أكدت عدد كبير من الصحف العالمية، أن رئيس الوزراء التركي "العنيد"، ضحى بمصالح بلاده بإصراره على مواصلة الرهان على حلمه في قيادة العالم الإسلامي بمساعدة من جماعة الإخوان، وهو الحلم الذي انهار مع سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته في مصر، مخلفًا شعورًا بالمرارة لم يتجاوزه "أردوعان" الحائف من أن يلقى نفس مصير "مرسي".
فقد قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية، في تقرير لها، إن التصعيد الدبلوماسي الأخير بين القاهرة وأنقره، هو أحدث علامة على تدهور العلاقة المتوترة أصلاً بين البلدين، ونقلت عن الباحث البريطاني بمركز "تشاتام هاوس" للأبحاث "فادي حكورة" قوله: "إن طرد السفير التركي من مصر يؤكد على (عزلة تركيا المتزايدة في الشرق الأوسط) بعد أن باتت علاقة أنقرة متوترة مع معظم دول الجوار، وأهمها "إيران وسوريا وإسرائيل والعراق والأردن"، ومعظم دول الخليج، إضافة إلى مصر".
وأضاف "حكورة"، وهو من أصل تركي، أن تركيا المتحالفة مع جماعة، حدد "أردوغان" سياستها الخارجية على أساس طائفي ودينى، وهو ما سيؤدى في نهاية المطاف لتقليل أهمية تركيا في الحسابات السياسية الخارجية للولايات المتحدة" التي لم تعد سعيدة بأجندة أنقرة الخارجية مؤخرًا.
من جانبها، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تصريحات رجب طيب أردوغان، ضد مصر بـ"المستفزة و"القشة الأخيرة التي قسمت ظهر البعير".
وأشارت الصحيفة، إلى أن العلاقات بين البلدين، كانت شهدت توترًا في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد العلاقات القوية التي سعى لها رئيس الوزراء التركي مع الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان، رغبة منه في أن يكون زعيمًا للعالم الإسلامي.
ورأت "نيويورك تايمز" أن التدهور الدبلوماسي الأخير يعتبر علامة أخرى على تغير السياسة الخارجية المصرية بعد ثورة 30 يونيو الماضي، حيث بدأت السلطات المصرية في خلق تحالفات جديدة والابتعاد عن الأصدقاء القدامى الذين دعموا حكم الإخوان، أما بالنسبة لتركيا، فهذه الخطوة دليل على تعثر طموحات "أردوغان" في دعم نفوذ بلاده إقليميا، اعتمادًا على تحالفاته مع الحركات الإسلامية في ليبيا وسوريا ومصر.
وتوقعت الصحيفة أن يعود رئيس الحكومة إلى رشده قريبا ليتبع سياسية خارجية أكثر واقعية مع دول الجوار تركز على المصالح الاقتصادية لتستأنف بذلك سياستها الخارجية قبل ثورات الربيع العربي التي قامت على إزالة كل أسباب التوتر مع جيرانها.
لكن الباحث السياسي التركي "بيرم بالسي" اختلف في تحليله على موقع مركز "كارنيجي" الأمريكي للدراسات مع "نيويورك تايمز"، مؤكدًا أن رئيس الحكومة التركي، منذ احتجاجات "ميدان تقسيم" التي اندلعت بإسطنبول في 28 مايو الماضي، ثم الإطاحة بمرسي في مصر، بدأ يشعر بالتهديد والخوف من أن يلقى مصير "مرسي"، خصوصا مع اقتراب موسم الانتخابات وعدم قدرته على الخروج الآمن من الحرب التي ورط نفسه فيها بسوريا.
وتوقع "بالسي" أن يواصل أردوغان "العنيد والمرتبك" رقصته الخطيرة مع الشيطان، في إشارة للجماعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة.
أما وكالة الأنباء الصينية، فقد رأت أن طرد السفير التركي، جاء ردًا من مصر على العديد من الاستفزازات التركية، ومنها تحريض الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية على اتخاذ مواقف متشددة من النظام الحاكم في مصر بعد 30 يونيو، واستضافة "أنقرة" للعديد من المؤتمرات المعادية لمصر ليس فقط للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وإنما أيضا لتنظيمات الإسلام السياسي المختلفة المعادية للنظام المصري.