عظة جديدة تقدمها لنا الكرازة فى هذا العدد لقداسة البابا تواضروس ضمن سلسلة عظاته الخمس خبزات والسمكتين وهى الخبزة الثالثة التوبة ..خطوة حب نحو المسيح ، فقد تحدث من قبل عن الخبزة الأولى وهى الكتاب المقدس رسالة حب والخبزة الثانية هى الصلاة لقاء حب ، اما عن الخبزة الثالثة فيحدثنا قداسته قائلا ان خطيئة الإنسان أقامت جدارا فاصلا بينه وبين الله وهى الكارثة الوحيدة فى حياة البشرية ، كما أن الخطيئة جعلت الإنسان يموت موتا روحيا فهو يعيش ولكن ميت روحيا ، كما أن الخطيئة تجعل الإنسان يقف فى يوم الدينونة ويقول للجبال اسقطى علينا ، الإنسان الذى يعيش فى الخطيئة يصير من جوع الى جوع ومن تعب الى تعب إحساس الجوع الجسدى هو أقرب تشبيه لإحساس الجوع الروحى الذى يعيشه الإنسان الخاطىء.  
                       

يقدم لنا قداسته روشتة لعلاجنا من الخطيئة مسترشدا بقول القديس اغسطينوس "فتشت عنك كثيرا أيها الجمال غير المرئى وأخيرا وجدتك فى قلبى" هذه هى التوبة أن يأتى الإنسان بإرادته الى شخص ربنا يسوع المسيح راكعا وباكيا ومقرا بخطاياه وهناك المزمور الخمسين عنوانا للتوبة "ارحمنى " الذى قاله دواد بدموع التوبة ، ايضا فى العهد الجديد يوجد الإصحاح 15 من إنجيل معلمنا لوقا نسميه أصحاح التوبة الذى يتحدث عن الابن الضال الذى فقد كل شىء فى حياته إلا شيئا واحدا وهو الرجاء ، فالتوبة هى أن يبدأ الإنسان مع نفسه يقر بخطاياه .              
                                     

يستكمل قداسته روشتة العلاج قائلا إذا أردت التوبة اعرف أن نفسك غالية جدا أمام الله وإعلم أن مسيحك يمد يده على عود الصليب وينتظر إن يقيمك ، فقد مات المسيح على الصليب وذراعاه مفتوحتان كأنه يدعو كل إنسان الى التوبة ، باب التوبة دائما مفتوح لا يغلقه إلا موت الإنسان والله يعطى أكثر من فرصة وطوبى لمن يمسك بهذه الفرصة ، وأحيانا يعطى الله الفرصة حتى فى آخر أيام حياة الإنسان وأحيانا فى الساعات الأخيرة فى حياته مثل اللص اليمين الذى نقول عنه إنه "سرق الملكوت" لأنه انتهز الفرصة ولم يضيعها  منه ، الفرص التى يمنحها الله للإنسان لا حصر لها والمجتهد هو الذى يمسك هذة الفرصة ويقدم من خلالها التوبة .                                                  
 

يا من تريد أن تتوب اعرف أن قلب الله متسع جدا هو ينتظر توبتك ، اعلم أن الله يستطيع أن يمحو خطاياك السابقة كلها، هكذا يقول قداسة البابا تواضروس.