السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣ -
٥٥:
٠٧ ص +02:00 EET
صدقنا الأستاذ بلال فضل، وصدقنا مصطفى النجار والبرادعي، وغيرهم كثيرون حينما هاجموا الإخوان، وكتبوا عن جرائمهم وفظائعهم، صدقناهم ومشينا معهم حينما طالبوا الإخوان بالرحيل، تمنينا أمانيهم، وتبنينا مطالبهم المشروعة من وجهة نظرنا على الأقل، صدقناهم وهم يفندوا الحكم الإخواني وجرائمه وحماقاته، صدقناهم حينما هاجموا مرسي وجماعته، وقادوا المعارضة في أحيان للاجتساس منه لكننا لم نفهم حينها أنها أدوارهم التي كلفتهم بها الجماعة، هي التي أملت عليهم هذا، لم نفهم حينها أنهم يصرخون ليسكتونا، يتحركون لنتركهم يتحركوا، وهم يعرفون أين ومتى يقفوا عن الحركة؟ لاألا يسقط ديكور المسرحية الكبرى
التي يمثلونها علينا ومع جماعة الإخوان، صدقناهم في كل ما فعلوه وهم يندبون ويولولون شهداء الوطن اللذين صدقوهم هم الآخرين ونزلوا في مظاهرات ضد أفعال الإخوان الإقصائية لكنهم كانوا يعرفون في قرارة أنفسهم أن نهاية دورهم تنتهي حين يُمس الإخوان بأذى، فكانوا يلتزمون الحائط والحدود لألا يخرجوا على النص، ولما صدقناهم خرجنا عن النص الموكل لهم، فأنهينا حكم الإخوان، فولولوا وظهرت حقيقتهم الموالية المداهنة الممثلة على الشعب أنهم يرفضون وهم الموافقون، يعارضون وهم المدعمون، يولولون وهم الشامتون، يهاجمون وهم المدافعون، وكأن لسان حالهم مثل ما قال الفنان العظيم عبد الفتاح القصري على النساء، يتمنعن وهن العائزات، فكانو أمثال أولائك يتمنعون وهم العائزون.
كان هجومهم لاستنزاف قوانا، واستنفاذ معارضتنا، ليشعرونا أنه لا طائل ولا فائدة من معارضتنا أو نقول في عقل بالنا أنه ها هم من يعارضون يعارضون ونكتفي بمعارضتهم الشكلية، ولكن لما صدقناهم وماشيناهم ووافقناهم وسرنا على خطاهم الشكلية وأكلمنا ما كانوا يقفوا عنده دائماً وأسقطنا الإخوان شعروا أنهم كانوا يقومون بدور تسخيننا أي أن لعبتهم قلبة عليهم غم، فأخذوا يهاجمونا ويسمونا بسمات ليست فينا، ويتهمونا بما ليس فينا مغمضين عيونهم عما فعله الإخوان، ويبرئون الإخوان من حرق الكنائس ومن حالات التحرش الجارية بالمترو. نعم المسؤولين عن أمن المترو مخطئون، لأنهم لا يفتحون محطة السادات ولو للتغيير داخليياً بين الخطوط، ولكن هذا لا يبرر التحرش إلا إن كان هذا يصب في مصلحة جماعة شهوانية، تريد بقاء المرأة في البيت لا تتعلم ولا تعمل، فقط لقضاء حاجات جنسية، فأسقطتهم المرأة وهي تضرب على غطيان حللها بأصوات مزعجة، أضجت مضاجع رجال الوطن، فهبوا لنصرة مصر وستات مصر فأسقطوا الإخوان.
نسوا مدعي المعارضة السابقين، أن مصر نادت وعلينا أن نلبي النداء، وعليهم أن يلوموا أنفسهم قبل أن يلومونا، فهم سبكوا الحكاية أوي، وقاموا بتمثيلهم حتى صدقنا أنه حقيقة، وسرنا في ركب الديموقراطية، أما ولو كانوا غير مُجيدين في قيامهم بدورهم فكان الله سيرزقنا بمحمود بدر، والسيسي وآخرين ليقوموا بنفس ماقاموا به، ليسقطوا أيضاً الإخوان وليكشفوا لنا من كانوا يمثلون علينا دور البطولة.
المختصر المفيد اتقوا الله.