الأقباط متحدون - هل 30 يونيو أم ننتظر آخر؟
أخر تحديث ٢٣:٠٤ | الخميس ١٤ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٠١٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

هل 30 يونيو أم ننتظر آخر؟

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه
د. رأفت فهيم جندى
  
امى الحبيبة
اكتب اليك هذا وانت تظنى اننا فى ارض الشتات ولكنى اقول لك انها ليست كذلك، فانت تعرفين اننا بعد ان كبرنا لا نستطيع دائما ان نعيش فى نفس المنزل الذى نشأنا به، بل كل منا يذهب يبحث عن معيشته فى المكان الذى يدبره له الرب الإله. 
 
كنت وانا صغير اراقب تصرفات القطة الام التى ما يكاد صغارها ان يكبروا حتى تكشر لهم عن انيابها لكى يذهبوا بعيداعنها ، ظننت بعدها انك تفعلين مثلها فذهبت لكى لا تنالنى مخالبك، ولم ادرك وقتها انك  مغلوبة على امرك مثلى. 
 
لم نفترق عنك بل تابعنا اخبارك اولا باول، كنا احيانا ننسى اننا نعيش بعيدا بعيدا فى المسافات، وعندما اعلنوا حظر التجوال كنا احيانا ناتى مسرعين لكى نصل للمنزل قبل ميعاد الحظر ناسين انه يفصلنا المحيطات. 
 
فرحنا اولا بجلاء غمة عصابة مبارك، وفرحنا ثانية بتبدد مرارة الاخوان، ولكن بعد كل فرحة تنتابنا غصة! فلا زلنا نذكر التعبير المصرى المتوارث منذ آلاف السنين االذى ياتى كلما ضحكنا من اعماقنا "اللهم اجعله خير" فكما طفى الاخوان الفرحة الأولى يكاد السلفيون ان يطفئوا زوال الغمة الأخوانية.
 
وابناؤك الاوفياء يلهثون كل على مصلحته! من نظن انه موسى يظهر لنا انه فرعون! ومن يقدم لنا نفسه انه سلماوى ربما نكتشف انه حرباوى! ومن يقول انه كبير المحامين ربما نجده كبير الجلادين! ومن يظهر لنا انه يضحى يبطن على كرامة نفسه وعلو شأنه حتى ولوعلى حساب الآخرين! 
 
كيف يا امى ربيت فيهم هذا وانت كنت اكبر من الحضارة نفسها؟ حتى بعض الاشقاء جدا كانوا اكثر خساسة واغتابونا عندما ظنوا ان الفرصة متاحة لهم لكى يكبروا فصغروا! 
 
ماذا تقولين يا امى؟ صوتك خافت ولا اسمعك! 
 
فهمت اشارتك..... ليس ذنبك ولكنها خطيئة آدم التى ادخلها فى الفكر والدم البشرى  
ولكن لماذا يا امى حتى فى بعض من من مسح هذه الخطيئة فى دم المسيح ؟
فهمتك يا امى هؤلاء ليسوا منا، لانهم لو كانوا منا لبقيوا معنا!
 
ولكننا لسنا وحدنا فلقد ابقى ابى 30 مليون ركبة لم يسجدوا لبعل السلطة.  
رجاء يا امى لا تجعلى هؤلاء الخمسين يعيدون صياغة المؤامرة الامريكية لكى يفسدوا فرحتنا مرة اخرى بمرارة السلفيين، ونحن لسنا فى ارض الشتات لأننا فى كل الازقة والحارات، وما زلنا فى كل زنقة زنقة ننتظر الفكاك، فهل 30 يونيو هى المنقذ ام  ننتظر آخر. 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter