الكاتب : مايكل ماهر عزيز
بعيداً عن نظرية المؤامرة والتخوين ولكــن يوجد " طـــابـــور خامس " داخل الكنيسة وخارج أسوارها !! .
هدف هذا الطابور في المقام الاول : إبقاء الوضع علي ما هو عليه علي الساحة القبطية ، وعدم تقديم الكنيسة لإي إصلاحات حقيقية أو تنازلات تتقدم بها كي تتمكن المنظمات القبطية والنشطاء الاقباط من العمل السياسي ، خاصتاً وأن الكنيسة تمتلك من المؤسسات ما تؤهلها لصناعة القرار القبطي ومنها المجالس الملية التي تحتكرها منذ عشرات السنين .
يعمل في هذا الطابور الخامس نخبة فاسدة من المفكرين وأصحاب المال القبطي التي تتلاقي مصالحهم مع قيادات الكنيسة الجديدة والتي أصبحت تلعب دور الوصي علي ملايين الاقباط ، ونجد أن هؤلاء جميعا يريدون إيقاف تحركات الشباب القبطي الثائر المطالب بالحرية والاستقلال السياسي بعيدا عن وصاية الكنيسة ، يري أصحاب المصالح أن خروج زمام الامور من يد الكنيسة وتسليمها إلي ايدي تلك المنظمات سيؤدي إلي خروج الشعب القبطي وتحررهم من نظام السيطرة الذي يعانون منه ، وهنا لن يصبح الاقباط تحت وصاية أحد بعد الان ، الامر الذي سيزعج الدولة التي تري انه ليس من مصلحتها إستقلال وتوحيد الصف القبطي حتي لا يطالب الاقباط بكافة حقوقهم المهدورة منذ عشرات السنين ، فمن مصلحة الحكومة المصرية أن لا تجد كيان سياسي قبطي قوي ومتماسك وتفضل إنشاء المزيد والمزيد من المنظمات القبطية وصناعة بعض الاقباط المحسوبين علي القضية القبطية حتي يتم تفتيت الصوت القبطي ويتم إسكات أي صوت ينادي بحقوق الاقباط بين هذا الكم الكبير من تلك المنظمات الغير منظمة . وتري الحكومة ان مطالبة البعض بكوتة للاقباط سيعطي الفرصة لبعض النشطاء بالتوحد وإظهار كيان متماسك بعض الشئ يستطيع مناطحة الدولة والحكومة .
ونكتشف ان البيان الذي أصدرته الكنيسة مؤخراً والذي يرفض عمل الحركات القبطية وتحدثها بإسم الاقباط في مؤتمر دعم الكوتة كان خير دليل علي ذلك وردا علي سعي بعض الحقوقين بالاستقلال عن وصاية الكنيسة ،
وتحالف أصحاب المصالح وتأيدهم لبيان الكنيسة سيكسبهم الرضي الكنسي والحكومي ، وسيكافأ هؤلاء بإعطائهم مناصب قيادية داخل ادارات الكنيسة ومناصب حكومية من الدولة وذلك بعد إنتهاء موسم كتابة الدستور .
ثــورة الغضب القبطية قادمة علي الابــواب :
رفض الكنيسة وعواجيز الاقباط السياسيين من أصحاب المال والمصالح لإي ألية تمثل الاقباط خارج وصاية الكنسية ، هو أمر بمنتهي الخطورة ويعد اغتيال سياسي ومعنوي للنشطاء الاقباط ، خاصة الشباب منهم والذين لن يقفو مكتوفي الايدي كثيرا ، مثلما فعل عواجيز الاقباط بالماضي . يجب أن نعترف انه هناك حالة من السخط والاحتقان الشديد يشعر به هؤلاء الشباب وممن الممكن أن ينفجر هذا الاحتقان في أي لحظة ، دون أن ندري إلي أي مدي سيصل هذا الاحتقان خطاه .
فبعد فشل دور النشطاء الشباب وسحب سجادة العمل السياسي من تحت أرجلهم ، وتولي عواجيز السياسة الاقباط زمام الامور مرة أخري ، أعتقد أنه ستصدر بعض من ردود الافعال من هذا الشباب الساخط التي لن يرحب بها أحداً !!
وهنا يجب أن يتم تفعيل الحوار مرة أخري ما بين منظمات المهجر والشباب القبطي المطالبين باصلاحات حقيقية وبين الكنيسة ورجالها السياسيين المحسوبين عليها ،لان إحتواء هذا الشباب مطلوب بأسرع وقت ، خاصتا لو خرج هذا الشباب خالي الوفاض من تلك المعركة فأحب أن أبشركم بحدوث ثورة غضب قبطية ستعم الكنائس المسيحية بمصر وسوف يقود تلك الثورة الشباب القبطي الثائر .