الأقباط متحدون - الكوسة الحلال لغير الاقباط فى مصر !!
أخر تحديث ٠٣:٣٨ | الاثنين ١٨ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٩ | العدد ٣٠١٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

الكوسة الحلال لغير الاقباط فى مصر !!

أرشيفية
أرشيفية
بقلم: صبحي فؤاد  
استفزتنى مقالة قرأتها بالصدفة لواحد اخونجى من الكتاب المحسوبين على الجماعة المحظورة يستنكر فيها فكرة تخصيص عدد من مقاعد البرلمان المصرى لاقباط مصر وعدد اخر للسيدات والشباب . وبرر الكاتب اياه الاخونجى بان هذه الفكره سوف تحول مصر الى لبنان اخر وتؤسس دولة طائفية  يرفضها المسلمين والغالبية من الاقباط انفسهم .
 
وقال الكاتب اياه انه يفضل بدلا من تخصيص نسبة معينة للاقباط فى الدستور ولو بصفة مؤقته ان يرشح الاقباط انفسهم وينجحون بدعم وتأيد من المسلمين . 
يعنى حضرته يريد ان يقول لنا انه لو جرت انتخابات برلمانية غدا او بعد الغد  فان القبطى الذى يقوم بترشيح تفسه لعضوية مجلس الشعب المصرى سوف يجد المسلم قبل المسيحى يصوت لصالحه بعيدا عن الهوية الدينية والنظرة العنصرية التى تعودنا عليها منذ عهد السادات وحتى اللحظة التى اكتب فيها هذه الكلمات .. فهل يعقل ان يحدث هذا فى ظل هذا المناخ الطائفى المشحون فى مصر !!
 
وردى على هذا الكاتب الاخونجى اننى اذكرة بالمقاعد التى حصل عليها الاخوان المتأسلمين والتى بلغت على ما اذكر اثناء حكم مبارك 88 مقعد وكيف انهم حصلوا عليها بالاتفاق والتراضى مع قيادات الحزب الوطنى ..ويومها لم نسمعهم يتحدثون عن تاسيس الدولة الطائفية فى مصر او ان مصر سوف تصبح لبنان اخر .
 
تناقض عجيب وغريب من الذين ترتفع اصواتهم حاليا فى مصر مستنكرة الدعوات من عقلاء وحكماء الوطن  بتخصيص عدد مناسب من مقاعد البرلمان ووظائف الدولة العليا والحساسة للاقباط  رغم اننا لم نسمع لهم صوتا واحدا يوم اهدى الحزب الوطنى 88 مقعد من مقاعد البرلمان للجماعة المتأسلمة الخائئنة..
فلماذا اذن عندما تكون "الكوسة" لغير الاقباط تعتبر حلال فى حلال ومطابقة للشرع والوطنية والديمقراطية اما عندما نتكلم عن "كوته" لغير المسلمين فى مصر حتى تكون هناك امامهم فرصة عادلة لتمثيلهم فى ادارة بلدهم فان المعايير هنا تختلف ويصبح الامر حرام وطائفية وخطر على وحدة مصر ؟
على اى حال وبغض النظر عن نظرة ابناء واتباع المحظورة وبعض قيادات الكنيسة القبطية فى مصر فاننى ارى انه من العدل والمعقول جدا فكرة تخصيص كوته للاقباط تتناسب مع عددهم الذى لا يقل ابدا عن ربع سكلن مصر فى ظل هذا المناخ العام المتطرف الذى يرفض الاخر وينظر اليه كما لو انه غريب او اجنبى.
 
اننى اتمنى من كل قلبى ان ياتى قريبا اليوم الذى ارى فيه المسيحى يرشح نفسه لعضوية البرلمان ولا يجد من يعارضه بحجة انه كافر او غير مسلم او انه عدو الاسلام كما كنا نرى خلال الانتخابات الماضية والتى ادت بطبيعة الحال الى غياب التمثيل العادل للاقباط فى البرلمان والوظائف الحساسة والهامة فى الدولة ولكن حتى نصل الى هذه المرحلة من الوعى السياسى والسماحة بين ابناء الوطن فانه لا عيب ابدا من مطالبة الدولة بحق الاقباط فى مشاركتهم سياسيا فى ادارة الوطن والنص على هذا صراحة فى الدستور المصرى الجديد .
 
اننى ادعو الاقباط جميعا للمطالبة بقوة وصوت واحد بتخصيص عدد مناسب من مقاعد البرلمان لهم وعدد مماثل من الوظائف الحساسة والعليا  لان هذا حق مشروع لهم وليس تسول او استجداء من كبير او صغير فى الدولة .
 
اما المسئولين عن الدولة فاقول لهم ان مصر يستحيل ان تتقدم خطوة الى الامام طالما ظلت العنصرية والطائفية فى ابشع واقبح صورها الصفة الغالبة على الانظمة المختلفة منذ عهد السادات وانتهاءا بعهد الخائن العياط مرسى . 
 
 اخيرا اننى على يقين ان مصر سوف تتقدم وتخرج من محنتها (فقط) بمشاركة جميع ابناء الوطن من مسلمين ومسيحين ويهود وغيرهم فى العمل السياسى البناء بجانب التضحية والعمل الجاد فى المصانع والمزارع ومراكز الابحاث والابتكارات فى كل انحاء البلد. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter