بقلم : حنا حنا المحامي
كلمة الافتتاح وتقرير عن أعمال المؤتمر
لقد اجتمع العديد من النشطاء الغيورين على القضيه القبطيه التى دامت لعقود طويله بلا حل علما بأن أقباط مصر معروفون بوطنيتهم على مدى العقود والاجيال. ومع ذلك فإننا نرى أن أقباط مصر يقعون فى بؤرة الاضطهاد. وأى إنسان على شئ من العلم والثقافه يثق بأن تفتيت مصر على هذا النحو لا يضار منه الاقباط فقط بل يضار الاقباط والمسلمون والوطن مصر ككل.
ولما كان هناك نوع من التفكك والنشرذم بين الاقباط سواء بالخارج –المهجر- أو بداخل الوطن الام فمن المبادئ المعروفه أن هذا التفكك يضعف أى قرار يتخذ لصالح الاقباط ويضعف كيانهم,
فقد رأينا أن نعمل على توحيد أقباط مصر فى جميع أنحاء العالم ليكوّنوا مظله واحده تظلل جميع الاقباط فى دول العالم. ذلك ان التشردم والتفكك مهما حقق من نتائج فهى نتائج ضعيفه لا تحقق قواعد ثابته أو ثقافه واضحه تعمل على نبذ التعصب والتفكك. ذلك أنه لصالح أى وطن أن يكون المواطنون متحدين, متفاهمين يعيشون فى وطن خلو من الصراعات والنزاعات التى تستنفذ الطاقه والجهد بل والمال. كذلك إن الانقسام فى أى دوله يؤدى فى النهايه إلى ضعفها. وهذا فعلا ما حدث فى مصر فى النصف قرن الاخير. وأى علاجات مع وجود الانقسام لا يعدو أن يكون علاجات مخدره ومؤقته لا تلبث أن تذروها رياح الفتنه والتعصب فى أول هبوب.
على ذلك فقد قررنا عقد مؤتمر يجمع أقباطا من كل بلاد العالم كى يعملوا على نشر روح الترابط لا الفرقه والتعاون لا الانقسام والتفاهم وليس الصراع. حتى إذا ما تحقق هذا الترابط وهذه الوحده أمكننا أن نعمل عملافعّالا إيجابيا لصالح مصر ممثلا فى وحدة الاقباط ووطنيتهم.
وقد دفعنا إلى ذلك ما لمسناه على مدى العقود السابقه من الانقسامات أدت جميعا إلى استغلال الحكام السابقين فاستغلوا موضوع الطائفيه والدين حتى يزرعوا الانقسام والتفكك بين أبناء الوطن الواحد. وباعتقادهم أنهم يطبقون مبدأ فرق تسد. وبمقارنة ما نراه فى الدول العربيه وعلى رأسها مصر من تفكك وانقسام نجد أن الدول الغربيه بدأت فى أن تتعامل مع مصر معاملة مهينه. فقد حدث للسيده مارجريت أشتون رئيسة الاتحاد الاوروبى أن تحضر إلى مصر وتزور مرسى فى محبسه وتعرض عليه إذا كان يريد أن يخرج من مصر. هذه الصوره المهينه دفعت شخصيه أجنبيه أن تدعى أو تتصورأنها تتخذ قرارا لا يقدر الساده الحكام أصحاب القرار المصريين إلا أن ينصاعوا له..
وسواء نفذ ذلك العرض أم لا فإنه يعبر عن حقيقه واحده وهى أن مصر ليست لها سياده فى نظر الدول الغربيه بل هى دوله تابعه لا تملك قرارها. وهذه الصوره المهينه والمزريه لم يكن سببها إلا التفكك والانقسام مما نتج عنه عدم احترام العالم لها.
لذلك فقد أضحى لزاما على الاقباط أن يتحدوا فى مظله واحده تجمع أقباط العالم كي يكونوا كيانا قويا لمصر وكما قلنا إن الدوله القويه تتكون من عناصر قويه, وضعف وتفتت الاقباط كشريحه لا يستهان بها فى مصر لا يؤدى إلا إلى ضعف مصر كما حدث وكما شاهدنا. وقد قيل إن التعصب أعمى لانه لا يرى تلك الحقيقه فلا يعرف إلا العمل الضار والذى يعزى إلى تعاليم حاهله لا تمت إلى الحقيقه أو العلم بصله.
ولو نظرنا إلى أمريكا أو أى دوله من دول المهجر نجد أن سبب قوتها أنها أدركت منذ زمن مضى أن وحدة الشعب أو عدم الصراعات هى الركن الرئيسى الذى يمنحها القوه وذلك لم يتأتى إلا بمنح الحريات واحترام الاديان .... كل الاديان.
ويتعين القول منعالأى لبس أن هذا التجمع لا يهدف إلا إلى مصلحة مصر وكما سبق القول إن العناصر القويه تكوّن دوله قويه. وكلى ثقه بأن رجال مصر وشباب مصر ونساء وبنات مصر يمكن أن يجعلوا منها أعظم دوله فى العالم لوتولى أمرها رجال ونساء مخلصون وكلى يقين وإيمان بصحة ما أقول.
ويتعين أن نكون عمليين فى تكوين هذه الوحده. فالمسيحيون يبدأوا بعمل وحده أو مظله شامله جامعه لكل أقباط العالم. وليس فى ذلك أى عنصريه أو تعصب, بل هو العمل على الوحده وتكوين مظله عالمية لاقباط المهجر فهم بذلك يظلوا على ارتباط بوطنهم الام, فيمكن أن ينقلوا ما اكتسبوه من خبره ودراسه وعلم بل ومال إلى الوطن الام. ولدى علم أكيد أن بعض أصحاب رؤوس الاموال المصريين كان بودهم أن يستثمروا فى مصر لولا حالة الصراعالت وعدم الاستقرار الذى يسود البلاد.
وكذلك فإن هذا التوحد والوحده يجب أن يعمل عليه الاخوه المسلمون لإنهاء الصراعات بين سنى وشيعى وسلفى ..... إلى آخره. هذه المذاهب جميعا تقوم بصراعات عديده وياحبذا لو عملت جميعا تحت مظله واحده, وفى نهاية المطاف سوف يكون الدين لله وعبادته ولا شأن للدين فى تفتيت الوطن وإضعافه.
وإن لنا وطيد الامل فى أن يحذو الاخوه المسلمون هذا الحذو حتى يكون جميع المسلمين وحدة واحده لا فرق بين سنى وشيعى وسلفى بل كلهم مسلمون مصريون.
وبتكوين الوحده المسيحيه والوحده الاسلاميه سوف تكون الخطوه التاليه هى وحدة مصر الشامله التى لا تفرق بين مسيحى ومسلم بل سوف يكوّن الجميع وحده مصريه خالصه. وبذلك أقول وأكرر مرارا وتكرارا أن الوحده سوف تجعل من مصر أقوى دوله فى العالم. وذلك بدون أدنى مبالغه.
ولما كانت المسأله الماليه هى الوقود الذى يدفع عجلة أى قاطره فقد تقرر بإجماع الاراء بناء على اقتراح أحد الاعضاء أن تكون الاشتراكات لجميع الاقباط هى خمسة وحدات نقديه فى الشهر. ففى أمريكا واستراليا وكندا يكون الاشتراك خمسة دولارات شهريا.وفى أوروبا سيكون الاشتراك خمسه يورو شهريا, أما فى مصر سيكون الاشتراك جنيه واحد شهريا. وهذه الاشتراكات سوف تجمع لمصلحة المجموع فى مناح عديده للاستثمار والعمل فى مصر. يجرى حاليا البحث عن متطوعين لجمع هذه الاشتراكات فى مصر. وقد تطوع ثلاثة أعضاء وهم الذين تتكون منهم اللجنه الماليه وسيقوموا بإعداد متطوعين آخرين للعمل على جمع الاشتراكات السالف ذكرها. وسوف نقوم بترشيح بعض الاعضاء فى مصر محل ثقه ليقوموا بنفس العمل بمصر. كما تقوم اللجنه الماليه بعمل الميزانيه والاشراف على الدخل والمصروفات وتقدمها إلى اللجنه العامه فى المؤتمر القادم بإذن الله.
كما قرر المؤتمر تكوين لجنة للاعلام وقد تكونت هذه اللجنه من ثلاثه أعضاء أيضا.
وقد تم –بناء على قرار المؤتمر- إتخاذ الاجراء اللازم لتحويل اسم المنظمه السبق تسحيلها أيام المرحوم عدلى أبادير إلى:
International Coptic Foundation
والتى كانت:
Coptic Foundattion of U.S.
وقد اكتفى المؤتمر بهاتين اللجنتين فى الوقت الحالى. ويلاحظ أن هذا المؤتمر يبدأ عمله بعد انتهاء انعقاده. فهو عمل دائب ومستمر بإذن الفادى.
وقد حضر المؤتمر يوم السبت (اليوم التالى للانعقاد) الدكتور نزيه حنا بناء على دعوه خاصه من الدكتور صبرى فوزى جوهره وقدم اقتراحا لتكوين هيكل تنظيمى لكل أقباط العالم. وقد قوبل هذا الاقتراح بكل ترحاب وسوف يكون محل اعتبار فى الخطوات التاليه للعمل. ومن اللطيف أن حضر شاب أثرى المؤتمر بشعره الجميل والغزير وهو الاستاذ بشرى لوقا. وسوف نقدم للساده القراء بعضا من أشعاره.
كما حضر المؤتمر السيده\ساندرا واليدمان وهى سيده أمريكيه مهتمه جدا بالشأن القبطى ولذلك كان كثير من المشاركات باللغه الانجليزيه.
هذا ويتعين أن ننوه أن هذا المؤتمر هدفه مظله عالميه لاقباط مصر فى الداخل والخارج فهو يختلف عن باقى المؤتمرات التى ينتهى عملها بانتهاء المؤتمر ولكن هذا المؤتمر بانتهائه يبدأ العمل. كما أن عمله وهدفه لا يتعارض مع أى عمل أو منظمه قائمه بل يكملهم.
وإننا نهيب بكل مسيحى أن يعمل على نمو واتساع هذا العمل فى محبه وإنكار ذات حتى يثمر ثلاثين وسبين ومائه من أجل كنيستنا ووطنا الغاليين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع