لم يذهلنى شىء فى الأيام الماضية قدر ما أذهلنى ذلك الخبر الذى كتبته إحدى الصحف يفيد بأن مرسى هو الذى أعطى تعليمات باغتيال الشهيد المقدم محمد مبروك!
.. يا راجل.. مرسى مرة واحدة؟ ومتى أعطى مرسى تعليمات وهو رئيس، حتى يعطى تعليمات وهو سجين؟.. هو كبيره يعطى تعليمات باغتيال بطة وحشوها بالفريك!.. وليس العجب على من كتب هذا الخبر، بل العجب على من اهتم به وناقشه.. يعنى إنت يا حمادة مش واخذ بالك إن مرسى فى ملكوت تانى خالص؟.. الرجل لا يردد غير أنه الرئيس الشرعى وهو يكرر تلك العبارة حتى أصبح معشَّق على كده!.
. ما بيتمورش.. ومهما حاولت تزقه فى حتة تانية ما يتزقش!
.. لكن خلى بالك، هو ليس مخبولاً ولا حاجة، كل ما هنالك أنه مثال أمثل للسمع والطاعة، لذا فهو مازال ينفذ آخر أمر سمعه من قياداته الإخوانية قبل أن يسجنوا، وهو ألا يتنازل عن أنه الرئيس الشرعى المنتخب، ولسوء حظه أنه بدخولهم السجن أصبح لا يتلقى منهم أى أوامر جديدة تفك التعشيقة!.. لكن كل العجب والعيب يقع للأسف على وزير الداخلية.. لن أفترى وأقول إنه بعد اغتيال الشهيد محمد أبوشقرة كان المفروض توفير حراسة مشددة لكل هؤلاء الأبطال المسؤولين عن الملفات الخطيرة بالداخلية، لكن فى مقتل الشهيد مبروك تحديداً لم تكن الغلطة الوحيدة فى عدم توافر الحراسة له فقط، بل بدأ الغلط منذ أن بدأ تسريب وثائق التحقيقات للإعلام!
.. وما تم تسريب الوثائق إلا بسبب عقدة الخوف من أمريكا والاتحاد الأوروبى، حتى لا يتهمونا بأننا نلفق الاتهامات لقيادات الإخوان المقبوض عليها، وفى ظل تلك العقدة إذا بنا نسرب وثائق التحقيقات لنثبت أن مرسى مدان بالفعل، فوقعنا فى خطأ الكشف عن الشهود وتفاصيل شهاداتهم وعناوين منازلهم.. لكن سيبك إنت، شفت الزمن غدار إزاى يا حمادة؟.. فين زمان عندما كان عمل أى ضابط فى المخابرات خافياً على جيرانه ومعارفه، وكان مجرد معرفتك بالأمر يصيبك بالسكتة القلبية!.. أما الآن فقد أصبحنا نعلم أسماءهم وعدد أفراد أسرهم وأماكن سكنهم ومواعيد نزولهم وطلوعهم!.. إخص على ده زمن!.. لذلك
نستطيع القول إن الشهيدين محمد مبروك ومن قبله محمد أبوشقرة راحوا هدر!!.. فى أوروبا والدول المتقدمة يا حمادة يوجد ما يسمى بالبرنامج الفيدرالى لحماية الشهود.. هذا البرنامج تتبناه وزارة العدل ويقوم بتنفيذه قوات عمليات خاصة تابعة للجيش وتموله الحكومة الفيدرالية.. فى هذا البرنامج تتدرج الحماية للشهود حسب خطورة القضية المنظورة، كما أنها تشمل أسر الشهود أيضاً.. ولا تقتصر الحماية على تغيير المسكن فقط، بل قد تصل الحماية لتغيير أسمائهم إلى الأبد حتى بعد انتهاء نظر القضية.. أما بقى عن الحماية البدنية فهى تتوفر على مدى ٢٤ ساعة حتى لو كانت ستستمر مدى الحياة.. هذا هو حال الوزارات والحكومات اللى بتشتغل بجد، أما بقى فى حكومة أم محمد بتاعتنا، تجد قانوناً يلزم الشهود بالتوقيع فى محاضر التحقيقات بأسمائهم وعناوينهم دون تقدير لخطورة تلك
الخطوة.. لقد علمت من مصادرى الموثوقة أن الإخوانى أحمد عبدالعاطى والمعروف علاقته بجهاز السى أى إيه، قد ووجه بمحضر التحريات ضده وفيه اسم الشهيد المقدم محمد مبروك وعنوانه!.. ويرجح بشدة أن تسريب اسم الشهيد تم من خلاله.. وده ليه يا حمادة؟ لأننا كما قلت لك نعمل بسيستم أم محمد، حيث أقمنا مولد وفرح بمحاضر التحقيقات مع قيادات الإخوان، وإتفرج يا سلام ع الوثائق يا سلام.. وقرررب قررررب.. الوثائق النهارده بعشرة جنيه، وبعد بكرة
بخمستاشر جنيه، وتعالى يا رايق وشوف الوثايق!.. فماذا تنتظر أن يحدث نتيجة لهذا يا حمادة؟!.. على فكرة أنا أرفض بشدة المطالبات الهوجاء بإقالة وزير الداخلية لأنه لولا أن الرجل استرجل معانا لما نجحت ثورة ٣٠ يونيو.. لكنى لست أفهم بصراحة سر التراخى الملحوظ مؤخرا فى توفير الحماية لضباط الشرطة وفى التخلص من الخلايا النائمة داخل الجهاز.. طبعاً لا أحد ينكر أهمية بركة دعا الوالدين والمشى فى نور الله، بس مش على طول كده!
المصرى اليوم