السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣ -
٥٢:
٠١ م +03:00 EEST
ارشيفيه
عرض / سامية عياد
بغيرة عجيبة استطاع أن يحول الكثيرين الى الإيمان بالرب على الرغم من كثرة الأديان وكثرة العبادات وكثرة الأصنام والمذابح الوثنية التى كانت تقابله فى كل مكان ، هكذا يحدثنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث عن القديس مارمرقس الذى تحدى الصعاب من أجل كرازته على أرض مصر ، لذا من يجلس على كرسى الكرازة المرقسية يكون مختارا بعناية فائقة من عند الله حتى يكمل الجهاد الحسن الذى بدأه هذا القديس،
لقد كانت الإسكندرية عندما جاء مارمرقص إليها هى العاصمة الثقافية للعالم فى ذلك الحين حيث مدرسة الإسكندرية الشهيرة التى تزدحم بمئات الآلاف من المخطوطات القيمة وكانت الإسكندرية تزدحم أيضا بالديانات والعبادات المختلفة من اليونانية والرومانية واليهودية، اذ واجه القديس أكبر وضع معقد لكن كانت تجول فى ذهنه فى ذلك الحين نبوءة إشعياء النبى "هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها ....مبارك شعبى مصر" ،
ولعل فى فكره أيضا مجىء المسيح الى مصر مع السيدة العذراء والبركة التى تركها فى تلك الأراضى ، ورغم اختلاف المؤرخين فى تحديد سنة مجىء مارمرقص الى مصر لكن الرأى الأقرب أنه وصل مصر سنة 60 أو 61 م إذ يتفق مع غالبية آراء المؤرخين الأقباط الذين يجعلون مدة إقامة مارمرقس على الكرسى الإسكندرى 7 سنوات.
وعند اقتراب مارمرقص الى الإسكندرية كان من كثرة السير فى الكرازة والتنبشير تمزق حذاؤه فتوجه الى إسكاف فى المدينة اسمه حنانيا ليصلحه له وفيما هو يصلحه دخل المخراز فى أصبعه فصرخ قائلا " ايس ثيئوس" اى يا الله الواحد فرقص قلب الرسول طربا عندما سمع هذه الكلمة وبعد أن تفل على الطين ودهن به إصبع الإسكافى والتأم جرحه فى الحال سأله القديس عمن يكون هذا الإله الواحد الذى نطق الاسكاف باسمه فإجابه انيانوس "إننى اسمع عنه سمعا لكن لا أعرفه" فكانت الفرصة مناسبة ليحدثه عن هذا الاله الواحد ، فآمن الإسكافى وأسرته وعمدهم مارمرقس وكان هذا البيت باكورة المؤمنين فى كرازة مارمرقس مصر ، وهكذا كان القديس يجول مبشرا من مكان الى مكان بكلمة الرب .