة الهوس فشكلوا من بعضهم فريقا غير مرغوب فيه للحديث باسم الاقباط عن رفض فكرة الكوتة !!
وكانت هذة هى الطامة الكبرى حيث انقسم الاقباط مابين فريق يدافع عن الكوتة يصل تعداده الى عدة ملايين وفريق اخر مكروه ومنبوذ ومشبوه يرفض الكوتة ولكنة يجيد الاتصال بالفضائيات فاصبحت جميع قنوات التلفزيون مفتوحة امامه لينفث افكاره المشبوه  ضد الكوتة  وكأنه مكتوب على الاقباط ان يعيشوا تحت  رحمة
جيل اخر يعبر عنهم بالقوة ودون أختيارهم !.
لقد شاهدت منذ عدة ايام احدى حلقات الفضائيات والتى استعان فيها المذيع باربعة اقباط أثنين مدافعين عن الكوتة التى تعبر عن راى الملايين داخل وخارج مصر من الاقباط الاحرار  واثنين اخرين غير مرغوب فيهما ولا يعبران الا عن انفسهما لدرجة ان أحدهم فجر مفاجاة من العيار الثقيل عندما قال بالحرف الواحد انه يفخر أن يدافع عنه شخص غير مسيحى بدلا أن يتولى الدفاع عن مطالبه شخص مسيحى !! هل معقول وصلنا الى هذة الدرجة من الهوان  والضعف وأنعدام الثقة رغم أننا مصدر ألهام البشرية !!
نعم نعم نحن مصدر الهام البشرية أليس هو القائل أنتم ملح الأرض , أنتم نور العالم.  وأبواب الجحيم لا تقوى عليها فكيف بعد كل هذة الوعود التى لا تقدر بثمن نستجدى عطف البشرالذين لا حول لهم ولا قوة  ؟!
المهم ان جميع قنوات الفضائيات حريصة كل الحرص أن تبدو الصورة للراى العام المصرى والعالمى   وكأن هناك حالة انقسام مابين الاقباط أنفسهم عن وضع الكوتة فى حين كان المفروض ان تخرج  ملايين الاقباط من حول العالم  لتجرى اتصالا بالبرنامج لتفضح هذة القلة التى تسئ لملايين الاقباط  على الهواء مباشرة ! .
بأختصار شديد ان لم ينص الدستور الجديد على كوتة للاقباط تضمن حقوقه وحقهم فى اختيار من يمثلهم بالقدر الذى يتناسب من تعدادهم الذى يبلغ سبعة عشر مليون ( خمسين مقعد ) فهذا معناه استمرار تهميش الاقباط لخمسين سنة قادمة !!
ولا عزاء للاقباط  !!
والويل لكل المنافقين !!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter