الأقباط متحدون - قل ممثل الإمام الأكبر ولا تقل ممثل الأزهر
أخر تحديث ٠٤:٢٦ | الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٠٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

قل ممثل الإمام الأكبر ولا تقل ممثل الأزهر

الكاتب الصحفي خالد منتصر
الكاتب الصحفي خالد منتصر

 عندما دخل حزب النور إلى لجنة الخمسين اندهش البعض قائلاً: كيف يدخل حزب النور إلى هذا الخضم وحيداً منفرداً فى ظل مناخ كاره للإخوان ومن ثم كل تيارات التأسلم السياسى التى تاجرت بالدين ولوثت قداسته بتراب السياسة؟ وصفها البعض بالعملية الانتحارية، ولكن حزب النور ليس بهذه السذاجة،

ومن يريد أن يتعرف على فن اللؤم واللوَع وإبداع المؤامرة والخداع فليشاهد ويراجع فيديو ياسر برهامى وهو يحكى كيف خدع لجنة الدستور وضحك على أفرادها وشرّبها حاجة «أصفرا» ومرر المادة 219 من ثقب الإبرة! قال حزب النور: طظ فى التسعة وأربعين عضواً! نحن لا نريد منهم إلا فرداً واحداً سنتحالف معه بحيث تكون قوة هذين الفردين كفتها أرجح وكلمتها أعلى من الثمانية والأربعين الآخرين، وبالطبع كان هذا العضو هو ممثل الأزهر الذى منح منذ البداية ومن رئيس اللجنة توكيلاً حصرياً للحديث باسم الشريعة والهوية والإسلام والمسلمين،

وقد كان لحزب النور ما أراد وتحقق له غاية المراد من رب العباد. وانظر ولاحظ الاتفاق على إلغاء كلمة «مدنية» وتفسير المبادئ، هذا هو مفتاح الشفرة وحل اللغز الذى دوّخ المحللين السياسيين الاستراتيجيين، ما هذا التطابق والتماهى والتماثل والاستنساخ بين ممثل الأزهر وممثل حزب النور؟! إنها فعلاً ظاهرة محيرة تجعلنا نطرح عدة علامات استفهام، هل هو ممثل الأزهر أم ممثل فضيلة الأمام الأكبر؟ وهل لا بد أن يكون هناك ممثل للأزهر وللكنيسة أصلاً داخل لجنة الخمسين؟ ألا يصلح المسلمون والمسيحيون الموجودون فعلاً للتعبير عن مشاكل وقضايا وطموحات هؤلاء باعتبار المواطنة لا الطائفية، أولا يُعتبر ذلك تكريساً للفئوية منذ البداية واعترافاً بهيمنة كهنوتية لهذه المؤسسات الدينية؟!

وإذا قبلنا بهذا التمثيل البعيد عن بديهيات الدولة المدنية الحديثة فلماذا يكون هو المستشار المبجل محمد عبدالسلام مع احترامنا لشخصه وليس الفقيه سعد الدين هلالى مثلاً والذى وُضعت أمامه صفة «شخصية عامة»؟! لا بد أن نضع فى اعتبارنا حين نتحدث عن الأزهر ودوره فى لجنة الدستور عن أى أزهر نتحدث، فقد جرت فى النهر مياه كثيرة وتم اختراق الأزهر وهابياً وإخوانياً، وصار على فضيلة الإمام الأكبر عبء حسم هذا الصراع بين وسطية شلتوت ووهابية عمر عبدالرحمن، وكلاهما من خريجى الأزهر. وبنظرة بسيطة على حال الأزهر الآن سيعرف كل ذى عقل رشيد لمن حُسمت جولة الصراع؟ اختراق الأزهر تم من عدة جبهات

وبسبب حزمة ظروف جعلت من السهل أن تقتحم مسام عقله الوسطى وحضنه الدافئ الذى كان يتسع للكل ويتسامح مع الجميع تيارات ظلامية، ويستلب عقل الطلبة فى جنح الظلام عبدالرحمن البر مفتى الإخوان الحالى، وعبدالله الخطيب مفتيهم السابق الذى أفتى بهدم الكنائس، وعزت عطية صاحب فتوى رضاع الكبير الذى كان رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين.. وغيرهم ممن كسبوا الجولة للأسف من سعد هلالى وأحمد كريمة وسعاد صالح وآمنة نصير وغيرهم ممن بحّ صوتهم من الصراخ: أنقذوا الأزهر،

عدة ظروف كما ذكرنا أدت إلى هذا الوضع منها السفر للسعودية وتلقى التبرعات من بعض الجهات التى حاولت فرض رؤيتها الوهابية المتزمتة على رحاب الجامعة والجامع، ومنها المناخ العام الذى جعل الداعية السلفى خرّيج قسم المساحة أو دبلوم الصنايع أبوجلباب باكستانى وغترة بدوية نجدية هو بوصلة الهداية للناس وزعيمهم الروحى أكثر من شيوخ الأزهر وخرّيجيه، ومنها المناهج التى ترسخ للتزمت والرجعية وحرفية التفسير وتحنيط الفقه واغتيال الاجتهاد.

 
عيب وحرام وخطيئة وكارثة أن يقود حزبُ النور أزهرَنا الشريف.

نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع