السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣ -
٤٦:
٠٨ ص +02:00 EET
ارشيÙيه
بقلم: مينا ملاك عازر
Ø£Øب بلاده Øتى الثمالة رغم أنها لم تعطه ما أعطته لآخرين، قرر خدمتها بكل ما يستطع من قوة وقدرة رغم آلامه واØتياجاته واØتياجات أسرته له، تغاضى عن هذا كله وانخرط ÙÙŠ خدمة بلاده، جاء الانخراط ÙÙŠ خدمتها متزامن مع تطهر بلاده من Øكام دمويين لم يقبلوا بØكم الشعب Ùاختاروا الإرهاب وسيلة لردع شعباً لم يردعه مئات الأعداء، Ùصار مستهدÙاً من كل سيارة Ù…Ùخخة، وكل ملثم بلثام الجبن والندالة، قد ÙŠØاولوا قتله أثناء خدمته أو ÙÙŠ أثناء عودته لأهله، قد يسÙكو دماءه دون رØمة ولا Ø´Ùقة، لا لشيء إلا لأنه ÙÙŠ نظرهم كاÙر، Ø£Øلوا دمه وروØÙ‡ وبرروا إعدامه دون Ù…Øاكمة، لا لشيء إلا لأنه ارتدى يوماً زي خادم الوطن ÙنجØوا أخيراً ÙÙŠ قتله ونثر أشلاؤه على رمال الوطن، Ùبكته أمه ونعاه أباه، وتألم لذلك قادته التي لم تأل جهداً لتأمينه، ولكن يدرككم الموت ولو كنتم ÙÙŠ بروج مشيدة، ولما مات نقلوه إلى مشرØØ© المستشÙى، ولكنه لم ينقلو دمه الذي بقى على الرمال الصÙراء ÙاستØالت Øمراء، وكأنه مات Øباً ÙÙŠ الوطن، ÙاستØÙ‚ الشهادة بين Ø£Øضانه.
شهادة لا يمنØها Ø£Øد على الأرض له، لكن منØها له الخالق الذي خلقه لأنه رأى Ùيه البراءة، رأى Ùيه عدم الاستØقاق أن يموت هكذا رغم أنها إرادة الله Ù†Ùسه، لكنه Øين ارادها كانت يريد منها راØØ© من أرض زائلة، ÙˆØياة Ùانية لن ÙŠØصد منها إلا الشقاء وغيره ÙŠØصد منها الرخاء، Ùضمه إلهه العادل إليه، وسأله ماذا تطلب Ùطلب لبلاده الراØØ© والأمان ثم طلب لنÙسه الانتقام ولأسرته الصبر والسلوان Ùأجابه ربه لطلبه ÙØ§Ø³ØªØ±Ø§Ø ÙˆÙ†Ø§Ù… بين Ø£Øضان الأرض ÙÙŠ طمان دون أن يسأل متى سيقضي الله أمراً كان Ù…Ùعولا لأنه يثق ÙÙŠ عدل الله ورØمته، يثق ÙÙŠ أنه لم يكن يستØÙ‚ تلك الموتة غير أن وطنه يستØقها، Ùلم يضن على وطنه بها Øتى سمعنا أبوه يقولها لوزير الدÙاع، Ùداك أنا وابني بغض النظر عن مدى صدق الوالد لكن من منا يضن بØياته على وطنه إن كان ÙŠØتاجها.
كل المصيبة ÙÙŠ أن وطنه لن يستÙد من تلك الموتة إلا إذا كانت داÙعاً لمن بقوا على قيد الØياة للانتقام والقصاص العادل الناجز، Ø§Ù„Ù…Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ø´Ø§ÙÙŠ لقلوب مكلومة، Ùهل يثأر الوطن لدماء أبناءه؟ هل ينتقم الجنود والضباط لدماء أخوانهم؟ هل ينتÙضوا ويÙعلوها؟ وإن Ùعلوها يتموها أم تكون هبة مقاتلين لا تستمر طويلاً، ويÙلت الÙعلة بجريمتهم.
عزيزي القارئ، لا اقصد Ùيما تقدم من كلام Ùقط من ماتوا ÙÙŠ أوتوبيس الجنود، ولا من Ø£Ùصيبوا ÙÙŠ كمين الشرطة، ولا من على شاكلاتهم، ولا من استشهد متجهاً من بيته لعمله مساءاً ولكن أيضاً أقصد كل من خدم الوطن Øتى وإن استشهد وهو عائد من ÙرØØŒ Ùننساه الكل بعد مرور الزمن، وتركوا غيره يسقط بنÙس يد الغدر والإهمال والتقصير والجهل والتكÙير. نعم تألمنا لاستشهاد جنود الجيش والشرطة، ومن قبلهم المدنيين من الشعب الذين ماتوا أيضاً ÙÙŠ أوتوبيس، لكن لاÙرق أن أولائك ماتوا تØت عجلات قطار لم ÙŠØمهم Ø£Øد منهم، وهؤلاء استشهدوا بين براثن عدو لم يستطع Ø£Øد أن يرØمهم منه.
المختصر المÙيد لم يبق كثيراً من الدماء المصرية لتراق، ÙÙƒÙانا إراقتها وهيا بنا Ù†Øترمها.