الشارقة / علاء عمران
ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، استضاف "ملتقى الكتاب" ندوة بعنوان "المرأة في الثقافات الأخرى، شاركت فيها الكاتبة والدبلوماسية الأمريكية باتريشيا مكاردل، مؤلفة رواية "Farishta" التي تدور حول معاناة النساء في أفغانستان، والكاتبة المصرية المقيمة في كندا، شيرين الفقي، مؤلفة الكتاب المثير للجدل "Sex and the Citadel" الذي يتناول الجنس في مصر بشكل خاص، والوطن العربي عموماً، وأدارت الندوة بيا أندرسون.
وقالت مكاردل التي فازت روايتها بجائزة أدبية كبرى في الولايات المتحدة عام 2010، أنها اعتمدت في كتابة هذا العمل على مشاهداتها لواقع الحياة اليومية للنساء الأفغانيات أثناء عملها بوظيفة دبلوماسية لمدة ثلاث سنوات في كابول، وجاء تأليف الرواية نتيجة رغبتها في تقديم هذه المشاهدات في شكل عمل روائي يركز على قدرة المرأة الأفغانية على مواجهة ظروف الحياة الصعبة، والتي تُجبر فيها النساء هناك على جلب الماء من أمكنة بعيدة، إضافة إلى الطهي باستخدام الحطب.
وأشارت إلى أن المرأة في الثقافة الأفغانية تتولى غالباً مسؤوليات أسرتها بالكامل حين يغيب الرجل في السفر الطويل عبر البر، أو للمشاركة في القتال المتواصل، حيث تستغرق هذه الأسفار أحياناً عدة أسابيع، وتصبح المرأة عندها ملزمة بتولي كافة مهام زوجها، فتصبح أماً وأباً في نفس الوقت، وتنسى نفسها وسط ظروف الحياة الصعبة هناك. مضيفة أن من أجمل الدروس التي تعلّمتها خلال إقامتها في أفغانستان هي استخدام الطاقة الشمسية في مراحل معينة من الطهي، وهو ما يجعل الطعام هناك صحياً وقليل التلوث.
أما شيرين الفقي، فأكدت أن كتابها "الجنس والقلعة - الحياة الجنسية في عالم عربيٍ متغيِّر" اخترق جدران الصمت لموضوع يعتبره الكثيرون في العالم العربي من المحرمات أو المحظورات، خصوصاً أنها جمعت مادته البحثية من خلال لقاءات كثيرة قامت بها أثناء زياراتها المتكررة إلى مصر وبعض الدول العربية، والتقت خلاله رجالاً ونساءً من ديانات ومذاهب مختلفة، وحاولت التعرف منهم على نظرتهم إلى القضايا الجنسية، بهدف مساعدة الباحثين والمهتمين على رصد المشكلات المتعلّقة بهذه الأمر "المعقد" في مصر والعالم العربي ووضع الحلول لها.
وقالت الفقي إن الكتابة في المواضيع الجدلية تفتح الباب واسعاً أمام النقاش الجاد والنقد البنّاء، وهو ما يصب في النهاية لصالح القضية التي يتناولها الكتاب، مؤكدة أن نشر كتاب عن الجنس في العالم العربي أمر ليس سهلاً، حيث أن الكتاب بنسخته الإنجليزية لم يدخل معظم الدول العربية، كما أنها لم تتمكن حتى الآن من العثور على ناشر واحد يقبل ترجمة كتابها إلى اللغة العربية بسبب صعوبة تسويقه في معظم الدول.